الجزائر 2020.. عام رحيل القامات والنكسات الفنية والثقافية
استحقت 2020 أن تكون سنة الجمود الثقافي والفني بامتياز بالجزائر، وأيضا سنة رحيل فنانين ومسرحيين إلى الأبد، بسبب كورونا أو لأسباب أخرى.
وتأثر المشهد الثقافي والفني بالجزائر برحيل قامات وإلغاء كل المهرجانات الثقافية والفنية التي كان ينتظرها الجزائريون والفاعلون كل عام.
في التقرير التالي ترصد "العين الإخبارية" أحداثا حزينة مرت على الجزائر خلال العام الجاري، الذي يوشك على الانتهاء.
- نورية قصدرلي.. رحيل "أيقونة مسرح الجزائر" عن 99 عاما
- رحيل المطرب العالمي الجزائري إيدير.. "أيقونة الأغنية الأمازيغية"
الموت يغيب 8 قامات
نور الدين زيدوني
الراحل نور الدين زيدوني، كان أول فناني جزائري وعربي يخترق فيروس كورونا جسده، وأول الراحلين في 2020، وذلك في 29 مارس/أذار الماضي.
وكانت للراحل إسهامات مميزة في إنجاز تصاميم سينوجرافية لعشرات المسرحيات أبرزها "علي بابا الكبير"، وشارك في عدة لجان تحكيمية، كما عمل أستاذا بالمعهد العالي للفنون الدرامية ببرج الكيفان.
الفنان العالمي إيدير
وفي 2 مايو/أيار الماضي، ودعت الجزائر أيقونة فنية عالمية ساهمت في نقل الأغنية الأمازيغية والقبائلية تحديداً إلى العالمية، وهو الفنان حميد شريات المشهور بلفب إيدير عن عمر ناهز 71 عاماً بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس.
ويعد الفنان الجزائري إيدير من أقدم وأشهر الفنانين الأمازيغ في الجزائر، وكان أول فنان أمازيغي ينقل هذا النوع الغنائي إلى العالمية، خاصة بعد أدائه أغانٍ ثنائية مع فنانين عالميين، واشتهر بعدة أغانٍ أبرزها "أسندو" و"أفافا إينوفا" التي ترجمت إلى 23 لغة.
عبد الحميد حباطي
ودعت الجزائر الممثل والمخرج المسرحي عبدالحميد حباطي عن عمر ناهز 75 عاماً بعد مرض عضال.
وبدأ الراحل مشواره المسرحي منذ استقلال الجزائر قبل 58 عاماً، أنشأ خلالها عدة فرق مسرحية مع كبار الفنانين، وأخرج عدة مسرحيات بينها "ديوان لعجب" عام 1996 و"البوغي" في 2003.
كما خسرت الجزائر في يوم واحد وتحديدا في 11 أغسطس/آب، عملاقين فنيين في السينما والمسرح، اشتركا في صناعة الابتسامة في زمن الإرهاب الذي عانت الجزائر من ويلاته فترة التسعينيات.
نورية قصدرلي
رحلت الفنانة نورية قصدرلي عن عمر ناهز 99 عاماً بعد صراع طويل مع مرض عضال، تركت ورائها إرثاً سينمائياً ومسرحياً لمدة 60 عاماً.
وتعتبر الراحلة من أقدم الممثلات الجزائريات، حيث عاصرت العصر الذهبي للسينما، وبدأ دخولها لعالم الفن بـ"قصة مليئة بالصدف"، وكانت واحدة من أعمدة المسرح الجزائري.
بشير بن محمد
كما غيب الموت الفنان الفكاهي بشير بن محمد عن عمر ناهز 85 عاماً بعد معاناة طويلة مع مرض هشاشة العظام في بيته بمحافظة قسنطينة الواقعة شرقي البلاد،
اختص الفنان الراحل على مدار مشواره الفني، الذي يقارب عمر استقلال بلاده، بالكوميديا التي يتعطش لها الجمهور الجزائري، وأمتعه بها، بسلاسل حاكت واقعه الاجتماعي والاقتصادي اليومي بكثير من الفكاهة والسخرية الجادة والرسائل.
محمد لكروت
وبعد يوم من رحيل العملاقين، فجعت الساحة الفنية أيضا برحيل الممثل المسرحي محمد لكروت في 8 أغسطس/آب وهو في الـ33 من عمره، بعد أن أنقذ طفلين من الغرق، قبل أن تباغته الأمواج وتنهي حياته ومشواره الحافل.
حمدي بناني
"كورونا اللعين" غيّب أيضا أيقونة المالوف الأندلسي الجزائري في 21 سبتمبر/أيلول، وهو الفنان حمدي بناني الملقب بـ"الملاك الأبيض" نسبة للكمان الأبيض وبذلته البيضاء، وهو اللون الذي كان مرافقاً له في معظم حفلاته.
وتوفي الفنان بناني عن عمر ناهز 77 عاماً متأثر بإصابته بفيروس كورونا، بعد أكثر من 30 عاماً قضاها في نشر الثقافة الجزائرية عموما والمالوف خصوصا من خلال مشاركاته في المحافل الدولية.
محمود بوعلام بوحموم
وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني، رحل الممثل الكوميدي محمود بوعلام بوحموم بعد معاناة مع مرض عضال والتهميش، وكان أحد أبطال المسلسل الدرامي الفكاهي "عاشور العاشر".
إلغاء المهرجانات
وأحدثت جائحة كورونا ارتباكاً غير مسبوق في المشهدين الثقافي والفني الجزائري، خصوصاً بعد أن سارعت السلطات الجزائرية لاتخاذ إجراءات وقائية واحترازية لمنع تفشي الفيروس في البلاد.
ومن أكبر المواعيد الثقافية التي ألغيت في 2020 بالجزائر، كان معرض الكتاب الدولي، الذي يستقطب سنوياً نحو 2 مليون زائر.
وكذا مهرجان الجزائر للفيلم العربي بوهران الواقعة غربي البلاد، ومهرجان الفيلم الأورومتوسطي بعنابة شرق الجزائر، ومهرجان المسرح الأمازيغي بولاية باتنة (شرق).
وعلى الصعيد الفني، ألغيت جميع المهرجانات والتظاهرات الفنية، كان من أبرزها مهرجانات "تيمقاد" و"جميلة" وكذا مهرجان أغنية الراي بمدينة سيدي بلعباس (غرب).