المناظرة الرئاسية تخطف أنظار الجزائريين.. وحملات سخرية من مرشح الإخوان
جزائريون يتهكمون على مشاركة المرشح الإخواني في المناظرة الرئاسية ويجمعون على جهله لواقع الجزائر ووقوعه في فخ الشعبوية
حظيت أول مناظرة رئاسية بين المرشحين الخمسة لانتخابات 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري باهتمام كبير من قبل الجزائريين على اختلاف مواقفهم المؤيدة والمعارضة والمترقبة للاستحقاق الرئاسي.
وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه "الاقتراع الشعبي" على المرشحين، حيث قدم كل واحد منهم رأيه فيما قدمه كل مرشح خلال المناظرة التلفزيونية التي بثت ليلة الجمعة مباشرة عبر التلفزيون الحكومي.
ونال المرشح الإخواني عبدالقادر بن قرينة "القسط الأكبر" من تعليقات الجزائريين، التي أجمع كثير منها على وصف ردوده على مختلف الأسئلة بأنه "يعيش في غير زمانه".
وينطبق ذلك على ما ذكره في وقت سابق خبراء جزائريون لـ"العين الإخبارية" أن التيارات الإخوانية "تتاجر بهموم الجزائريين، لكنها في الوقت ذاته لا تستوعب حقيقة المشاكل التي تواجهها البلاد، وتلجأ إلى الخطابات الشعبوية لدغدغة مشاعر الجزائريين".
نزع ثوب "الأخونة"
كما أكد أكاديميون جزائريون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المرشح الإخواني "حاول نزع عباءة الأخونة خلال المناظرة التلفزيونية، لأن الحراك الشعبي أكد أنها باتت منبوذة عند الجزائريين، وحاول ارتداء ثوب لم يكن على مقاسه أبان عن تقوقع إخوان الجزائر في الخطابات الشعبوية" التي أكدت المناظرة أنها "متلازمة إخوانية" كما علّق متابعون.
وأشاروا إلى أن المناظرة التلفزيونية كشفت مرة أخرى عن زيف خطابات الإخوان، وكان المرشح الإخواني الأكثر ارتباكاً بين بقية المرشحين.
وحدد المراقبون جملة من الهفوات التي وقع فيها المرشح الإخواني، بينها "زعمه بأن تياره الإخواني كان أول مَن نزل إلى الحراك الشعبي في فبراير/شباط"، كما أطلق على الأحزاب السياسية توصيفاً، قال عنه الكثيرون إنه وصف "مسيء"، حيث قال إن السلطة أنتجت أحزاباً كرتونية.
ووقع الإخواني بن قرينة في "كارثة سياسية"، وفق الخبراء، عندما "طعن" في مكانة الجزائر دولياً، عندما تحدث عن "تعهده بأن يصنع منها دولة محورية في المغرب العربي والساحل"، وهو ما يؤكد جهل الإخواني بالدور المحوري الذي تقوم به الجزائر، خاصة في الشراكات الاقتصادية مع القوى الكبرى والتكتلات الإقليمية وفي مجال مكافحة الإرهاب الذي لم ينطق به الإخواني، كما ذكر المتابعون.
وعلى غرار بقية التيارات الإخوانية التي "تستبق الفشل الانتخابي بمزاعم التزوير"، زعم المرشح الإخواني وجود "تجاوزات بدأت مع الحملة الانتخابية"، رغم تأكيد السلطة المستقلة للانتخابات عدم وجودها، كما في الوقت الذي تؤكد فيه جميع المعطيات الانتخابية "استحالة التعرف على اسم المرشح الأكثر حظاً بحسم السباق الانتخابي" في سابقة لم تعهدها الجزائر من قبل.
تهكم شعبي
وتوالت ردود فعل الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على المناظرة الرئاسية، ونال المرشح الإخواني قسطاً كبيراً من تهكمهم وسخريتهم، ومنهم من ركز على طريقة إجابته عن الأسئلة، حيث قالوا إنه "يعتقد نفسه في مسابقة ألعاب".
وانتقد كثير منهم تملق الإخواني للحراك الشعبي، مشددين على أنه "بريء منه"، واستعماله ورقة انتهازية في المناظرة رغم ما تعرض له من طرد في كثير من المدن الجزائرية من قبل الرافضين لإجراء الانتخابات.
ووصف مثقفون محاولة الإخواني بن قرينة استمالة الحراك الشعبي بأنها بمحاولة فرض نفسه كمحرك للشارع، واستثمار في فجوات منافسيه بشكل استهزائي، ويحتال بالأرقام لكسب الناخبين.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز