فشل ببغداد وتحرك نحو الرياض.. الصدر يرد بيان "القصر"
من جديد يضيق رئيس التيار الصدري الخناق على خصومه في "الإطار التنسيقي" برد الحوار ومخرجاته ليعيد المشهد السياسي للاشتداد والاحتدام مرة أخرى.
وعقدت الرئاسات الثلاث، الأربعاء، اجتماعا ضم قادة القوى السياسية بحضور الممثلة الأممية، جينين بلاسخارت، غاب عنها الصدر أو من يمثله، وخرج المجتمعون ببيان ختامي من خمس نقاط، تضمن إشارات ضمنية بالمضي نحو إجراء انتخابات مبكرة، ولكن ضمن آليات دستورية وقانونية.
إلا أن الصدر وعلى لسان ما يسمى بـ "وزير القائد"، أدرك أن نوايا الخصوم في الإطار لإيجاد حلول حقيقية مازال يشوبها الالتفاف من خلال تمترسها وراء الدستور والتذرع بالآليات التشريعية.
صالح محمد العراقي، أو ما يعرف بـ"وزير القائد"، وخلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وجه الشكر إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للمبادرة التي طرحها، ولكنه استدرك قائلا :إن " جلسة حوار تبنّاها رئيس الوزراء مشكوراً، ولكن جلسة الحوار لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع ليس فيها ما يخصّ الشعب، ولا ما يخصّ خدمته ولا كرامته ولا تطلعاته".
ويتصادف ذلك الموقف مع انتهاء مهلة السبعة أيام التي منحها الصدر إلى مجلس القضاء الأعلى عقب مطالبته إياهم بحل البرلمان وتكليف رئيس الجمهورية برهم صالح بتعيين موعد للانتخابات التشريعية المبكرة.
وكانت المحكمة الاتحادية وهي (السلطة القضائية الأعلى في البلاد)، أرجأت، الأربعاء، النظر في دعوى حل البرلمان حتى 30 أغسطس/آب الجاري.
ويتزامن مع تلك التطورات تحرك يقوده رئيس كتلة "الفتح" وأحد قادة الإطار التنسيقي، هادي العامري في مبادرة حوار سوف يحملها معه خلال الساعات المقبلة إلى منزل الصدر.
ومع فقدان الفرص المحلية في رفع الانسداد السياسي، يحط رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، الرحال برئاسة وفد سياسي عند إلى السعودية على أمل أن تسهم الرياض في الدفع باتجاه الحل، وتقريب وجهات النظر، بحسب تصريحات دبلوماسية.
ووصل عمار الحكيم، وهو أحد أقطاب الإطار التنسيقي في وقت مبكر من اليوم الخميس، إلى المملكة العربية السعودية.
ونقلاً عن وسائل إعلام محلية، تحدث مصدر دبلوماسي في السفارة السعودية لدى العراق، أن "سبب الزيارة هو رغبة من الإطار التنسيقي بدخول المملكة كوسيط بينه وبين مقتدى الصدر".
"حوار طرشان"
وعودة إلى ما انتهت إليه الأزمة السياسية في العراق، الأكاديمي والمحلل السياسي، خالد عبد الإله، يؤكد أن "الصدر وإن أبدى امتعاضاً وعدم قبول بما جاء في الحوار، إلا أن ذلك لا يلغي رغبته الصادقة في مواصلة الحوار، ولكن وفق مسارات محددة غير قابلة للتزييف والمماطلة".
وتابع خلال حديث لـ"العين الإخبارية": إذا ما طالعنا موقف وزير الصدر نجد أن طاولة الحوار وصفها بـ"الجلسة السرية"، وهي إشارة ومطلب واضح بأن ينقل جميع ما يجرى على طاولة التفاوض والنقاش أمام وسائل الإعلام والرأي العام حتى لا تكون هناك فرصة للتراجع في العديد من القضايا السياسية.
وأضاف: "الإطار التنسيقي أبدى مرونة مع مطلب الانتخابات المبكرة، وربما كذلك في حل البرلمان، ولكن ذلك غير كافٍ حتى يطمئن الصدر، كون الأخير يبحث عن خارطة طريق وآليات تنفيذ وتوقيتات محددة لا تقبل التعويم والمماطلة".
ومن جانبه يرى رئيس مركز "بغداد للدراسات الاستراتيجية"، مناف الموسوي، أن "مقدمات الجولة الأولى من الطاولة الوطنية التي قادها الكاظمي كانت أشبه بـ(حوار طرشان)، كونها ارتكزت على الشكل الخارجي للأزمة، وغابت فيها التفاصيل والسبل الكفيلة لتحقيق إصلاح في النظام السياسي بحسب رؤية الصدر لذلك".
ويضيف خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الإطار يدفع بقدم ويؤخر أخرى مما يضعهم في تناقض مما يطرحوه فكيف أنهم يتضامنون مع مطلب الصدر بإجراء انتخابات مبكرة، وفي الوقت ذاته يسعون إلى تشكيل حكومة طبقاً لنتائج أكتوبر التشريعية".
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز