بالصور.. فرنسا تبيع فرنكا جزائريا بـ"البسملة" و"آية المطففين"
الفرنك سكته فرنسا خصيصا للجزائر خلال احتلالها ويتناقض مع سياستها المعهودة في محو الهوية
تواصل فرنسا بيع جزء من أرشيفها خلال فترة احتلالها للجزائر، ومن ضمنه الفرنك الفرنسي الذي فرضه المحتل على الجزائريين منذ 1915، وكشف عن مفاجأة.
فكثير من الأوراق النقدية المعروضة في مزاد علني عبر الإنترنت، واطلعت عليها "بوابة العين" الإخبارية، لم تكن كبقية النقود الفرنسية في بقية مستعمراتها، حيث كُتب على بعض منها "البسملة والآية الأولى من سورة المطففين".
والملاحظ كذلك أن {بسم الله الرحمن الرحيم} و{وَيْلٌ للمُطَفِّفِين} مكتوبة فقط على الأوراق النقدية الأكثر استعمالا من فئات 5 و20 و50 فرنكا.
إضافة إلى رسوم في بعضها عن المرأة الجزائرية وهي ترتدي بعضا من الألبسة التقليدية الجزائرية مثل "الحايك والكاراكو".
وحددت أسعار "تقديرية" لكل واحدة من الأوراق النقدية والمعدنية في المزاد تبدأ من 10 يورو إلى 800 يورو، ما يؤكد قيمة هذه النقود التاريخية.
كثير ممن شاهدوا هذه النقود الفرنسية القديمة -أو كما سماها البعض "الفرنك الإسلامي"- أجمعوا بأن بيع فرنسا تاريخها وتاريخ غيرها يبقى أمرا واردا وغير مفاجئ، لكن المفاجئ هو أن تحتوي على البسملة وآية قرآنية.
ففرنسا الاستعمارية منذ احتلالها الجزائر عام 1830 عمدت إلى استهداف عقيدة وهوية الجزائريين بشكل ممنهج، استعملت معه كل أساليب الترهيب والتقتيل، بدءا من التنصير وإلغاء اللغة العربية، إلى إحراق المصاحف والمساجد، وفرض اللغة الفرنسية، ومحاربة وقتل الأئمة.، ولكن اعتمادها على "فرنك موشوم بالبسملة والآية الأولى من سورة المطفيين" يحمل الكثير من الدلالات.
ويرى أستاذ الفلسفة السياسية عبد الرحمن بن شريط أن تفسير ذلك "هو براجماتي ولا علاقة له باحترام عقيدة الجزائريين، والآية الأولى من سورة المطففين لتحذير الجزائريين من تزوير العملة".
وأضاف -في حديث مع "بوابة العين" الإخبارية- "أن استعمال البسملة وآية قرآنية كان محاولة لكسب إقبال الجزائريين على هذه العملة، ودفعهم على تقبل الوضع السياسي من خلال عملة يجد الجزائريون فيها تعبيرا عن وجودهم وهويتهم، ومن ثم فإن المستعمر الفرنسي اعتمد عملة لتهديد واستمالة الجزائريين".