لا يمكن لأحد أن يفرض على سييرا كيفية التعامل مع المباريات أو يحدد له ساعة الصفر خاصة أنه يراهن على قهر المستحيل بهذه القائمة
أعاد تعادل الاتحاد أمام غريمه الهلال ضمن دوري أبطال آسيا الجدل بشأن قائمة اللاعبين المحترفين في النادي الجداوي ومدى استفادة الفريق منها، قياسا على تعاقدات الأندية المنافسة، خاصة بعدما توالت الصفقات في اليوم الأخير من مهلة تسجيل اللاعبين، وتواصل إعراض المسؤولين في الاتحاد عن إغراءات سوق الانتقالات وعروض الساعات الأخيرة.
لا يمكن لأحد أن يفرض على سييرا كيفية التعامل مع المباريات أو يحدد له ساعة الصفر، خاصة أنه يراهن على قهر المستحيل بهذه القائمة، معتمدا على تجربته السابقة مع الاتحاد التي برهنت على قدرته على التكيف مع المصاعب وتهيئة الفريق للفوز بالبطولات من دون إجراء تعاقدات جديدة.
وانقسم أنصار النادي العريق بين مؤيد لسياسة الإدارة في ترك الأمور الفنية للمدرب خوسيه سييرا، وبين ناقم على الرئيس أنمار الحائلي ومعاونيه، بداعي أنهم لم يعرضوا على المدرب لاعبين مهمين بمستوى يفوق ما لديه في القائمة، ويرى هؤلاء أن سييرا العاقل لا يمكن أن يرفض التعاقد مع لاعب محترف بمستوى بغداد بونجاح مثلا، ومع هذا الجدل يضيع صوت المدرب صاحب الشأن الذي ربما وجد ضالته بوجود القائمة الحالية وفق قناعاته الفنية.
يجمع الاتحاديون على أن الفريق لا يمتلك أفضل من فيلانويفا ورومارينيو، وأن البقية بمثابة حمل ثقيل على آمال الاتحاد في المنافسة على بطولة الدوري، خاصة أن التعاقد مع بعضهم جاء خلال فترة الانتقالات الشتوية التي لا توفر عادة لاعبين يمكن الاعتماد عليهم، فضلا عن أن هدف استقدامهم كان منع هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى وليس المنافسة على دوي أبطال آسيا.
ويبقى الأمر الإيجابي في نظر الأقلية أن الاتحاد يسير بهدوء وفق قناعات المدرب سييرا الذي يبدو أكثر الموجودين في النادي تفاؤلا على الرغم من التعادل في جدة أمام الهلال، ومن غير المستبعد أن ينجح هذا الداهية في قيادة الاتحاد إلى تجاوز خصمه العنيد في الرياض، فالتجارب السابقة لم تمنح الهلال القوي أفضلية في النتيجة على حساب سيدني أو أم صلال أو أهلي دبي، وهي الأندية التي لعبت وفق إمكاناتها وحققت ما أرادت على الرغم من القوة الضاربة للفريق العاصمي.
لا يمكن لأحد أن يفرض على سييرا كيفية التعامل مع المباريات أو يحدد له ساعة الصفر، خاصة أنه يراهن على قهر المستحيل بهذه القائمة، معتمدا على تجربته السابقة مع الاتحاد التي برهنت على قدرته على التكيف مع المصاعب وتهيئة الفريق للفوز بالبطولات من دون إجراء تعاقدات جديدة.
سيستمر الانقسام بشأن سييرا حتى انتهاء مباراة الإياب المقبلة ضد الهلال، وحينها ستنتهي حيرة أنصار الاتحاد، إما بالنقمة على المدرب وإدارة النادي، أو بتمجيد سييرا والرئيس الحائلي حتى انتهاء الموسم.
*نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة