بن لادن لم يكن في الحقيقة سوى نوع من وكيل الأعمال لابن جاسم.
لم تكن مذكرات زعيم تنظيم «القاعدة» بن لادن، وأسرار علاقته الوثيقة مع النظام القطري مفاجأة، بل كانت تنطق بواقع معروف ومكشوف للجميع في المنطقة، هو رعاية تنظيم «الحمدين» للإرهاب، ودور نظام الدوحة الواضح الفاضح في تمويل نشاطات «القاعدة» الإرهابية ضد الدول العربية وشعوبها.
وما كُشِف من أسرار في مخبأ بن لادن، يبرهن للعالم كله مصداقية مطالبات دول المقاطعة الهادفة لوقف تنظيم «الحمدين» عن دعم الإرهاب ونشر شره المستطير، ووجوب تنفيذ قطر لهذه المطالب بحرْفيتها ودون أي تحوير أو تغيير. ويأتي كشف هذه المذكرات أيضاً بالتزامن مع الرغبة الدولية في ضرورة تجفيف منابع الإرهاب، ومنع التدفق المالي الذي يحصل عليه الإرهابيون نتيجة دعم الدوحة لهم، ضمن مساعيها للترويج للسياسات الغوغائية، والعمل على ترويع الشعوب وضرب أمنها واستقرارها.
المذكرات والوثائق المسربة التي كشفت جزءاً من حياة زعيم أكبر تنظيم إرهابي، تُقدم تفسيراً واضحاً للسلوك القطري في المنطقة، حيث إن بن لادن لم يكن في الحقيقة سوى نوع من وكيل الأعمال لابن جاسم، ولم تكن «القاعدة» سوى نوع من المقاول من الباطن في مجال الأعمال الإرهابية لتنظيم «الحمدين».
ولا مفاجأة أيضاً في كون المذكرات قد أوردت جوانب من الدور الحقيقي لطهران في رعاية الإرهاب في المنطقة، باعتبارها الحضن الدافئ والوكر الهادئ للإرهابيين وأسرهم وأبنائهم، لإقامة حفلات الزفاف والأفراح والأتراح لهم، هذا غير التدريب والتسهيل وتقديم الدعم بكل أشكاله لهم لغزو وتدمير المجتمعات الآمنة، وضربها بشرور الفتن والإرهاب، ولذلك لم تحلُ لشراذم «القاعدة» إقامة زفاف حمزة، الابن المدلل لأسامة بن لادن، إلا في إيران، باعتبارها أكثر الأماكن أمناً للإرهابيين.
كما أنها أيضاً تتلاقى في هذا مع أهداف النظام القطري الرامية لإسقاط الدول العربية وإثارة الفوضى في المنطقة، حيث جاء في المذكرات ما يؤكد تخطيط «القاعدة» لإسقاط بعض الدول الخليجية، واستهدافها واحدة تلو الأخرى، طبعاً باستثناء قطر التي وجد فيها التنظيم الإرهابي ضالته لنشر الظلام والدمار والفوضى، وقد فعلت ذلك على أساس أن تحالفها مع قوى الشر يجعلها في مأمن من أي عمليات إرهابية، حالها كحال إيران.
وكما أشارت التقارير الدولية، فقد تورطت جمعية قطر الخيرية في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية في اليمن بأكثر من نصف مليار دولار تحت يافطة مشاريع وأنشطة خيرية، فيما هي تقوم بأنشطة استخباراتية تركزت في تمويل عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن بالأموال، ومعالجة ونقل الجرحى من عناصر التنظيم إلى قطر لتلقي العلاج، هذا إضافة إلى تسليم كميات كبيرة من المواد الغذائية لـ«القاعدة» لبيعها في السوق السوداء، وتسخير قيمتها في تمويل الأنشطة الإرهابية بعدد من المحافظات اليمنية، وكذلك دعم وتمويل أنشطة المنظمات السياسية التابعة لتنظيم «الإخوان» الإرهابي.
وقد تم رصد تحويل مبالغ مالية كبيرة من حسابات بنكية باسم جمعية قطر الخيرية إلى حسابات جمعيات ومنظمات يمنية مرتبطة بـ«القاعدة» بينها جمعية الحكمة، وجمعية رحمة الخيرية التي يرأسها القيادي «الإخواني» عبدالله الأهدل الموجود في قائمة العقوبات الأميركية بتهمة تمويل «القاعدة».
ومن بين جرائم النظام القطري أيضاً إفشاء معلومات عن قوات التحالف، وأماكن وجودها، الأمر الذي تسبب في استشهاد الجنود الإماراتيين على أيدي الإرهابيين من أفراد تنظيم «القاعدة».
والمذكرات والوثائق المُسربة التي كشفت جزءاً من حياة زعيم أكبر تنظيم إرهابي، تقدم تفسيراً واضحاً للسلوك القطري في المنطقة، حيث إن بن لادن لم يكن في الحقيقة سوى نوع من وكيل الأعمال لابن جاسم، ولم تكن «القاعدة» سوى نوع من المقاول من الباطن في مجال الأعمال الإرهابية لتنظيم «الحمدين».
ومن هنا فإن المذكرات والوثائق التي عُثر عليها في أوكار بن لادن هي في الحقيقة أسرار بن جاسم، وغيره من رعاة الإرهاب في الدوحة وتنظيمها الحاكم. والسؤال الآن، وقد انكشف كل شيء، هل سيظل الشعب القطري متجاهلاً ومتغافلاً عن الحقيقة المرة للنظام القطري؟، وهل سيكون في حاجة لأدلة أخرى أكثر من تلك الوثائق التي أثبتت تورط تنظيم «الحمدين» في الإرهاب، ورعايته بالمال والسلاح والإعلام والتخطيط والتدريب، لكل جماعات العنف والتطرف والقتل والتخريب؟
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة