حلب السورية.. أحضر البنزين تدفن موتاك
وصول المتوفى في مدينة حلب السورية إلى مثواه الأخير صار هما كبيرا يحمله ذووه وتكشف عنه حكاياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي
"لا يوجد بنزين لتسيير سيارة دفن الموتى".. كانت هذه أغرب عبارة سمعتها أسرة بمدينة حلب السورية، عندما استدعت سيارة دفن الموتى من مكتب الدفن في المدينة، ليرسلوا جثة ابنهم إلى مثواه الأخير.
زوجة صديق المتوفى التي كتبت على إحدى الصفحات الموالية للنظام السوري بالفيس بوك عن الأزمة التي تعرضت لها أسرة المتوفى، فاجأت متابعي الصفحة بما هو أفدح من نقص البنزين بتلك السيارات، وهو الطلب الذي استقبلته الأسرة من سائقي السيارة.
تقول السيدة السورية، إن السائق طلب منهم إحضار البنزين لتسيير السيارة، فذهب أهل الميت وجاؤوا بالبنزين لتمشي السيارة ويذهب الميت إلى قبره بعد أن انتظر قدوم البنزين.
ورغم ما تكشف عنه القصة من مأساة تعيشها مدينة حلب، إلا أنها أثارت انتقادات واسعة لخدمات دفن الموتي، فإضافة إلى نقص البنزين، توجد مشكلة الرشاوى، والتي دفعت أحد المواطنين إلى التعليق على الصفحة قائلا بلهجة ساخرة: "تشتكون من البنزين، وأنا أشتكي من الرشوة، فأهل الميت يجب أن يكونوا مشغولين إلى جانب تجهيز تكاليف الدفن التقليدية، بتوفير قيمة الرشوة، التي ستدفع لمسؤولي مكتب الدفن".
وأضاف: "نظراً لوجود سيارتين لدفن الموتى فقط، فإن عشرات الموتى ينتظرون على الدور في مكتب الدفن بمدينة حلب، ويقوم مسؤولو المكتب بدفن من يدفع لهم المال، وبقاء من لا يدفع في طابور الانتظار لساعات طويلة".
وأشار ثالث إلى منفذ آخر من منافذ الرشوة، وهي المبالغ التي تدفع للقائمين على عملية تغسيل الميت وتكفينه.
وأضاف: "الأشخاص القائمون على تلك العملية يرفضون تغسيل الميت وتكفينه، قبل حصولهم على مبلغ ٤٠٠٠ ليرة سورية، بالرغم من أنهم يتقاضون راتباً شهرياً من الحكومة".
وأثارت هذه الحكايات موجة من التعليقات الساخرة، فقال أحدهم: "يعني الميت يكتب وصيته ويحط معاها كم لتر بنزين".
وقال آخر:" كل واحد يخبي بنزين لأخرتوا"، وقال ثالث: " يعني حتى الميت لازم ياكل هم المحروقات".
وتعيش أغلب المدن السورية الواقعة تحت سيطرة النظام السوري أزمة في المحروقات، دفعت رئاسة مجلس الوزراء مؤخرا إلى إصدار تعميماً إلى الجهات العامة بتخفيض كمية استهلاكها من المازوت والبنزين إلى 50% من الكمية المخصصة لهذا الجهات.