إيران ترسل 3 آلاف من حزب الله لدعم قوات الأسد في "التنف"
معلومات استخباراتية عن إرسال إيران 3 آلاف من عناصر حزب الله اللبناني إلى التنف لدعم قوات النظام السوري
أعلن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن رصد أجهزة استخباراتية ومراقبين دوليين يتابعون الوضع في سوريا، لإرسال إيران قوة تتألف من 3 آلاف عنصر تابع لـ «حزب الله» إلى منطقة التنف الاستراتيجية الواقعة على طول الحدود السورية مع الأردن والعراق، وذلك لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد هناك على خلفية الضربة الأمريكية على القوات الموالية للأسد في قاعدة التنف في سوريا، خلال وقت سابق.
- 6 علامات على رعب إيران من القمة العربية الإسلامية الأمريكية
- "معركة الحدود" بين أمريكا وإيران تشتد عند معبر التنف
وحذر المعهد في تقرير له، أمس، لـ"حنين غدار"، وهي زميلة زائرة في زمالة "فريدمان"، ومديرة تحرير سابقة لموقع "ناو"، من أنه إذا نجحت إيران في فرض سيطرتها على منطقة التنف الاستراتيجية، سيتمتع وكلاؤها بحرية التنقل بين بلدتي تدمر الشرقية (بالميرا القديمة) ودير الزور وبغداد، فضلاً عن تمكن «حزب الله» وغيره من المليشيات الشيعية من منع المتمردين الذين تدعمهم الولايات المتحدة في التنف من الوصول إلى دير الزور.
وتابع المعهد، أن حزب الله يواصل توسيع مهمته الإقليمية. فإلى جانب راعيه الإيراني، يكسب الحزب اللبناني المزيد من النفوذ بين الطوائف الشيعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، أصبح «حزب الله» يتمتّع بإمكانيات عسكرية متقدمة بفضل نشاطه في سوريا وبلدان أخرى. وفي حين يستمر «الحرس الثوري» الإيراني في تأدية دور الهيئة الإشرافية لأعمال الحزب، مؤكداً أن «حزب الله»، أصبح القوة الشيعية العربية الرائدة في إيران، ويقوم بنفسه بتدريب وقيادة المليشيات الشيعية العراقية والسورية والباكستانية والأفغانية واليمنية. وبالفعل، مع ازدياد دور إيران في المنطقة، يتعاظم أيضاً دور «حزب الله» فيها.
وأشار المعهد إلى أن «حزب الله» يُعتبر اليوم من أهم عناصر الجيش الإقليمي الإيراني، مؤكداً أن الجهود الدولية المبذولة للحد من نفوذ الحزب على الجبهة الداخلية اللبنانية فقط ستكون غير كافية، داعياً إلى ضرورة أن تكون هذه الجهود جزءاً من استراتيجية إقليمية شاملة تهدف إلى كبح جميع المليشيات الشيعية الإيرانية.
وشدد المركز على أنه من أجل التصدي لـ «حزب الله» سواء في التنف أو غيرها، فإنه يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل وخصوم الحزب من العرب مواجهة واحتواء خططه ودوره في سوريا والعراق وبلدان أخرى في المنطقة، وفي سياق المليشيات الشيعية الأخرى المرتبطة به، مؤكداً أن الحزب يتمتع بقدر كبير من قوة مكانته الإقليمية المتعاظمة وصلاته بمثل هذه المليشيات على حد سواء.
ودعا المركز إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المضي قدماً في خطط عزل الأسد في سوريا، مؤكداً أن عزل الرئيس السوري من السلطة خطوة مهمة إلى الأمام نحو القضاء على الدور الإقليمي لحزب الله، ومنع سوريا من التحول لممر جغرافي يربط إيران بساحل المتوسط، والتحول لمجرد ممر جغرافي يمتد من الساحل العلوي عبر حمص وضواحي دمشق وصولاً إلى القلمون على الحدود اللبنانية، منبهاً إلى أن المسؤولين الإيرانيين وقيادات «حزب الله» برروا مراراً وتكراراً انخراطهم في سوريا بأنه استجابة لطلب الأسد وحكومته لمثل هذه المساعدة. وقد سمح هذا العذر لكل من إيران و«حزب الله» بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي بين دمشق والحدود اللبنانية، وباتجاه جنوب سوريا، حيث انخرط الجانبان في عملية من التلاعب الديموجرافي العدواني، لضمان بسط الشيعة سيطرتهم على تلك المساحات وإضفاء الشرعية على وجودهم.
وكشف المركز، أن الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا، منع الإيرانيين من تأمين ممر بري هناك، حيث خشي المسؤولون في العراق وطهران من تزايد الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، مما جعل مسار إيران الأصلي غير مجد. وعلى الرغم من هذه النجاحات الأمريكية الظاهرة، فإن اتباع نهج عسكري أقوى لا يكفي إذا لم يكن مصحوباً باستراتيجية شاملة تضم جميع الجهات الفاعلة الإقليمية ذات الصلة.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز