اشتباك الأسد و"سوريا الديمقراطية".. تضارب مصالح بين الحليفين
محللان سياسيان استطلعت "العين" آراءهما، اتفقا على أن اشتباك قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، كشف عن تضارب المصالح بين الحليفين
قبل فترة أعلن النظام السوري اشتراكه في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الرقة "شمال سوريا"، جنبا إلى جنب مع فصيل قوات سوريا الديمقراطية ذي الأغلبية الكردية، والمدعوم أمريكيا.
وقتها قيل إن الحرب على الإرهاب توحد ذوي التوجهات المختلفة، ولكن النظام السوري كشف مؤخرا عن أغراضه من هذه المشاركة؛ إذ لم يرق له التقدم الذي تحرزه قوات سوريا الديمقراطية، والذي كللته أمس بتحرير قريتين من أيدي تنظيم داعش الإرهابي، فأقدم في سابقة هي الأولى من نوعها، على الاشتباك معها.
وشنت مقاتلة سوخوي تابعة للنظام السوري غارة على قوات سوريا الديمقراطية بعد تحرير القريتين، لترد الولايات المتحدة على هذا الهجوم بإسقاط المقاتلة السورية.
وحول ذلك، اتفق محللان سوريان، تواصلت معهما بوابة "العين" الإخبارية، على أن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في معركة الرقة هي محاولة من جانبه وحليفه الروسي على الظهور بصورة المحارب للإرهاب.
في حين اختلف المحللان، ما بين من يعتبر أن الاشتباك بين قوات الأسد وسوريا الديمقراطية نابعا من محاولة كردية وأمريكية لانفراد الأكراد بغنائم معركة الرقة، وبالأخص إقامة كيان للأكراد سواء مستقلا عن الدولة السورية أو في ظلها لكن في إطار حكم ذاتي، وبين من يرى أن الاشتباك هو محاولة الطرفين للانفراد بالسيطرة على الأرض لتقوية مركز كل طرف وحلفائه، وليس بالضرورة الاتجاه إلى تأسيس كيان كردي.
كيان كردي مُرتقب
ميسرة بكور، الباحث السياسي السوري، قال إن انضمام الأسد إلى معركة الرقة نابع من رغبته في الظهور كشريك في محاربة الإرهاب.
وعن سبب الاشتباك بين قوات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية، أوضح بكور أن الطرفين وإن كانا التقيا في كثير من المصالح، إلا أنهما يختلفان في الرقة، فسوريا الديمقراطية تسعى من خلال الرقة إلى إقامة كيان مستقل بها سواء في ظل الدولة السورية أو منفصل عنها؛ خاصة مع تصاعد الأصوات الكردية في العراق الساعية للانفصال عن بغداد، في حين يحاول الأسد الحيلولة دون ذلك ويسعى إلى ضم المناطق التي يستولي عليها من الرقة إلى باقي مناطق نفوذه.
وأشار بكور إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وفي ظل دعمها الكبير للأكراد، أسقطت المقاتلة السورية بعد ضربها لهم، مضيفا أن واشنطن تعتبر حلفاءها الأكراد خطا أحمر لذلك ترد في كل مرة يتم استهدافهم سواء من قبل تركيا أو قوات الأسد.
واستهدفت تركيا القوات الكردية على الحدود السورية التركية، ما دفع واشنطن إلى نشر قوات عسكرية تابعة لها في إبريل/نيسان الماضي، في رسالة واضحة إلى تركيا ألا تكرر فعلتها.
ومن ذلك المنطلق، اعتبر بكور أنه من الصعب استطاعة القوات التابعة لبشار الأسد التوجه من خلال الرقة إلى مدينة دير الزور النفطية الاستراتيجية، وذلك لسببين؛ وجود الأكراد الذين لن تسمح الولايات المتحدة باستهدافهم، والسبب الثاني يتمحور حول وجود القواعد الأمريكية في تلك المنطقة لدعم حلفائها من الفصائل السورية.
ومن ثم، لفت بكور إلى أن الصواريخ التي أطلقتها إيران تجاه مدينة دير الزور وإن كانت تأتي لدعم الأسد معنويا في الاتجاه إلى دير الزور، إلا أنها تهدف بالأساس إلى توجيه عدة رسائل لأطراف إقليمية في المنطقة وإلى الولايات المتحدة بأنها تستطيع الرد في حال وجود تهديدات، خاصة أن طهران لديها الكثير من المليشيات التابعة لها في سوريا تستطيع من خلالهم ضرب داعش.
وأعلنت طهران بالأمس أنها أطلقت مجموعة صواريخ من غرب إيران على تنظيم داعش في دير الزور ردا على هجومين استهدفاها الشهر الجاري تبناهما تنظيم داعش.
تنافس على الأرض والنفوذ
من جانبه، قال تيسير النجار، المحلل السياسي السوري، إن الاشتباك بين الأسد و"قسد"، قوات سوريا الديمقراطية، ينبع من التنافس على الأرض والنفوذ؛ معتبرا أن قسد تدعمها واشنطن والأسد يدعمه روسيا، ومن ثم فكل طرف يسعى إلى تقوية نفوذه وحلفائه على الأرض ومن ثم في المفاوضات.
وأشار النجار إلى أن تنافس الطرفين تجاه الرقة بالأساس يأتي من كون المدينة المعقل الرئيسي والعاصمة المزعومة لداعش في سوريا، ومن ثم فتحريرها والسيطرة عليها تُكسب مُحررها دلالة رمزية ومعنوية كبيرة.
وخلافا مع بكور، استبعد النجار أن تكون محاولة سيطرة الأكراد على الرقة نابعة من رغبتهم في إقامة دولة كردية، مشيرا إلى أن الأكراد في المدينة نسبتهم قليلة وأغلبيتها من العرب، وأنه في حال إقامة مجلس يدير المدينة بعد تحريرها من داعش، ستكون أكثريته من العرب.
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز