روائي ألباني يحول منزله إلى متحف شاهد على الحقبة الشيوعية
الأديب الألباني إسماعيل قادري فاز بجائزة بوكر في 2004 وجائزة أمير استورياس في 2009 ورشح مرات عدة لجائزة نوبل للآداب.
حوّل الروائي الألباني إسماعيل قادري منزله الواقع في تيرانا إلى متحف يشهد على أيام الحقبة الشيوعية المظلمة حين كتب رواياته في ظل قمع كبير للحريات.
وقال قادري، الذي أنجز بعض أعماله الأكثر شهرة بما فيها "قصر الأحلام" فيما كان يعيش في هذه الشقة الواقعة في الطابق الثالث من مبنى إسمنتي مع عائلته بين عامي 1973 و1990: "كنت أكتب والأوراق على ركبتَي وأعمل في الصباح فقط".
وخلال تلك الفترة، كانت النوافذ مغطاة بستائر سميكة لحماية منزلهم من أعين النظام الشيوعي الذي كان على رأسه الديكتاتور السابق أنور خوجة الذي عزل ألبانيا عن العالم خلال حكمه الذي استمر 40 عاما.
وبين جدران خضراء وبيضاء، تنتشر تذكارات شخصية للكاتب مثل مجموعة من الغلايين موضوعة على طاولة وآلة كاتبة ورف مملوء بالكتب وبطاقة هوية تحمل صورة قادري وهو شاب وتصنفه "شرطيا احتياطيا".
وهناك أيضا صورة للممثل الإيطالي مارتشيلو ماستروياني الذي أدى دور البطولة في فيلم مقتبس عن روايته "جنرال الجيش الميت" التي كانت أول أعمال قادري وتحظى بإشادة دولية.
ويمضي قادري وقته مع زوجته الكاتبة إيلينا، بين تيرانا والحي اللاتيني في باريس التي اختارها منفى له في عام 1990 قبل فترة وجيزة من انهيار النظام الشيوعي في ألبانيا.
ووصل حد القمع الشديد لنظام خوجة إلى مهندس الشقة ماكس فيلو الذي حكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات بسبب التصميم التكعيبي للمبنى الذي يعتبر انحرافا عن النماذج الاشتراكية، إلا أن قادري قال إنه لم يدع الدكتاتورية تقضي على إبداعه، مضيفا: "الأوقات المظلمة تجلب مفاجآت غير سارة لكنها جميلة".
وأوضح: "غالبا ما تنتج أعمال أدبية رائعة خلال العصور المظلمة كما لو أن هدفها معالجة المحن التي يعاني منها الناس".
يذكر أن أعمال قادري ترجمت إلى أكثر من 40 لغة، ما جعله الروائي البلقاني الأكثر شهرة في العالم، كما فاز بجائزة بوكر في 2004 وجائزة أمير استورياس في 2009 ورشح مرات عدة لجائزة نوبل للآداب.