تقرير سنوي للخارجية الأمريكية يكشف عن دعم المال القطري للإرهاب
وزارة الخارجية الأمريكية تصدر تقريرها السنوي عن الدول الراعية للإرهاب، تضمن إدانة خجولة لقطر وتأكيد إيران كدولة إرهابية.
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، تقريرها السنوي عن الإرهاب والدول الراعية له، والذي كشف عن دور قطر في دعم الإرهاب، واستمرار دور إيران كراعية للجماعات والعناصر الإرهابية في المنطقة.
وكشف التقرير الذي يلقي الضوء على الدول الراعية للإرهاب في عام 2016، عن استخدام ممولي الإرهاب للنظام المالي القطري لدعم الجماعات الإرهابية.
وبقراءة لما تضمنه التقرير في هذه الفقرة، بتضح أن هناك سيناريوهين أساسيين، الأول؛ إما أن هناك تواطئاً من السلطات القطرية مع ممولي الإرهاب الأمر الذي يتوافق مع رؤية الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، فيما يتعلق بدعم الدوحة للإرهاب، أما السيناريو الثاني يتمثل في ضعف السلطات القطرية وعدم قدرتها على ضبط ومراقبة نظامها المالي، واختراقها من عناصر إرهابية، وهو ما يعني ضعف وهشاشة النظام القطري.
التقرير الأمريكي أشار أيضاً إلى أن الدوحة أصدرت قانون مكافحة الإرهاب لعام 2004، لكنه تضمن أحكاماً عامة فيما يتعلق بتحديد الأنشطة الإرهابية ذات الصلة بالإرهاب، وآلية مقاضاة مرتكبيها، بل لم ينص القانون على المحاكمة العلنية، ولم يحدد فترات الاحتجاز.
هذا القانون يعد مرآة كاشفة للسياسة القطرية المزعومة في محاربة الإهاب، حيث لم يتضمن تحديداً لما هو السلوك الإرهابي، لذا يعتبر أداة في يد النظام القطري لدعم هذه التنظيمات الإرهابية بزعم أن سياساتها وتحركاتها لا يعتبرها قانون الدوحة إرهاباً، رغم أن القانون الدولي والأدلة والقرائن تؤكد أن هذه الجماعات تمارس إرهاباً منظماً، فضلاً عن أن الواقع يشير إلى أن هذا القانون لا يتعدى كونه إطاراً بروتوكولياً، لا يعبر عن بذل السلطات القطرية لجهود حقيقية في محاربة الإرهاب، حيث يفتقد لأبسط قواعد كتابة القوانين، التي تحدد الإجراءات القانونية ودرجات التقاضي المختلفة، ومنها المحاكمة العلنية.
وهنا يمكن الاستدالال بما أعلنه مسؤولون قطريون لصحيفة بلومبيرج في 15 يونيو 2017، بأن هناك محاكمة لأشخاص متورطين في تمويل الإرهاب، تضمنتهم قوائم أمريكية والدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
ولتأكيد زيف هذه التصريحات وأن الأمر لا يتعدى كونه مناورة سياسية لتخفيف الضغط عليها، لم تضمن تصريحات القطريين أسماء المتهمين أو آلية محاكمتهم، بل كشفت عن تواطؤ السلطات القطرية معهم، وذلك عبر الاكتفاء بتحديد تحركاتهم ومنعهم من السفر، وهو ما يؤكد أن هذه الخطوة لا تتخطى المناورة لكسب مزيد من الوقت، وحماية رجال النظام القطري الممولين للإرهاب.
إيران.. الراعي الرسمي
من ناحية أخرى ذكر تقرير وزارة الخارجية أن إيران المصنفة كدولة راعية للإرهاب في 1984، واصلت نشاطها المرتبط بالإرهاب خلال 2016، والذي تضمن دعم حزب الله، وغيره من التنظيمات في فلسطين وسوريا والعراق وجميع دول منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح التقرير أن إيران استخدمت قوات فيلق القدس، وهو وحدة خاصة للحرس الثوري الإيراني؛ لتنفيذ أهداف السياسة الخارجية، وتوفير غطاء لعمليات إرهابية، وخلق حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن نظام الملالي اعترف بتورط هذه الوحدة شبه العسكرية في الحرب داخل العراق وسوريا، باعتباره وسيلة لزراعة ودعم الإرهاب في الخارج.
وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها، إلى أن إيران دعمت جماعات إرهابية عراقية كثيرة خلال 2016، كان من بينها كتائب حزب الله، فضلاً عن دعم نظام الأسد في سوريا؛ الذي تعتبره طهران حليفاً مهماً، ودولتي العراق وسوريا مسارين ضروريين لتزويد حزب الله بالأسلحة؛ لأنه الشريك الإرهابي الرئيسي لها.
وذكر التقرير الوزاري أن إيران سهلت لمقاتلين من أفغانستان وباكستان وأرغمتهم على المشاركة في الحملة الوحشية لنظام الأسد، عبر إغراءات بالتمويل والإقامة، وارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد المدنيين السنة، كما دعمت القوات الإيرانية مباشرة عمليات المليشيات في سوريا، من خلال تقديم المدرعات والمدفعيات والطائرات بدون طيار.
وأوردت وزارة الخارجية في تقريرها السنوي أن إيران تقدم معظم الدعم المالي لحزب الله في لبنان، ودربت آلاف من مقاتليه في معسكرات بإيران، مشيرة إلى أن مقاتلي حزب الله استخدموا في سوريا على نطاق واسع لدعم نظام الأسد والعمليات ضد داعش في العراق، لافتة إلى أن تنفيذ حزب الله عدة هجمات ضد قوات الدفاع الإسرائيلية في 2016 على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
وأوضح التقرير أن إيران وفرت الأسلحة والتدريب والتمويل لحركة حماس وغيرها من التنظيمات في فلسطين، من بينها حركة الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.
واستطرد التقرير أن إيران قدمت الأسلحة والتمويل والتدريب للجماعات المسلحة في البحرين التي شنت هجمات على قوات الأمن البحرينية، لافتاً إلى أنه في 6 يناير من عام 2016 فككت سلطات الأمن البحرينية خلية إرهابية مرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، التي كانت تخطط لتنفيذ سلسلة تفجيرات في جميع أنحاء البلاد.
وذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية أن الحكومة الإيرانية تحتفظ ببرنامج إرهابي إلكتروني قوي، وقامت برعاية هجمات إلكترونية ضد حكومات أجنبية وكيانات قطاع خاص، موضحاً أن إيران ظلت غير راغبة في تسليم أعضاء كبار بتنظيم القاعدة للعدالة، وواصلت احتجازهم رافضة الكشف عن شخصياتهم.