الطبيعة تتنفس "كربون".. الانبعاثات ترتد إلى مستوى ما قبل الجائحة
أظهرت دراسة نشرت اليوم الخميس أن انبعاثات الكربون العالمية ارتفعت مقتربة من مستوياتها قبل جائحة فيروس كورونا بسرعة مدهشة.
ويأتي تزايد الكربون مع تفاقم انبعاثات الفحم والغاز الطبيعي في قطاعي الطاقة والصناعة رغم بقاء انبعاثات وسائل المواصلات منخفضة.
وأظهرت الدراسة التي أجراها "جلوبال كربون برودجكت"، وهو كونسورتيوم علماء دوليين يدرسون "ميزانيات" الكربون العالمية، أنّ إجمالي انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في العالم في 2021 سيصل إلى مستوى يقلّ بنسبة 0.8% فقط عن مستواه في 2019.
"ارتفاع مدهش"
وقال بيير فردلينجستاين الباحث بجامعة إكستر والمعد الرئيسي للدراسة "كنا نتوقع ارتفاعا. ما أدهشنا هو كثافة وسرعة هذا الارتفاع".
وانخفضت الانبعاثات في عام 2020 إلى مستوى قياسي بلغ 1.9 مليار طن أي بنسبة 5.4% مع حالات الإغلاق وتوقف النشاط الاقتصادي.
ويتوقع التقرير الجديد الصادر عن مشروع الكربون العالمي أن ترتفع الانبعاثات بنسبة 4.9% هذا العام.
وتوقعت الدراسة أن يبلغ إجمالي الانبعاثات العالمية هذا العام 36.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.
ناقوس خطر في غلاسكو
ويأتي التقرير في وقت يجتمع فيه زعماء العالم في قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو باسكتلندا لمحاولة قصر ارتفاع درجة حرارة العالم على 1.5 درجة مئوية وتجنب الآثار الكارثية لتغير المناخ.
ومن أجل الوصول إلى ذلك يقول العلماء إنه يتعين خفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول 2050.
وقال فردلينجستاين إن الوصول إلى الصفر الصافي خلال 3 عقود يتطلب خفضا هائلا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون "ما يتعين عمله كل عام من الآن وحتى عام 2050 هو بشكل عام مضاهاة (الخفض) الذي حدث خلال أزمة كوفيد-19".
وكانت الجائحة قد تسبّبت بشلل اقتصادي عالمي أدّى إلى انخفاض ضخم في انبعاثات غازات الدفيئة.
وبسبب جائحة كوفيد-19، فرضت غالبية دول العالم قيوداً على التنقّل وأغلقت مناحي عدّة من الاقتصاد القائم بشكل أساسي على الوقود الأحفوري.
أرقام قياسية
وأضافت الدراسة أنّ الانبعاثات الناتجة عن استخدام الفحم الحجري في 2021 ستتجاوز المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة ولكنّها ستبقى دون مستواها القياسي المسجّل في 2014.
أما الانبعاثات الناتجة عن استخدام الغاز الطبيعي فستبلغ في 2021 أعلى مستوى لها على الإطلاق، وفقاً للدراسة.
أمّا في 2021 فمن المتوقّع، وفقاً للدراسة، أن يرتفع مستوى الانبعاثات بنسبة 4.9% لتصل إلى أقلّ من 1% من المستوى القياسي المسجّل في 2019.
وبالنسبة إلى توزّع الانبعاثات في 2021 بحسب المناطق الجغرافية، توقّعت الدراسة أن تسجّل الصين، أكبر مصدر للانبعاثات في العالم منذ 2007 بحوالي ربع الانبعاثات، قفزة في حصّتها لتصل إلى 31%، أي ما يقرب من ثلث ما ينتجه العالم بأسره من انبعاثات.