السراج يدفع بقوات عسكرية لجنوب ليبيا ومخاوف من تصعيد مع الجيش الوطني
حكومة الوفاق الليبية دفعت بقوات عسكرية بزعم تأمين حقل الشرارة النفطي، وسط مخاوف من اشتباكات مع الجيش الوطني الليبي
دفع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، بقوات عسكرية إلى جنوب غرب ليبيا، بذريعة تأمين حقل الشرارة النفطي من أي هجمات يتعرض لها، وسط تخوفات من وقوع اشتباكات مسلحة مع قوات الجيش الوطني.
وقال قائد المنطقة العسكرية الغربية التابعة للمجلس الرئاسي الليبي اللواء أسامة جويلي، تحرك قوة من عناصر حرس المنشآت النفطية إلى حقل الشرارة جنوبي البلاد، زاعمًا أن المنطقة ستدعم هذه القوة عند الضرورة.
- حفتر يحث قواته على مواصلة تطهير الجنوب الليبي من الإرهابيين
- هل يدخل حفتر طرابلس؟ خبراء يجيبون "العين الإخبارية"
وتتخوف القبائل الليبية المتمركزة في جنوب البلاد من حدوث اشتباك مسلح بين الجيش والقوات التي دفع بها فايز السراج من ناحية أخرى، ما يعطي فرصة للجماعات الإرهابية لتعزيز مواقعها في مدن تلك المنطقة.
وزعم جويلي، في تصريحات صحفية، أن القوة العسكرية مكلفة بحماية حقل الشرارة منذ عام 2012، لكنها اضطرت إلى مغادرة الحقل سنة 2014، بسبب النزاع الذي وقع جراء عملية "فجر ليبيا"، مشيرا إلى أنهم ما زالوا يتقاضون رواتبهم على كادر حقل الشرارة حتى الآن.
وزعم أن توجيه هذه القوة إلى الجنوب جاء نتيجة للاختراقات الأمنية المتكررة، التي قال إنها وضعت الحقل تحت القوة القاهرة، ما سبب خسائر نتيجة توقف الإنتاج، تفوق المليار دولار.
ولفت إلى أن هذه القوة العسكرية تحركت بأمر من رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، بالتنسيق مع آمر (قائد) حرس المنشآت النفطية، موضحا أنها ليست تابعة للمنطقة العسكرية الغربية، ومهمتها تسهيل تحركها ودعمها إذا اقتضت الضرورة.
من جانبها، حذرت قبائل سبها الليبية، الثلاثاء، حكومة فايز السراج، من القيام بأي عملية عسكرية ضد الجيش بالجنوب، مؤكدة أن المدينة تعيش ظروفاً أمنية ممتازة افتقدتها منذ سنوات.
كما ندد المجلس الاجتماعي لقبائل سبها، بتصريحات جويلي، وانتقاده عملية الجيش الوطني في الجنوب لتطهيرها من العصابات والإرهابيين.
وقال الشيخ حامد أحمد الحضيري رئيس المجلس، في بيان، إن قبائل سبها تندد بتصريحات مسؤول المنطقة العسكرية الغربية، واصفا العملية التي أطلقتها القوات المسلحة الليبية في الجنوب بـ"الشريفة".
وأضاف أن "أسامة جويلي يوجه اتهامات للجيش الليبي ما أنزل الله بها من سلطان"، لافتاً إلى أن المدينة تعيش ظروفاً أمنية ممتازة ومستقرة افتقدتها منذ سنوات، وأن "الحكومة المؤقتة تسعى لتوفير الخدمات العاجلة لأهلها وحققت انفراجة على مختلف الصعد".
واعتبر أن اتهامات "جويلي" للقوات المسلحة مرفوضة جملة وتفصيلا، محذرا من "مغبة أي عمل عسكري تفوضه به أو غيره حكومة الوفاق بالتحرك نحو الجنوب وتعكير صفو الأجواء خدمة للأجندة الاستعمارية المشبوهة".
ودعا البيان جميع أبناء سبها للنفير والتصدي لأي تحرك من هذا النوع إن وقع، مؤكداً عمق الأواصر التاريخية بين مختلف قبائل فزان وقبائل الزنتان التي وصفها بـ"المجاهدة".
كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، أمر بمواصلة تطهير مدن الجنوب، وذلك استمراراً للعملية العسكرية التي أطلقها منذ أشهر لتطهير المنطقة من العصابات التشادية، والقضاء على عناصر تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
ووجّه القائد العام للجيش قادة المحاور في جنوب البلاد بالتعاون مع شيوخ القبائل، لملاحقة الجماعات الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار ليبيا.