الجيش الجزائري يضع يده على شبكة مراسلات للقاعدة
وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت أن قوات الجيش نجحت في ضبط معدات وآليات تستخدم في مراسلات تنظيم القاعدة الإرهابي شرقي ووسط البلاد
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن قوات الجيش نجحت في ضبط معدات وآليات تستخدم في مراسلات تنظيم القاعدة الإرهابي شرقي ووسط البلاد.
وقال بيان لوزارة الدفاع إنه "في إطار مكافحة الإرهاب وإثر عمليات تمشيط، كشفت مفارز للجيش الوطني الشعبي بكل من سكيكدة (شرق) والمدية وتيبازة (وسط) عن عتاد للإعلام الآلي، و9 قنابل تقليدية الصنع، وكمية من المواد الكيميائية ومواد غذائية وألبسة".
وأشار البيان إلى أن فريقا تقنيا من الوزارة يعمل على تفكيك شيفرات اتصالات قيادات تنظيم القاعدة، من خلال فحص هذه الأجهزة، لافتاً إلى أن هذه العملية جاءت في سياق عملية عسكرية دقيقة استهدفت معاقل المجموعات الإرهابية، خاصة تنظيم القاعدة في منطقة القبائل.
وكانت الجزائر قد أعلنت تكثيف العمل بالمخطط الأمني لمكافحة الإرهاب في عدد من مناطق البلاد؛ حيث أصدر نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش أوامر بالقضاء على بقايا ما يعرف "بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في معاقله بمنطقة القبائل وجميع الشرق الجزائري.
وتباشر قوات الجيش منذ الشهر الماضي مدعومة بقوات برية وجوية كبيرة، عملية عسكرية واسعة ضد معاقل تنظيم القاعدة خاصة بالقرب من العاصمة الجزائرية وتحديدا في منطقة تيبازة وبوسعادة، وفي شرق البلاد خاصة في مدن جيجل وقسنطينة وسكيكدة.
العملية العسكرية الواسعة تأتي، بحسب خبراء أمنيين، في سياق تكثيف الجزائر العمل بالمخطط الأمني لمكافحة الإرهاب، وتهدف للقضاء على بقايا التنظيمات الإرهابية في الجزائر خاصة ما تعلق منها بالقاعدة، ومنع نقل نشاطهم إلى مناطق جديدة ومنعهم من تنفيذ أية عمليات إرهابية.
وقال الخبير الأمني معمر بن جانة، لبوابة "العين" الإخبارية، إن "الملاحظ في هذه العملية أن تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب شهدت تطورا كبيرا، إلا أن التهديدات الحالية التي تواجه البلاد من هذه الجماعات تفرض عليها الانتقال إلى مراحل جديدة في مكافحة الإرهاب".
وبحسب الخبير الأمني "فإن اعتماد الجزائر على بنك معلومات خاص بالجماعات الإرهابية أسهم بشكل كبير في الانتقال إلى هذه المرحلة النوعية وقبله في قتل الإرهابيين ووقف جماعات الدعم الإسناد".
وأضاف أن "عملية جريئة تدل على المستوى العالي والمحترف للجيش الجزائري؛ لأن متابعة هذه الجماعات وبهذا الأسلوب يسمح لها بمعرفة كل خيوط وخبابا والزوايا المظلمة للتنظيمات الإرهابية التي عجزت إلى وقت ما عن كشفها".
من جانبه، قال الخبير الأمني، أحمد ميزاب، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية: "إن هذه العملية تُعَد جوهرية ومفصلية من خلال رؤية استراتيجية يحققها على أرض الواقع، والجش الجزائري انتقل إلى مرحلة جديدة في محاربته للإرهاب، وهي مرحلة قطع الرؤوس والاختراق وضرب روابط الاتصال بين الجماعات الإرهابية وضرب جميع القواعد التي تستند إليها".
وتابع: "عملية مكافحة الإرهاب في الجزائر مرت بـ3 مراحل ومستويات، ونحن اليوم أمام المرحلة الأخيرة التي تعتمد على استهداف واختراق قواعد الاتصال من خلال الاعتماد على خارطة انتشار هذه الجماعات، وقد لاحظنا في الأشهر الأخيرة أن الجيش انتقل في مكافحة الإرهاب في السنوات الماضية من محور تيزي وزو بجاية، ثم إلى محور البويرة المدية، ثم إلى محور تيبازة".
ويرى الخبير الأمني أن العملية ستمكن الجيش الجزائري من التعرف على أساليب التواصل بين الجماعات الإرهابية والوسائط المستعملة بينها، وهذه نقلة نوعية ودقيقة جدا وتشكل ضربة موجعة لتلك الجماعات وستعمل على شلها في المنظور القريب".