خبراء: الجزائر حصن منيع أمام الإرهاب باعتراف واشنطن
وزارة الخارجية الجزائرية عبرت عن ارتياحها لمضمون التقرير الأمريكي الأخير حول مكافحة الإرهاب.
أعربت وزارة الخارجية الجزائرية، عن ارتياحها لمضمون التقرير الأمريكي الأخير حول مكافحة الإرهاب الخاص بالجزائر، الذي تضمن تقييما إيجابيا لمجهودات الجزائر في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب.
التقرير الأمريكي نوه إلى "الحملة الشرسة التي تشنها الجزائر على الإرهاب ونجاحها في مكافحة هذه الظاهرة وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية وشبكات الإجرام المنظم"، معتبرا أن "الجيش الجزائري قوة عسكرية وعلى الاتحاد الأوربي بناء شراكة قوية معه لمكافحة الإرهاب".
موقف واشنطن ترجمه آخر تقرير سنوي للخارجية الأمريكية عن مكافحة الإرهاب في العالم منذ 2016 الذي أكد أن "الجزائر تبقى شريكا مهما في مجابهة الإرهاب"، مشيدا "بامتلاك الجزائر تاريخا طويلا من النضال ضد الإرهاب، وتخصيصها موارد كبيرة من أجل الحفاظ على أمنها"، وبالتزامها الدبلوماسي من أجل ترقية السلم والأمن العالميين".
وقبيل إصدار الخارجية الأمريكية لتقريرها، ذكرت تقارير أمنية جزائرية، أن قيادة الجيش الجزائري قررت رفع حالة الاستنفار القصوى مرة أخرى على الحدود مع ليبيا؛ حيث نشر الجيش الجزائري 20 مركز مراقبة في المناطق القريبة من المعابر الحدودية بهدف منع محاولات التسلل لإرهابيين.
وفي تعليقه على التقرير الأمريكي، قال المحلل السياسي والأمني، الدكتور سليم قلالة، لبوابة "العين" الإخبارية، إن "مقاربة الجزائر في مكافحة الإرهاب ترتكز أساسا على أن لكل دولة خصوصية في مكافحة هذه الظاهرة، وخصوصية الجزائر من داخلها ومن منطقة الساحل".
وأضاف "أن التقرير يعكس خبرة الجزائر الطويلة مع الإرهاب، فهي اليوم من أدرى دول المنطقة بأساليب وتكتيكات وأهداف الجماعات الإرهابية، ومن هنا نجح الجيش الجزائري إلى حد كبير جدا في التضييق على الإرهاب، وصد الكثير من خطط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل".
وفيما يتعلق بالنقطة السوداء في التقرير الأمريكي المتعلقة بالسوق الموازية للعملات، قال الدكتور قلالة: "إن للسوق الموازية في الجزائر خصوصية، ولها تاريخ طويل قبل بدء الإرهاب في الجزائر، ويصعب في الوقت ذاته القضاء عليها".
مضيفا أنه "يجب عدم تهويل القيمية المالية المعلن عنها، لأنه يجب ربط هذا من النوع من الاقتصاد الموازي بواقع المجتمع الجزائري الذي تعود العمل خارج الأطر البنكية والاقتصادية في الجزائر، ومن ثم فإن المخاوف من وصولها إلى جماعات إرهابية أمر مبالغ فيه".
بدوره، قال المحلل السياسي، عادل زغار، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية "إن وصف واشنطن للجزائر بالسد المنيع ضد الإرهاب في المنطقة راجع إلى تحول الجزائر من مكافح وحيد للإرهاب إلى شريك وحليف دولي مهم بعد أن أصبحت هذه الظاهرة تهدد الجميع".
وأضاف "أنه منذ تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل لاحظنا تطورا كبيرا في العلاقات بين واشنطن والجزائر خاصة في مجال التنسيق الأمني والعسكري، إلى أن تحولت الجزائر إلى حليف دولي مهم خاصة مع تقاطع المصالح بين البلدين فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب".
وأردف المحلل السياسي بالقول: "إن تجربة الجزائر المريرة مع الإرهاب التي فاقت عقدا من الزمن أكسبتها خبرة في التصدي ومحاربة الجماعات الإرهابية وأساليب عملها، وهي اليوم تنجح في الحد من قوتها، وأصبحت هذه الخبرة مطلوبة دوليا خاصة في الولايات المتحدة".
ومن الناحية العملية، قال زغار: "إن الجزائر نجحت في احتواء تهديد كثير من الجماعات الإرهابية خاصة تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الساحل من خلال استراتيجية تعتمد على استهداف قياداتها وكسر قدرتها القتالية، وتكثيف التنسيق الأمني والاستخباراتي مع دول المنطقة والدول الغربية، كما نجحت في وقف زحف تنظيم داعش الإرهابي ومحاولاته أيضا أن يجعل من الجزائر بوابته نحو العمق الإفريقي، وهذا الأمر كان هدفا مهما جدا لهذا التنظيم الإرهابي".
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg جزيرة ام اند امز