جزائريون يطردون وفد فرنسا من جنازة قائد الجيش
جزائريون مشاركون في مراسم تشييع جثمان قائد الجيش يطردون السفير الفرنسي والوفد المرافق له من قصر الشعب ويرفضون بقاءه.
أقدم جزائريون، الأربعاء، على طرد الوفد الدبلوماسي الفرنسي المشارك في تشييع جثمان قائد أركان الجيش، أحمد قايد صالح، مرددين هتافات منددة ضد باريس.
وانتشر مقطع مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيه لحظة وصول الوفد الفرنسي برئاسة كزافييه درينكورت، السفير الفرنسي لدى الجزائر، برفقة الملحق العسكري إلى مقر قصر الشعب بالعاصمة حيث أقيمت مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على قائد أركان الجيش الراحل.
وإثر وصولهم، قام مئات الجزائريين الذين حضروا لتوديع قائد الجيش بطرد الوفد الفرنسي على وقع هتافات "ديغاج (ارحلي) فرنسا".
بينما سارعت الشرطة إلى تأمين الموكب الذي غادر بسرعة تحت هتافات رافضة لحضوره مراسم تشييع الجثمان.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية منذ استقالة الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة توترا غير مسبوق، على خلفية اتهام باريس في عدة مناسبات بـ"محاولة التدخل في شؤون البلاد الداخلية".
واتهم قائد الجيش الراحل فرنسا بـ"قيادة مخططات ومؤامرات على الجزائر وبتنفيذ من أطراف داخلية".
كما اتهم قايد صالح رموز نظام بوتفليقة والدولة العميقة بـ"العمالة لمستعمر الأمس" في إشارة واضحة إلى فرنسا.
واندلعت الأزمة بين البلدين، بعد كشف الأجهزة الأمنية النقاب عن اجتماعين مشبوهين في مارس/آذار الماضي في باريس والجزائر ضم قادة عسكريين وسياسيين جزائريين على رأسهم السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق بمشاركة قادة أمنيين في المخابرات الفرنسية.
وفي أوائل أبريل/نيسان الماضي، كشفت وزارة الدفاع الجزائرية عن إحباطها "مخططا للانقلاب على قيادة أركان الجيش بتخطيط داخلي وخارجي".
ومنذ بدء الحراك الشعبي في فبراير/شباط الماضي، طالب متظاهرون جزائريون بـ"إعادة العلاقات مع باريس إلى حجمها الطبيعي والتعامل معها بندية"، واتهموا باريس بما سموه "حماية رموز نظام بوتفليقة ومسؤولين عسكريين متورطين في أزمة التسعينيات".
وانطلقت، صباح الأربعاء، مراسم تشييع جثمان قائد أركان الجيش الجزائري الراحل أحمد قايد صالح، الذي توفي، الإثنين الماضي، إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 79 عاما.
وبعد نقل جثمانه من مستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة، تمت مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على فقيد الجزائر بـ"قصر الشعب" وهو أحد القصور الجمهورية التابعة للرئاسة الجزائرية.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أول من ألقى النظرة الأخيرة على الراحل قايد صالح، وظهر متأثرا وباكيا.
كما شارك في المراسم كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد بالجزائر.
وانطلق بعدها موكب الجثمان إلى مقبرة العالية المخصصة لدفن كبار المسؤولين بالجزائر بينهم جميع الرؤساء السابقين، في وقت غيرت السلطات الجزائرية بشكل مفاجئ مسار الموكب لأسباب مجهولة.
وللمرة الأولى في تاريخ الجزائر، تقام جنازة رئاسية وعسكرية لمسؤول عسكري، وفق المراسم المعمول بها في تشييع جثامين رؤساء الجزائر.
وشهدت مراسم التشييع حضورا شعبيا غفيرا بمئات الآلاف، قدموا من العاصمة ومن مختلف محافظات البلاد، مرددين هتافات "الله أكبر قايد صالح"، و"القايد صالح ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح" وبعضهم حمل صوره والأعلام الوطنية.