كورونا "يكمم" فرحة العيد في الجزائر.. بهجة محدودة
طقس مشمس معتدل مفضل بالمناسبات، في مقابل أجواء بشرية ملبدة بجائحة كورونا "المتوحشة" بالجزائر.
هي حالة الساعات الأولى من عيد الأضحى المبارك، الثلاثاء، بالجزائر، ولن تكون إلا كذلك بعد انقضاء بقية ساعاته كما يقول كثير من الجزائريين.
عيدٌ "كمّم" فرحته ذلك الفيروس اللعين المتحور، نغّص على كثير من العائلات الجزائرية وأطفالها بهجة عيد الأضحى التي لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام، خصوصاً بعد الانتشار الرهيب لفيروس كورونا في الجزائر.
الانتشار "الكاسح" الذي قسَم الجزائريين بين حزين على من اختطفته كورونا، أو من أقعدته الفراش وأدخلته الإنعاش، وبين متوجس من لعنة الفيروس الذي لا يرحم على جسده وعلى أقربائه، رغم أنها أكثر المناسبات الدينية المعروفة بالجزائر بأنها لـ"لمة العائلة".
خطبة التضرع
وأدى مئات آلاف الجزائريين، صباح الثلاثاء، صلاة العيد بمساجد الجمهورية، وسط إجراءات احترازية فرضتها السلطات الجزائرية من خلال بروتوكول صحي صارم.
والتزم المصلون بالتباعد الجسدي خلال صلاة وخطبة العيد، التي تكيّفت هذه المرة مع الوضع الوبائي وتوحّدت بين جميع مساجد البلاد.
في خطبة العيد بالجزائر، خصص أئمة المساجد حيزا واسعاً فيها للتضرع إلى الله بأن يرفع البلاء عن الجزائر وعن سائر بلاد المسلمين والعالم، وأن يعم الأمن والسلام كل ربوع العالم.
كما أبرز الأئمة عظمة شعيرة النحر وعيد الأضحى، ودعوا المصلين إلى لم الشمل والتآخي والتآزر فيما بينهم، واستغلال هذه المناسبة الدينية للإكثار من الصدقات والعطف على الفقراء والمساكين.
في مقابل ذلك، فضّل كثير من الجزائريين "العزوف" عن صلاة العيد والذهاب إلى المساجد بحسب ما رصدته "العين الإخبارية"، إذ اختار عدد كبير منهم إقامة الصلاة بمنازلهم، مرجعين ذلك إلى خشيتهم من فيروس كورونا.
استنفار صحي
في سياق متصل، اتخذت الحكومة الجزائرية تدابير إضافية صارمة ضمن إجراءاتها السابقة لتحجيم جائحة فيروس كورونا في البلاد، وذلك عقب التزايد الرهيب لحالات الإصابة اليومية والتي تعدت ألف إصابة يومياً.
وتقرر اعتبارا من أول أيام عيد الأضحى تمديد الحجر الجزئي المنزلي لمدة 10 أيام جديدة عبر 24 ولاية التي شهدت زيادة في إصابات كورونا.
كما اتخذت عدة محافظات قرارات صارمة ليومي عيد الأضحى، أبرزها منع التجمعات الخاصة بذبح الأضاحي ومنع زيارة المقابر، وإغلاق الساحات العمومية وقاعات الحفلات، ومنع حفلات الأعراس والختان.
تحدي الفيروس
ورغم حالة الفزع والخوف من عدوى فيروس كورونا، إلا أن ذلك لم يمنع من بروز مظاهر البهجة بعيد الأضحى في بعض المناطق الجزائرية.
وسارت برامج القنوات التلفزيونية المحلية على مضامين إعلامية لتعويض مشاهديها نكهة العيد من خلال تقارير صحفية وبث مباشر واستوديوهات مميزة تحاكي هذه المناسبة الدينية.
ولعل أبرز مظهر للبهجة ذلك الملاحظ في أحياء وشوارع منقطتي "باب الواد" و"القصبة" بالجزائر العاصمة.
إذ تشتهر هذه المناطق بأجوائها المميزة التي تسبق يوم عيد الأضحى، وبحسب ما رصدته "العين الإخبارية" في المنطقتين الشعبيتيْن قيمة التآخي والتآزر التي تجمع سكانها.
ولم تكن الأجواء التي صنعها أهالي المنطقتين خاصة بالجيران فقط، بل أقرب منها للعائلية، وبرز ذلك في النحر الجماعي بساحات العمارات وأمام المنازل.
وزادت لهفة الأطفال على شعيرة النحر من بهجة الساعات الأولى لعيد الأضحى بمنطقتي "باب الواد" و"القصبة".
ويولي الجزائريون أهمية كبيرة لعيد الأضحى الذي يسمى عندهم بـ"العيد الكبير"، ويبرز ذلك في عاداتهم وتقاليدهم الكثيرة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي والموروث الشعبي.
وتبقى الحناء أبرز مظهر بالأعياد الدينية في الجزائر، إذ ينتظرها الأطفال لتكون زينتهم إلى جانب ملابسهم الجديدة وكذا سيدات البيوت، ويمتد ذلك إلى أضحية العيد التي يتم تخضيب رأسها ليلة العيد "للتبرك" بها.
وللجزائريين أيضا عادات وتقاليد تظهر في أطباقهم وأكلاتهم التقليدية التي تكون حاضرة بقوة طوال أيام العيد، من بينها "بوزلوف" و"بولفاف" و"العصبان" و"البكبوكة" و"المشوي"، بالإضافة إلى "كسكسي كتف الخروف" و"الشخشوخة" وغيرها.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز