لا صوت يعلو فوق صوت المونديال، الذي أرسل صرخة قوية وصل مداها إلى القارة الآسيوية، التي ودعت كل منتخباتها البطولة من الدور الأول.
لا صوت يعلو فوق صوت المونديال، الذي أرسل صرخة قوية وصل مداها إلى القارة الآسيوية، التي ودعت كل منتخباتها البطولة من الدور الأول، رغم المستويات المميزة التي قدمتها، ويبقى الاستثناء في المنتخب الياباني الذي تأهل بمعونة "اللعب النظيف" التي استحدثها "فيفا" في البطولة، للمفاضلة بين منتخبين تساويا في كل المعطيات.
التطور الكبير في أداء المنتخبات الآسيوية بالمونديال يشير إلى اتساع الفارق الزمني بينها وبين عرب آسيا، وأنها حجزت بالفعل المربع الذهبي لبطولة آسيا المقبلة، إلا إذا حدثت مفاجأة، فهل لاحظت منتخباتنا العربية والخليجية وتابعت هذا التطور؟.. وهل هي مستعدة بالفعل لمجاراته في البطولة المقبلة؟
روسيا إذن أطلقت الإنذار، وعلى عرب آسيا تحديدا سرعة الاستجابة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انطلاق فعاليات كأس آسيا التي تنظمها العاصمة الإماراتية أبوظبي في يناير/كانون الثاني من العام المقبل، وإلا ستتكرر مأساة 2011 التي لم يتأهل خلالها أي منتخب عربي للمربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخ البطولة، منذ بدء مشاركات العرب فيها في نسخة 1972، التي شهدت أيضا عدم وصول أي فريق عربي لقبل النهائي.
التاريخ يقول إن المنتخبات العربية شاركت في 12 نسخة من البطولة الآسيوية، واستطاعت التتويج باللقب 5 مرات، بينها 3 للسعودية التي تأتي بفارق لقب واحد خلف اليابان صاحبة الرقم القياسي في التتويج، ومع المستويات التي قدمتها منتخبات كوريا الجنوبية وأستراليا وإيران واليابان في كأس العالم روسيا فإن الأمر قد يبدو صعبا أمام العرب لتقليص هذه الفوارق في النسخة المقبلة.
التطور الكبير في أداء المنتخبات الآسيوية بالمونديال يشير إلى اتساع الفارق الزمني بينها وبين عرب آسيا، وأنها حجزت بالفعل المربع الذهبي لبطولة آسيا المقبلة، إلا إذا حدثت مفاجأة، فهل لاحظت منتخباتنا العربية والخليجية وتابعت هذا التطور؟.. وهل هي مستعدة بالفعل لمجاراته في البطولة المقبلة؟
منتخب اليابان، الممثل الوحيد للقارة في ثمن نهائي المونديال، ظهر بشخصية المنتخبات الأوروبية الكبرى، وتميز بالتنظيم الدفاعي والهجومي والتحرك ككتلة واحدة، بينما تطور الفريق بشكل قوي في الاستفادة من الكرات الثابتة، ليواصل مسيرته الناجحة بعد تألقه في التصفيات المؤهلة للمونديال.
منتخب كوريا الجنوبية حقق إنجازا كبيرا في المونديال، على الرغم من وداع المسابقة، حيث تسبب في إقصاء المنتخب الألماني حامل اللقب، بعد الفوز عليه بهدفين في مباراة كشفت عن المارد الكوري الذي سيكون مفاجأة آسيا 2019، وفي نفس المستوى ظهر الفريق الأسترالي أمام فرنسا والدنمارك وبيرو رغم عدم تحقيق أي انتصار، إلا أنه بقيادة مدربه الهولندي فان مارفيك استطاع نيل إعجاب الجميع، بغض النظر عن العقم الهجومي الذي عانى منه رغم وجود نجمه تيم كاهل.
ورغم فوزه على نظيره المصري، فإن مشاكل المنتخب السعودي تظل ظاهرة للعيان، حيث تلقى هزيمة قاسية أمام البلد المنظم روسيا في افتتاح البطولة بخماسية دون رد، ثم خسر من أوروجواي في مباراة كانت أفضل فنيا، قبل الفوز على مصر في لقاء شهد إصرارا كبيرا من الصقور على اقتناص النقاط الثلاث، لتكون أفضل استعداد وتأهيل نفسي للبطولة الآسيوية.
على المستوى المحلي، لم يحالف الحظ "الأبيض" الإماراتي في التأهل للمونديال، فالفريق عانى من مشاكل عديدة، بعد استقالة مدربه الأسبق مهدي علي، والتعاقد مع الأرجنتيني إدجاردو باوزا لخلافته، حيث لم يستمر طويلا، قبل تعيين الإيطالي ألبيرتو زاكيروني لقيادة الفريق في البطولة التي تنظمها أبوظبي.
لكن آمال منتخبنا في التتويج باللقب على ملعبه ووسط جماهيره ستصطدم بعقبة الظهور الجيد للمنتخبات الآسيوية في المونديال، فالمنتخب الإماراتي الذي كان يضم الفريق الأبرز في تاريخ الأبيض، هبط مستواه خلال الفترة الأخيرة لدرجة أن بعض أهم ركائزه باتوا يكتفون بالجلوس على مقاعد البدلاء، كل ذلك في الوقت الذي لم تشهد فيه الملاعب الإماراتية أي موهبة حقيقية تدعم المنتخب خلال الفترة المقبلة.
من روسيا إذن تم دق ناقوس خطر، وعلى منتخبنا الإماراتي وفرقنا العربية والخليجية أن تتلقى الإشارة، وتعمل من اليوم، وليس الغد، للحاق بما فاتها، إذا أرادت ظهورا مشرفا في البطولة الآسيوية، التي ازدادت سخونتها قبل أن تنطلق بأكثر من 6 أشهر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة