الحوثي و"توأم سيامي".. متاجرة تنتهك حياة أطفال اليمن
كشفت الحالة النادرة لـ"توأم سيامي" بصنعاء مدى المتاجرة الحوثية بأرواح أطفال اليمن لتحقيق مكاسب سياسية.
وتستغل مليشيات الحوثي الحالة الحرجة للطفلين الملتصقين المولودين من أم يمنية ثلاثينية، الأسبوع الماضي، للضغط وابتزاز المنظمات الدولية للمطالبة برفع الحظر عن مطار صنعاء الخاضع لسيطرتها وتستخدمه في الأصل لأغراض عسكرية دون أدنى مراعاة إنسانية لحياة التوأم المعرضة لموت محقق.
وتقف حياة "توأم سيامي" ملتصق بالصدر والبطن، على المحك في أعقاب رفض مليشيا الحوثي الإرهابية التدخلات الإنسانية لإنقاذهما ونقلهما خارج اليمن لإجراء عملية فصل دقيقة.
ويشترك الطفلين الملتصقين في "الكبد" مع امتلاك كل منهما "قلب" منفصل، لكن عملية الفصل بينهما غير متاحة لدى القطاع الصحي في العاصمة المختطفة صنعاء، ما يستدعي نقلهما خارج البلاد.
وحسب مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية"، فإن منظمة "الصحة العالمية" ومعها "اليونسيف" تبذلان مجهودا لإقناع قيادات الحوثيين بالسماح بنقل الطفلين الملتصقين عبر مطار صنعاء، لكن المليشيات تشترط نقلهما إلى دولة لا تشارك ضمن تحالف دعم الشرعية.
وقالت المصادر إن حالة "توأم سيامي" لا تزال مستقرة تحت العناية الطبية بأحد مستشفيات الأمومة والطفولة بصنعاء لاستكمال فحوصات تحديد كل مناطق الالتصاق، منوهة "أن حياتهما معرضة للخطر وفي حاجة لتدخل جراحي عاجل وعملية فصل دقيقة".
ويصور الحوثيون أن حالة التوأم الملتصق تتفاقم إثر إغلاق الحكومة الشرعية لمطار صنعاء، ويهدفون من وراء ذلك كسب تعاطف الرأي العام والابتزاز السياسي الممنهج.
متاجرة مفضوحة
وتمارس مليشيا الحوثي متاجرة مفضوحة مع المنظمات الدولية عقب رفض مبادرة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لانقاذ التوأم الملتصق، لامتلاك السعودية مختصين في مثل هذه الحالات.
كما لم تبلغ عائلة التوأم أو الأطباء المراقبين بعرض مركز الملك سلمان عبر منظمة الصحة العالمية.
وشنت مليشيا الحوثي هجوما إعلاميا كبيرا يروج تهما ضد منظمة الصحة العالمية بادعاء أنها "تستهدف من مبادرتها الإنسانية تجميل صورة تحالف دعم الشرعية" وزعمت أنها "رفضت نقل التوأم خارج البلاد".
لكن منظمة الصحة العالمية عبر مكتبها في اليمن كذبت تهم المليشيات ونفت ما نشر في وسائل إعلام الانقلابيين من اعتذار المنظمة عن عدم نقل توأم سيامي إلى الخارج لتلقي العلاج.
وأوضحت، الاثنين، في بيان "أن جهود المنظمة لم تكلل بالنجاح" ولا يعني بحال من الأحوال أنها تعتذر عن عدم نقل التوأم، كما جاء في تقرير قناة المسيرة، لسان حال مليشيات الحوثي الانقلابية، والتي تبث من الضاحية الجنوبية بيروت.
وأكدت المنظمة أنها تنظر في مسارات بديلة مع الأطراف المعنية ولن تدخر جهدا لإنجاح نقل الطفلين من صنعاء وإنقاذ حياتهما.
قربان إعلام الحوثي
وتحولت الحالة الحرجة للطفلين الملتصقين إلى مادة دسمة لوسائل إعلام مليشيات الحوثية والتي حاولت تقديم التوأم بمثابة قربان لتأليب الرأي العام المحلي والإقليمي ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.
وربطت وسائل إعلام مليشيا الحوثي مصير الطفلين الملتصقين بمطار صنعاء الخاضع لسيطرة الانقلابيين والمفتوح أمام الرحلات الأممية والإغاثية التابعة لمنظمات إنسانية ودولية.
واعتادت مليشيا الحوثي منذ إسقاط العاصمة صنعاء أواخر 2014 على استغلال معاناة اليمنيين والمتاجرة بأرواح أطفال اليمن واستثمار مطار صنعاء الدولي للضغط على المنظمات الدولية بتمرير أعمال مشبوهة تحت غطاء العمل الإنساني.
ويرى ناشطون يمنيون أن مزاعم مليشيا الحوثي بعدم القدرة على نقل الطفلين الملتصقين هي جزء من مسعى إرهابي تنتهجه المليشيات للابتزاز السياسي والمتاجرة الرخيصة بالأرواح وقد دأبت عليه منذ كانت في معقلها الأم بصعدة.
وقال محمود أمين في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن تقديم حياة الطفلين قربانا لتحقيق مكاسب سياسية في وقت هناك عروض متاحة لنقل التوأم هي فضيحة حوثية إرهابية جديدة تضاف إلى سجلها الأسود وإن ذهبت لاستغلال معاناتهم لتضليل الرأي العام بغية الحصول على تعاطف دولي"
وأشار الناشط اليمني إلى أن الزيف الممنهج لمليشيا الحوثي وصل حد تضليل المجتمع الدولي بتلفيق جرائم ارتكبتها آلتها الإرهابية، فيما ظهر حجم استغلال مطار صنعاء لأغراض عسكرية عقب تهريب ضابط الحرس الثوري الإيراني، حسن إيرلو، إلى العاصمة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحت غطاء العمل الدبلوماسي.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg
جزيرة ام اند امز