وثيقة مسربة: فرنسا نفذت اغتيالات فردية إبان احتلالها للجزائر
أظهرت وثيقة تاريخية مسربة قيام السلطات الاستعمارية الفرنسية "بعمليات اغتيال دقيقة" إبان احتلالها للجزائر.
أظهرت وثيقة تاريخية مسربة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية وصفتها "بالفريدة من نوعها"، قيام السلطات الاستعمارية الفرنسية "بعمليات اغتيال دقيقة".
الوثيقة المؤرخة في أول أغسطس 1958، والتي تحمل توقيع العميل في المخابرات الفرنسية جاك فوكارد، المعروف بقربه من الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول، حددت أهدافا "غير جزائرية" في عمليات التصفية السرية، بل كانت تستهدف أوروبيين "دعموا الثورة التحريرية في الجزائر".
تفاصيل الوثيقة أشارت إلى واحد من هؤلاء، وهو مهندس ألماني كان يعمل دبلوماسيا لألمانيا الغربية في المملكة المغربية، يسمى "شولتز ليوزم"، الذي صنفته السلطات الاستعمارية الفرنسية في خانة "المعادين للمصالح الفرنسية في الجزائر"، حيث كان ينتمي إلى شبكة يسارية في ألمانيا الغربية تدعم جبهة التحرير الوطني وعددا من حركات التحرر في العالم.
وجاء في الوثيقة التاريخية أيضا أن عميل المخابرات الفرنسي ربط اتصالات مع "ليوزم" أو كما سمتها "الهدف"، وبعد تخطيط محكم من قبل مصالح الاستخبارات ومكافحة الجاسوسية، تم استدراج الدبلوماسي الألماني إلى "أحد الأماكن المناسبة في المغرب" دون ذكرها، لتتم عملية تصفيته باستخدام مواد سامة.
كما أشارت إلى أن "ليوزم" لم يكن الضحية الوحيدة، حيث عملت المخابرات الفرنسية في تلك الفترة على تصفية كل من تعتبره مهدداً لمصالح بلادها، والأكثر من هذا فقد اعترفت الصحيفة الفرنسية أن مسألة الاغتيالات الفردية لشخصيات لم تقتصر فقط على فترة الثورة الجزائرية، لكنها تمتد إلى يومنا هذا.
الوثيقة التاريخية التي نشرتها صحيفة "لوموند" واسعة الانتشار، أثارت جدلا واسعا في فرنسا، وتساؤلات عن مدى احترامها لحقوق الإنسان خارج حدودها ومدى بقاء النزعة الاستعمارية لدى الجيل الجديد من صناع القرار في فرنسا.
وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي السابق اعترف بوجود هذا النوع من الاغتيالات، إلا أن كثيرا من وسائل الإعلام الفرنسية أجمعت على أن الوثيقة التي صدمت الرأي العام في فرنسا لن تكون إلا بداية لكشف المزيد من الحقائق عن السياسة الفرنسية المزدوجة في ملف حقوق الإنسان حول العالم.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA==
جزيرة ام اند امز