الأطباء العرب يغزون مستشفيات فرنسا
عدد الأطباء الجزائريين الذين قرروا الهجرة إلى فرنسا ارتفع بنسبة 11% في عام 2017.. ماذا عن بقية الجنسيات العربية؟
كشفت دراسة فرنسية حديثة حول الديموغرافية الطبية، التي تجرى كل 10 سنوات، أن عدد الأطباء الحاصلين على شهادات من الجزائر والذين يعملون في مستشفيات فرنسا بلغ 4776 طبيبا جزائريا، ما نسبته 38% من مجموع الأطباء خارج الاتحاد الأوروبي العاملين بانتظام في فرنسا، بعد أن كان 27% في 2007.
وأضافت الدراسة أن عدد الأطباء الأجانب ارتفع هذه السنة بـ7.8 نقطة عن سنة 2007، مشيرة إلى أن هناك 26 ألف طبيب حاصل على شهادة من أوروبا ومن خارجها يعملون في القطاع الصحي بفرنسا، حيث يحتل الجزائريون المرتبة الأولى، ثم السوريون بـ11%، والمغربيون بـ9%، ثم من تونس بـ7%، ومن مدغشقر بـ4%.
وحسب الدراسة أيضا فقد ارتفع عدد الأطباء الجزائريين الذين قرروا الهجرة إلى فرنسا بنسبة 11% في هذا العام، وهو العام الذي شهد منذ بدايته كذلك هجرة أكثر من 500 طبيب للعمل في فرنسا.
في حين قدرت دراسة أخرى لوزارة الصحة والشؤون الاجتماعية الفرنسية عدد الأطباء الجزائريين العاملين في القطاع الصحي بفرنسا 25% من أطباء فرنسا، وهي النسبة التي لا تشمل الفرنسيين من أصل جزائري.
أرقام وصفها المختصون في الجزائر "بالمهولة"، والتي فتحت مجال النقاش مجددا حول ظاهرة هجرة الأدمغة من الجزائر، خاصة الأطباء منهم، في بلد يعرف أيضا كفرنسا عجزا في عدد الأطباء، رغم آلاف الأطباء والمختصين الذين يتخرجون سنويا، في وقت يقدر عدد الأطباء الجزائريين في فرنسا 15 ألفا، بين المتخرجين من الجامعات والحاصلين على الجنسية الفرنسية.
وفي حديث مع "بوابة العين" الإخبارية، قال الطبيب أحمد منصوري، الذي يعمل في مستشفى باريس "هاجرت منذ 5 سنوات إلى فرنسا، أي مباشرة بعد إتمامي دراسة الطب، قررت الهجرة لعدة أسباب، من بينها ما وقفت عنده خلال 7 سنوات من الدراسة والتطبيق والعمل على الصعوبات التي تواجه الطبيب في المستشفيات الجزائرية، سواء ما تعلق منها بكل ما يتعلق بظروف العمل والأجور، والطبيب اليوم في الجزائر عليه إما أن يختار بين أمرين فقط، إما عمله أو أسرته".
وأضاف "أن فرنسا على غرار الكثير من الدول الغربية توفر فرصا مهنية مهمة جدا للطبيب الحاصل على الشهادة الجزائرية، وتمنحه فرص تكوين متواصل، إضافة إلى المحفزات الاجتماعية".
بدوره كشف الدكتور إلياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، في اتصال مع "بوابة العين" الإخبارية عن وجود "3 آلاف طبيب جزائري من مختلف التخصصات أرسلوا ملفاتهم هذا العام إلى الجامعات الفرنسية بهدف العمل في المستشفيات الفرنسية، في انتظار الرد على طلباتهم".
وأضاف أن "هناك أسبابا لما قد نسميها الهجرة الجماعية للأطباء من الجزائر، وتتلخص في ظروف العمل، والأسباب الاجتماعية، ومن أهمها أيضا المسار العلمي الذي لا يفتح آفاقا كبيرة أمام الطبيب، لأن الطبيب في حاجة إلى تحيين التكوين وأن يكون متواصلا، حيث لا توجد في الجزائر منظومة تكوين متواصلة، وحتى مسألة الأجور تبقى عائقا كبيرا أمام الطبيب الجزائري".
لكنه في المقابل أشار إلى "أنه بالاعتماد على مقاربة موضوعية نستطيع أن نقول إن الجزائر يمكن أن تكون أحسن مما عليه في المجال الطبي، خاصة أن تكوين الأطباء يبقى من بين الأحسن في العالم، والدليل الأرقام المقدمة في فرنسا وكندا وغيرهما".