عمليات تحليل تفاصيل الوثائق وربط معطياتها ستتطلب دون أدنى شك عدة سنوات للوصول إلى حلول لألغاز
كثيرة هي الأسئلة التي ستجيب عليها 470 ألف وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، والتي حصلت عليها بعد اقتحام الجيش الأميركي مجمعاً في أبوت آباد شمال شرق باكستان في العام 2011، والتي لم تبتعد خطوطها العريضة عما كان معلوماً سلفاً لدى الكثيرين عن علاقة تنظيم القاعدة بإيران الداعم الأول للإرهاب على مستوى العالم، أو التنظيمات والجماعات التي كانت تجد في القاعدة وسيلة لتحقيق مصالحها.
منذ نشر الوثائق لم تتوقف المؤسسة الحاكمة في طهران عن الحديث عن مؤامرة أميركية، وعن عداء الولايات المتحدة للجمهورية الإسلامية في رد فعل طبيعي يشبه إلى حد كبير رد فعل حيوان متوحش بعد إدخاله القفص تمهيداً لنزع مخالبه، وخلع أنيابه وقطع أذنابه الممتدة في لبنان واليمن.
قراءة سريعة في عناوين الوثائق تظهر أسلوب إدارة التنظيم الإرهابي، وآلية تواصله مع الأتباع والجماعات الأخرى، والتي كان أسامة بن لادن حريصاً فيما يبدو على تنفيذها بنفسه، حيث ظهرت رسائل مكتوبة بخط اليد تحتوي على تعليمات أو أسئلة محددة تتعلق بالأوضاع في أقاليم، كانت مرتعاً لأتباعه في أفغانستان والدول المجاورة لها.
عمليات تحليل تفاصيل الوثائق وربط معطياتها ستتطلب دون أدنى شك عدة سنوات؛ للوصول إلى حلول لألغاز تتعلق بكثير من الشخصيات التي تدور في فلك القاعدة، وكذلك الأحداث التي عاشها العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة، والتي ساهمت بشكل مباشر في صناعة حاضر ومستقبل الإرهاب في العديد من بقاع الأرض، فرغم اندحار التنظيم وتراجعه ميدانياً، ومقتل واعتقال قياداته ومنظريه في العديد من الدول إلا أن مفعول السموم الفكرية التي بثّها لا يزال مستمراً.
اللافت هنا هو أنه منذ نشر الوثائق لم تتوقف المؤسسة الحاكمة في طهران عن الحديث عن مؤامرة أميركية، وعن عداء الولايات المتحدة للجمهورية الإسلامية في رد فعل طبيعي، يشبه إلى حد كبير رد فعل حيوان متوحش بعد إدخاله القفص تمهيداً لنزع مخالبه، وخلع أنيابه وقطع أذنابه الممتدة في لبنان واليمن.
في خضم الأسئلة التي تدور هنا وهناك، بعد نشر الوثائق تبرز أسئلة تعني الإجابة عليها الكثير في فهم مرحلة مهمة من تاريخ أميركا والشرق الأوسط، تتمحور حول تجاهل إدارة الرئيس الأميركي الأسبق هذه الوثائق، ومضيها قدماً في الاتفاق النووي مع إيران رغم توفر كل هذه المعلومات، ويبقى السؤال الأهم.. لمصلحة من تم تحريك قانون غاستا وإبعاد إيران عن الأضواء المسلطة عليها؟.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة