متحدث الأونروا في غزة: لدينا تخوفات من تكرار «مجزرة الفاخورة» (خاص)
يتخوّف عدنان أبوحسنة، المتحدث باسم وكالة الأونروا في غزة، من تكرار "مجزرة مدرسة الفاخورة" في مراكز الإيواء التابعة للوكالة في القطاع.
وعبر أبوحسنة خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" عن قلقه الشديد إزاء 830 ألف نازح فلسطيني يقطنون حوالي 154 مركزاً للإيواء تابعة للوكالة.
وشن أبوحسنة هجوماً شديداً على الجيش الإسرائيلي جراء قصفه مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في جباليا شمالي غزة.
وأكد أن عَلَم الأمم المتحدة لم يعد كافيًا لحماية المدنيين في قطاع غزة على الإطلاق، لافتاً إلى أن الأونروا أرسلت إحداثيات هذه المدرسة إلى الجانب الإسرائيلي.
ورغم أن إسرائيل تعلم أنه ليس في أي من مراكز الإيواء أي أسلحة وأنها تابعة للأمم المتحدة، "إلا أنها تقصفها وتوجه لها ضربات قوية تسفر عن مقتل وإصابة العشرات"، يقول أبوحسنة.
وكشف عن أن أكثر من 70 منشأة من منشآت الأونروا تعرضت للاستهداف المباشر وغير المباشر، واستشهد العشرات من النازحين وأصيب المئات في هجمات متتالية.
ووفقاً لأبوحسنة، تعرضت مدارس الوكالة في مخيمات البريج والنصيرات والمغازي للقصف، وفي رفح أيضاً استشهد نحو 103 من موظفي الأونروا.
وبالحديث عن مجزرة مدرسة الفاخورة، أكد أبوحسنة أن الأمر جلل والمصاب كبير، ومعظم الشهداء الذين سقطوا إثر القصف الإسرائيلي للمدرسة من النساء والأطفال وكبار السن.
وبحسرة يردف: "أكثر من 200 فلسطيني من النازحين إلى مدرسة الفاخورة استشهدوا إثر الغارة الإسرائيلية، حسبما صرحت وزارة الصحة الفلسطينية، إلى جانب وقوع دمار هائل للمدرسة إثر القصف".
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي مدرسة الفاخورة، فقد تعرضت للقصف مرات في حروب عدة، ومنها حروب 2008 و2009 و2014 ما أسفر عن وقوع إصابات عديدة وسقوط عشرات الشهداء، لكن ما حدث في القصف الأخير كان فاجعة حقيقية، يؤكد أبوحسنة.
وعن نية الأونروا في اتخاذ خطوات قانونية ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، أكد أبوحسنة أن الأمر متروك للأمم المتحدة والدائرة القانونية.
وأشار إلى أن مفوض الأونروا فيليب لازاريني يقوم بتحركات كبيرة، حيث أعرب عن استيائه من المشاهد التي وقعت في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار وتحقيق هدنة إنسانية عاجلة.
وأكد أن من الضروري ألا يصبح استهداف مراكز الإيواء ومدارس الأونروا أمرًا مألوفًا، وأن هذه التصرفات يجب أن تتوقف.
ونادى المتحدث باسم وكالة الأونروا في غزة، من خلال "العين الإخبارية"، بضرورة إيقاف هذا الاستهداف الغاشم الذي يسقط ضحيته آلاف المدنيين الفلسطينيين.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في وقت سابق سلسلة المجازر الجماعية المتلاحقة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وتشمل هذه المجازر الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدرسة الفاخورة حيث كانت تستخدم كملجأ للنازحين.
وقالت الوزارة في بيان لها: "نعتبر هذه المجزرة دليلًا جديدًا يثبت أن حرب الاحتلال الإسرائيلي المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين بهدف تفريغ منطقة شمال قطاع غزة بأكملها من أي وجود فلسطيني".
ولا تعتبر الفاخورة أول مدرسة تتعرض للقصف، فقبلها أسفر استهداف مدرسة أسامة بن زيد بمنطقة الصفطاوي التي تؤوي عشرات النازحين شمال القطاع مباشرة بقذائف الدبابات، عن مقتل 20 فلسطينياً وإصابة آخرين.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل قبل أكثر من شهر، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص.
وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت عمليّات برّية، ما تسبّب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون وبينهم 5 آلاف طفل، وفق أحدث حصيلة أصدرتها حكومة حماس.