إن جماعة الإخوان المسلمين تاريخياً تعبّر وبصريح العبارة عن أنها سرطان في جسد الإسلام والمسلمين.
وأي دولة ترعاهم أو تحتويهم لن تسمح لهم بالحكم والسلطة، بل تستخدمهم كخنجر مسموم للطعن في الجيران وزعزعة الاستقرار.
فالإخوان جماعة تتلحف بالدين وتتظاهر بالدعوة، وممارساتها الآنية والسابقة مبنية على الغدر والدسائس، فالإخونج عبارة عن "داعش" الحقيقي ولكن بربطة عنق، وقيادات هذه العصابة في أي بلد لا يحملون أي حس أو انتماء وطني.
والمضحك أن راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإخوانية في تونس ورئيس البرلمان الحالي، يعلنها صراحة أنه يريد تعزيز دور البرلمان وتقليص دور الرئاسة، ولو دارت الأيام دورتها ونجح الغنوشي يوماً في انتخابات رئاسة الجمهورية التونسية فسيعمد إلى انتهاج أسلوب الرئيس التركي أردوغان في الحكم، وسيهمش البرلمان لمصلحة الرئاسة، ويحوّل تونس إلى نظام رئاسي بدلاً من البرلماني.
ولقد فعلها الإخوان من قبل في مصر، حين دخلوا الحياة النيابية، وصرّحوا رسمياً بأنهم لن يرشحوا أحداً منهم لرئاسة الجمهورية، لكن سرعان ما حنثوا بقسمهم وخالفوا وعودهم، ورشحوا خيرت الشاطر، وحين تم رفضه زجوا باسم محمد مرسي في أتون المعركة الانتخابية.
وكون الإخوان يسيرون وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فإن غاياتهم دوماً ينشدونها عبر تخريب الأوطان، وتحطيم مقدرات الدول، والسعي الحثيث للتفرد بالسلطة بغية تنفيذ مشاريعهم غير المفيدة لشعوب المنطقة.
ويتلاقى الإخوان مع جميع الأجندات المتطرفة عند اللزوم، فهم يتحالفون مع داعش والقاعدة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، وحتى نظام الملالي في طهران، بحسب عقيدتهم، يمثل جمهورية إسلامية، وبعضهم يحصل على تمويل مباشر منه، ويشارك في مؤتمرات تُعقد هناك، ومؤامرات تحاك ضد العرب والمسلمين أيضاً.
والإخوان بعد تصنيف العديد من الدول لهم جماعة إرهابية، ليسوا جماعة دينية كما يروج أتباعهم، إنهم مافيا منظمة، لديها رئيس وتتبع له الفروع المعلنة وغير المعلنة، وبحوزتهم قرار خلايا نائمة ومنتشرة في عدد من دول العالم.
وحتى الدول الأوروبية والغربية التي رحبت بهروب الإخوان إليها خلال السنوات الماضية، تحت شعارات حقوق الإنسان وحرية الرأي، باتت تلك الدول تستشعر خطر هذه الجماعة على أمنها واستقرارها، وعكفت الكثير من تلك الحكومات الغربية على مراجعة سياساتها الرخوة حيال الإخوان، وأوعزت إلى أجهزتها الأمنية والاستخباراتية بملاحقة عناصر هذه الجماعة الخطرة على أراضيها.
وتحت مسميات مختلفة وبوجوه متعددة، تحاول الجماعة الإرهابية إعادة إنتاج نفسها، وتستخدم القضية الفلسطينية والنكبة السورية والوضع في ليبيا، كما انعدام الاستقرار السياسي في تونس وغيرها من بلدان العرب، لمزج أفكارها العبثية بحاضر الشعوب المثقلة بهموم العيش ومتطلبات الحياة، والإخوان دون غيرهم ينظرون إلى الماضي ولا يريدون أي خير للناس في المستقبل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة