قرارات مقاطعة قطر.. الجزيرة ترسب في امتحان المهنية

أزمة مقاطعة الدول العربية لقطر وضعت قناة الجزئرة في امتحان المهنية الذي رسبت فيه بشكل واضح

دائما ما كانت قناة الجزيرة القطرية تتغنى بمهنيتها، بل إنها كانت تبرر كسر مراسلوها واحدا من المحرمات في وسائل الإعلام العربية بإجراء مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين، بأن ما تقوم به هو عمل إعلامي مهني، وجاءت أزمة مقاطعة الدول العربية لقطر، لترسب القناة في امتحان المهنية.

وتعرف المهنية، بأنها قدرة وسائل الإعلام على تقديم تغطية شاملة، وإحاطة جارية لكل ما يحدث، فهل فعلت الجزيرة ذلك؟

مع الساعات الأولى من صباح يوم إعلان المقاطعة، انتظرت القناة طويلا حتى تبدأ في تغطية الحدث.

ولاحظ مراقبون أن القناة لم تبدأ في التغطية إلا عندما أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانا زعمت فيه أن قطر تواجه حملة من الأكاذيب والفبركة بهدف وضعها تحت وصاية.

وتوالى السقوط المهني المدوي للجزيرة في هذا اليوم الكاشف لشعار مهنيتهم الزائف، فلم تركز القناة على البيانات والتصريحات التي صدرت عن الدول العربية متضمنة أسباب المقاطعة والإجراءات التي ستتخذها، بل خصصت وقت البث لوزيري الخارجية الأمريكي والتركي ولمستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني الذين دعوا جميعهم للحوار.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم ركزت الجزيرة على الأخبار القادمة من واشنطن، والتي تشير إلى أن ترامب يريد رأب الصدع في الخليج، بالإضافة لبيانات الكرملين التي تدعو للوحدة في المعركة ضد التشدد.

لكن الجزيرة في نفس اليوم تجاهلت ما نشرته رويترز نقلا عن مسؤول كبير في إدارة ترامب، قال إن بعض تصرفات قطر تثير قلق جيرانها في الخليج بينما أبرزت قنوات خليجية أخرى هذه التصريحات.

وهكذا بدا أن قناة الجزيرة تمارس سياسة انتقائية، حيث تختار في تغطيتها للحدث ما يخدم أهدفها، وتستبعد في المقابل ما لا يصب في هذا الإطار.

وكانت ممارسات قناة الجزيرة أحد أسباب المقاطعة كما كشفت البيانات الصادرة عن الدول العربية.

وتكاد تجمع كل البيانات على الدور الذي تؤديه قناة الجزيرة القطرية كمنصة إعلامية للإرهاب، وتم الإشارة إليها كأحد الأسباب الرئيسية التي أدت لاتخاذ قرارات القطيعة.

وقال بيان البحرين، إن "الاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي" هو أحد الأسباب التي دفعتها لاتخاذ قرار القطيعة.

وتحدث البيان السعودي عن "ترويج قطر لأدبيات ومخططات الجماعات الإرهابية عبر وسائل إعلامها، واستخدام وسائل الإعلام في تأجيج الفتنة داخلياً". 

وأشار بيان الإمارات إلى "عملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشر وغير المباشر".

وأكد البيان المصري على الأمر ذاته، مشيرا إلى ما تقوم به قطر من "ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء".