فتاوى التضليل.. سلاح الحوثي لحشد مقاتلين ومواجهة الهزائم
الشهور القليلة الفائتة شهدت تراجعا ملحوظا في أنشطة قادة المليشيا الانقلابية وتحركاتهم الميدانية.
يبدو أن فقدان مليشيا الحوثي الانقلابية قدرتها على التواصل المباشر مع رجال القبائل اليمنية، خشية التعرض لضربات مقاتلات التحالف العربي، قد دفعهم لاستخدام طرق بديلة لتحشيد المقاتلين للقتال في صفوفها.
ومؤخراً لجأت المليشيا إلى استغلال المساجد والفتاوى الدينية لتضليل الناس بحثهم على رفد جبهات المليشيا الانقلابية القتالية المنهارة، بعدما خسرت الكثير من مقاتليها في المعارك المشتعلة منذ ما يقارب 4 سنوات.
- اليمن.. مصرع 3 وإصابة العشرات بألغام زرعها الحوثيون في الدريهمي
- مليشيا الحوثي تهجر أهالي قرية يمنية بقوة السلاح
وفي اليومين الماضيين، أطلق ما يسمى "مفتي الديار" الحوثية، شمس الدين بن شرف الدين، فتوى تصف الآباء والأمهات الذين لا يدفعون أبناءهم لجبهات القتال بـ"المتخاذلين عن نصرة دين الله"، على حد زعمه.
واعتبر مفتي الحوثيين في نص فتواه المرتبكة، "أن ازدحام الأسواق في صنعاء وباقي المدن اليمنية بالشباب في الوقت الذي تكون فيه الجبهات في أمس الحاجة لكل مقاتل، أمر يستدعي غضب الله وعقابه إذا لم يتم تدارك الأمر".
وأثارت الفتوى الحوثية ردود أفعال غاضبة في أوساط اليمنيين من الطريقة التي تتحايل بها المليشيات الانقلابية لخداع البسطاء، واعتبار أنفسهم وكلاء لله يتحدثون باسمه ويحددون من يستحق عقابه.
واعتبر عدد من الناشطين الحقوقيين والسياسيين أن اللجوء إلى استخدام الفتاوى الدينية ومنابر المساجد، يكشف عن حجم المأزق الذي تعاني منه المليشيات، نتيجة فقدان قدرتها على التواصل المباشر مع القبائل في الآونة الأخيرة.
وشهدت الشهور القليلة الفائتة تراجعا ملحوظا في أنشطة قادة المليشيا الانقلابية وتحركاتهم الميدانية عقب استهداف عدد كبير من القادة البارزين وفي مقدمتهم صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، الذي قتل بغارة جوية بمدينة الحديدة غربي اليمن في 19 أبريل الماضي.
وأكد الصحفي اليمني سعيد المعمري أكد لـ"العين الإخبارية"، أن تواري القادة البارزين لمليشيا الانقلاب عن الأنظار، أفقدها أحد أهم أسلحتها المؤثرة في التواصل مع الناس بالمناطق الخاضعة لسيطرتها والتأثير عليهم لإقناعهم بالتوجه نحو جبهات القتال.
ولفت المعمري إلى أن استخدام الفتاوى الدينية والمنابر الإعلامية وغيرها من الوسائل لن تشكل ذات التأثير الذي كان يمنحه التواصل المباشر واللقاءات الميدانية التي كان يجريها قادة المليشيات مع الناس ورجال القبائل.
ويرى المعمري أن اختفاء قادة المليشيات والحد من تواصلهم المباشر مع الناس في مناطق نفوذهم يعود لعدة أسباب؛ أبرزها الخوف من الاستهداف الجوي، بالإضافة إلى تراجع حجم الموارد المالية التي كانوا يخصصونها لشراء الولاءات القبلية لا سيما بعد استنفاد أموال واحتياطيات البنك المركزي.