"إيكان" تطالب فرنسا بالكشف عن ماضيها النووي برمال الجزائر
570 منظمة غير حكومية عالمية تطالب السلطات الفرنسية باستخراج النفايات النووية الناجمة عن التفجيرات الـ57 التي أجرتها بلصحراء الجزائرية.
طالبت 570 منظمة غير حكومية عالمية تمثل 105 دول، السلطات الفرنسية باستخراج النفايات النووية الناجمة عن التفجيرات الـ57 التي أجرتها في الصحراء الجزائرية منذ نحو 50 عاماً.
وأطلقت المنظمات الـ570 نداء باسم "الحملة الدولية لحظر الأسلحة النووية" (إيكان) الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2017، طالبت فيه المجتمع الدولي بـ"ممارسة ضغوط" على فرنسا لاستخراج نفاياتها النووية من الجزائر، لافتة إلى أن آثارها لا تزال وتهدد السكان بحسب ما أكدته السلطات الجزائرية.
- الجزائر تسترجع "الجماجم" وتنهي "أزمة الذاكرة" مع فرنسا
- الجزائر تشكو فرنسا على جرائم قتل وألغام لأول مرة بالأمم المتحدة
وأصدرت المنظمة تقريراً مفصلاً بعنوان "تحت الرمال.. نشاط إشعاعي، نفايات التجارب النووية الفرنسية في الجزائر"، اعتبرت فيه أن "الماضي النووي لفرنسا لا ينبغي أن يظل مدفوناً تحت الرمال، فقد حان الوقت للكشف عن النفايات الناتجة عن التجارب النووية التي أجرتها فرنسا بين عامي 1960 و 1966 في الصحراء، لضمان الأمن والسلامة الصحية للأجيال الحالية والمستقبلية".
وأشارت إلى أن "الكشف عن هذه النفايات واستخراجها من الجزائر سيسمح بالحفاظ على البيئة ويفتح عهداً جديداً من العلاقات بين الجزائر وفرنسا".
وأضافت أن "الدراسة ترسم أول جرد لما تم إبقاؤه عمدا من نفايات غير مشعة ومواد ملوثة بالنشاط الإشعاعي جراء الانفجارات النووية ودفنها تحت الرمال، من مفك براغي بسيط ملوث بالنشاط الإشعاعي إلى حطام الطائرات والدبابات".
57 تجربة نووية
وقامت فرنسا بـ57 تجربة نووية في الجنوب الجزائري خلال الفترة من 1960 إلى 1966 أي حتى بعد استقلال الجزائر، فيما تقدرها دراسات فرنسية بنحو 210 تجربة نووية فاق عدد ضحاياها 42 ألف جزائري وفق وزارة المجاهدين الجزائرية (قدماء المحاربين) ومنظمات حقوقية فرنسية.
وأشارت الدراسة إلى أنه من بين تلك التجارب 4 تفجيرات نووية بمنطقة "رقان"، و13 تفجيراً تحت الأرض بمنطقة "عين إيكر"، و35 تجربة نووية في "الحمودية"، و5 تجارب على البلوتونيوم بالمنطقة نفسها.
وأكد خبراء ومؤرخون جزائريون وفرنسيون، بأن التجارب النووية التي نفذتها باريس في الجنوب الجزائري تعد من "بين أسوأ الجرائم التي ارتكبتها بالجزائر وفق سياسة الإبادة الجماعية التي انتهجها الاستعمار الفرنسي" خلال فترة احتلاله التي دامت 132 عاما.
وجرت أول تجربة نوورية فرنسية بالجنوب الجزائري في 13 فبراير/شباط سنة 1960 بمنطقة "رقان" والذي سمي بـ"اليربوع الأزرق" حيث كان "أول تعاون عسكري بين فرنسا وإسرائيل على الأراضي الجزائرية".
وبلغت قوة التفجير النووي "4 أضعاف قنبلة هيروشيما" التي أطلقتها الولايات المتحدة على اليابان سنة 1945، لتدخل معها فرنسا "نادي الدول التي تملك أسلحة نووية"، إذ بلغ وزن القنبلة النووية 70 ألف طن.
ووصل الأمر بالاحتلال الفرنسي إلى "تثيبت 150 سجيناً جزائرياً في أوتاد خشبية كفئران تجارب، لتحليل تأثير الإشعاعات النووية على أجسادهم" في تفجير "رقان"، فيما أشار مؤرخون من البلدين إلى أن الجزائريين الذين استخدمتهم فرنسا "كفئران تجارب" في اختباراتها النووية بلغ نحو 42 ألف شخصاً.
وما زال سكان المناطق الجنوبية الجزائرية يعانون من الإشعاعات النووية للتجارب الفرنسية، حيث كشف باحثون جزائريون في الفيزياء النووية عن وجود صلات بين حالات الإجهاض والتشوهات وأمراض السرطان وأمراض أخرى نادرة أصيب بها سكان المناطق الواقعة في أقصى الجنوب الجزائري.