مسؤول جزائري يحذر من "ثورة مضادة".. ويعترف: البلاد تمر بمرحلة صعبة
الرئيس الأول للمحكمة العليا بالجزائر يحذر من ثورة مضادة ضد البلاد، ويدعو إلى مواصلة "معركة الفساد محليا"
أقر مسؤول جزائري قضائي رفيع، الإثنين، أن بلاده تمر بمرحلة صعبة، ووصف ما يحدث مؤخراً بـ"الثورة المضادة التي تتعرض لها الجزائر".
وللمرة الأولى منذ سقوط نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، يتحدث مسؤول جزائري عن "ثورة مضادة"، وهو التصريح الذي أطلقه الرئيس الأول للمحكمة العليا عبد الرشيد طبي التي تعد أعلى هيئة قضائية في البلاد.
وخلال إشرافه على تنصيب الرئيس الجديد لمجلس قضاء محافظة المدية (المدية) دعا طبي إلى "التحلي بالوعي واليقظة وإدراك رهانات المرحلة الصعبة" وكذا "الثورة المضادة التي تتعرض لها الجزائر" دون أن يعطي تفاصيل عن الجهات التي تقف وراءها.
- الجزائر تحبط أكبر مخطط إخواني قطري لتجنيد عسكري هارب بتركيا
- تبون يجري أكبر حركة تغيير بالقضاء الجزائري منذ توليه الرئاسة
واعتبر التغييرات الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدالمجيد تبون داخل الجهاز القضائي "استجابة لتطلعات المواطنين الذين عبروا عنها في الحراك الشعبي".
كما طالب الجزائريين بالمساهمة في محاربة الفساد والذي وصفه بـ"المعركة التي يجب أن تعرف وتيرتها تسارعاً في الإدارات المحلية بالحال ذاته على المستوى المركزي" في إشارة إلى رموز النظام السابق.
وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول جزائري بارز عن "وجود ثورة مضادة" في البلاد، رغم أن الرئيس الجزائري لمّح لذلك عدة مرات في تصريحاته لوسائل الإعلام المحلية، خصوصاً عند حديثه عن "شراء أطراف مجهولة المظاهرات بهدف الفوضى والضغط على السلطة".
وتأتي تصريحات المسؤول الأول في المحكمة العليا بالجزائر، بالتوازي مع فتح الحكومة تحقيقات أمنية وقضائية فيما أسمتها "مؤامرة تحاك ضد البلاد" من أطراف لم تسمها.
فيما اعتبر مراقبون أن الدولة العميقة هي التي تقف وراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجزائر بعد أن خسرت جل مواقعها ومناصبها عقب استقالة بوتفليقة، بالإضافة إلى قيادات إخوانية داخل البلاد وأخرى تقيم في اسطنبول ولندن تعمل على تنفيذ "مخطط قطري إخواني لإحداث الفوضى".
وهو المخطط الذي أكد خبراء أمنيون لـ"العين الإخبارية" أنه يأتي "بعد أن تأكدت أنقرة والدوحة أن السلطة الجديدة في الجزائر لن تنساق وراء أطماع أردوغان في ليبيا والمنطقة، وكذا الدور الذي لعبته الجزائر وتونس للحد من الأطماع التركية في المنطقة".
وأمر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الأسبوع الماضي، بفتح "تحقيق عاجل وفوري" للكشف عن خلفيات حوادث ومشكلات تمت مؤخراً في البلاد "بشكل متزامن ومكثف وغير مسبوق".
ويشمل التحقيق "الكشف عن أسباب الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات، ونقص السيولة المالية في بعض البنوك والمراكز البريدية، وتوقف محطة فوكة (وسط) لتحلية مياه البحر، وانقطاع الماء والكهرباء عن أحياء العاصمة ومدن كبرى أخرى يومي عيد الأضحى دون إشعار مسبق".
بالإضافة إلى تزايد منسوب الجريمة في مختلف محافظات البلاد وتخريب محطات الأوكسجين التابعة لبعض المستشفيات المخصصة للمصابين بفيروس كورونا.
وفي أسبوع واحد، أجرى الرئيس تبون أكبر تغييرات على جهازي الشرطة والقضاء منذ توليه مقاليد الحكم نهاية العام الماضي.
وشملت التغييرات 36 قاضياً ونائباً عاماً و34 رئيس أمن ولائي، وكذا إقالة قائد الدرك اللواء عبد الرحمن عرعار وإحالته إلى التقاعد للمرة الثانية منذ توليه الحكم، وكلف العميد نور الدين قواسمية بقيادة الدرك التابعة للجيش.
وأعلن الأمن الجزائري، السبت، تفكيك "خلية فوضى" يقودها لاعب دولي سابق في كرة القدم دون أن يكشف عن اسمه، متورط فيها مسؤولون أمنيون ومسجونون وشخصيات سياسية وأمنية تتواجد خارج البلاد.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز