إعلام فرنسا حول تجميد أصول حفيد البنا: تجفيف لمنابع تمويل الإرهاب
وسائل الإعلام الفرنسية ترى أن تجميد أصول حفيد البنا خطوة نحو تجفيف منابع تمويل الإرهاب، ورصدت تاريخه المتطرف.
في خطوة نحو تجفيف منابع تمويل الإرهاب وفقاً لتوصيات مؤتمر باريس الذي انعقد في أبريل/نيسان الماضي، أصدرت السلطات الفرنسية، أمراً بتجميد أصول وأرصدة حسابات 17 شخصية، على صلة بالإرهاب، على رأسهم هاني رمضان، شقيق طارق حفيد حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي.
ورحبت وسائل الإعلام الفرنسية بهذا القرار، وأكدت أن ذلك الإجراء خطوة مهمة نحو تجفيف منابع تمويل الإرهاب، وتناولت الموضوع برصد تاريخ حفيد البنا المتطرف.
- حفيدا مؤسس الإخوان أمام القضاء الفرنسي.. الأول اغتصاب والثاني إرهاب
- فرنسا.. تجميد أصول الحفيد الثاني لمؤسس الإخوان بتهمة الإرهاب
ووفقاً لمرسوم نشرته الجريدة الرسمية الفرنسية، الأحد الماضي، كشفت عنه صحيفة "ليون كابيتال" الشهرية الفرنسية أمس الثلاثاء، أنه سيتم تجميد أصول هاني رمضان لمدة 6 أشهر، وذلك تفعيلاً لنص المادة 562-2 من القانون المالي والنقدي لمكافحة تمويل الإرهاب، الذي يستهدف الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين أو أي كيان آخر يحاول ارتكاب أو تيسير أو تمويل أو التحريض أو المشاركة في أعمال إرهابية.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية عن هاني، إنه "كانت له تصرفات في السابق وتصريحات تشكل تهديداً للنظام العام على الأراضي الفرنسية"، وذلك وفقًا للقرار المشترك الصادر عن وزارتي الداخلية والمالية الفرنسيتين في إطار سلسلة من الإجراءات استهدفت 16 أجنبيًا آخرين مدانين أو يشتبه في صلتهم بمنظمات إرهابية أو الترويج لها.
هاني رمضان تاريخ من التطرف
وكان هاني رمضان قد تم طرده من عمله كمدرس للغة الفرنسية من قِبل السلطات في جنيف، لإدلائه بعبارات "تتنافى مع القيم الديمقراطية وأهداف المدارس الحكومية، وذلك في مقالة نشرها عام 2002، في صحيفة "لوموند" الفرنسية، والتي أثارت جدلاً بعد دعوته لرجم المرأة الزانية".
وأثار رمضان فضيحة أخرى بعدما شرح للطلبة أن المرأة غير المحجة مثل عملة 2 يورو يمكن تداولها من يد لأخرى، كما طردته السلطات الفرنسية، إلى سويسرا في أبريل 2017، عقب إصدار قرار إداري بحقه يمنعه منعًا إداريًا من الوجود بالأراضي الفرنسية، بعد أن رأت وزارة الداخلية الفرنسية أن تصريحاته تشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن العام في البلاد.
وفي 2016، شكك حفيد مؤسس الإخوان الإرهابية، دور دول التحالف لمكافحة الإرهاب، قائلاً لصحيفة "نيس ماتان" الفرنسية إن "تنظيم داعش الإرهابي، في الواقع خدعة لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية لتبرير التدخل في المنطقة"، مضيفاً أن "الأمريكيين إذا كانوا يريدون حقاً تدمير داعش فبإمكانهم ذلك في غضون أيام".
من جانبها، أشارت صحيفة "لاتريبين دو جنيف" السويسرية، إلى أنه على الرغم من أن هاني رمضان لا يمتلك أي أصول في فرنسا، إلا أن السلطات الفرنسية ترى أنه من ضمن الشخصيات الـ17 الأخطر في أوروبا الذين لديهم صلات بالإرهاب.
فيما أشارت مجلة "لوبوان" الفرنسية إلى ما كتبه هاني رمضان على مدونته عقب القرار، معتبراً إياه مثيرا للسخرية، قائلاً "من المؤكد أن ذلك الإجراء القضائي الذي يستهدف الحد من حريتي للتعبير والحركة في فرنسا، مثير للسخرية".
وأشار رمضان إلى أن "المشكلة الوحيدة هي أنه ليست لديه ممتلكات شخصية في فرنسا، كما أنه ليس لديه حساب بنكي يتضمن أموال كبيرة لحظرها، مؤكدا أن هذا الإجراء "غير مجدِ ويعكس موقفاً سياسياً".
فيما أشارت إذاعة فرانس انتر" الفرنسية، إلى أنها خطوة نحو تجفيف منابع تمويل الإرهاب، لافتة إلى أن الأخوين رمضان، حفيدي البنا مؤسس الإخوان الإرهابية، في مرمى القضاء الفرنسي، أحدهما متهم بالاغتصاب، والآخر بتمويل الإرهاب.
التلاعب بالتصريحات لجذب الرأي العام
وبحسب المجلة فإن رمضان، حاول التلاعب بالقرار لاستعطاف الرأي العام مثلما يفعل شقيقه، حيث قال إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من المفترض أن تحظر إقامته في فرنسا، وتصادر الحسابات البنكية لإسرائيل، وليس أنا، لأن حظر حساباتها يعد احتراما "لاتفاقيات جنيف" والقانون الدولي".
من جهتها، نقلت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية، تصريحات هاني حول القرار، مؤكدة أنه لن يطعن في القرار في حين أنه توقع أن يتم تمديد التجميد بعد 6 أشهر".
ونشأ حفيدا البنا في جنيف، بعدما هربت أسرتهما من مصر إلى سويسرا مع باقي أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، ويدير هاني رمضان المركز الإسلامي في جنيف.
من جهة أخرى، أجرت صحيفة "لاتريبيين دو جنيف" السويسرية تحقيقاً في "المركز الإسلامي" في جنيف، الذي يديره، لمعرفة تأثير قرار التجميد على مرتادي المسجد، الذين اجتمعوا على أنهم لايهمهم أمره، حيث قال أحدهم "أدخل لأداء الصلاة فحسب ولا أحاول الاختلاط به".