الجزائر تعزز إنتاجها الغازي بحقل "حاسي بارودة" الجديد
الجزائر ترفع الستار عن واحد من أكبر حقولها الغازية الواقعة جنوب البلاد بهدف تعزيز قدراتها الغازية وضمان تغطية السوق المحلية.
أزاحت الجزائر، أمس الثلاثاء، الستار عن واحد من أكبر حقولها الغازية الواقعة جنوب البلاد، بهدف تعزيز قدراتها الغازية، وضمان تغطية السوق المحلية، وتصدير الفائض إلى الأسواق الدولية.
حيث أشرف وفد وزاري "كبير" على تدشين مركب الغاز الجديد بمنطقة "حاسي بارودة" (1226 كلم جنوب الجزائر العاصمة)، قاده وزراء الداخلية، الطاقة، الأشغال العمومية، والرئيس المدير العام لشركة سوناطراك.
- النفط يصعد بإيرادات الجزائر من تصدير الطاقة في 2017
- سوناطراك الجزائرية تكشف عن حجم اكتشافاتها النفطية في 2017
وتقدر طاقة إنتاج المركب الغازي الجديد الذي يضم عددا كبيرا من الآبار بـ5 ملايين متر مكعب يوميا، و466 برميلا يوميا من المكثفات، ويضم أيضا مركزا لمعالجة الغاز وقاعدة صناعية وشبكة تجميع وأنبوب تصدير بطول 8.3 كلم.
وتم إنجاز مشروع حقل "حاسي بارودة" في ظرف 38 شهرا بالشراكة بين سوناطراك الجزائرية وسيبسا الإسبانية وتوتال الفرنسية، وفق قاعدة 51/49 الاستثمارية، وبلغت قيمته المالية 800 مليون دولار، أما حجم الاستثمار فقد قدر بـ 1.5 مليار دولار، وفق ما ذكرته شركة سوناطراك.
وأجمع وزراء الحكومة الجزائرية المشاركون في تدشين الحقل الغازي "حاسي بارودة" بأنه "يدعم قدرات البلاد من الطاقات التقليدية، ويدعم أيضا شراكة الجزائر مع شركائها التقليديين في مجال الطاقة، مع ضمان استغلال أمثل لسكان الجنوب الجزائري لإمكانيات البلاد من الطاقة".
في حين أضاف وزير الطاقة الجزائري، مصطفى قيتوني على هامش مراسم التدشين أن "الجزائر تعتبر البلد الوحيد في العالم الذي يوفر لمواطنه 99 % من الطاقة الكهربائية و64 % من الغاز و11 مصنعا لتحلية مياه البحر".
وتقدر احتياطات الجزائر المؤكدة من الغاز الطبيعي بـ4.7 ترليون متر مكعب، وارتفعت صادراتها من الغاز الطبيعي في 2017 إلى نحو 57 مليار متر مكعب بعد تشغيل خط أنابيب الغاز "رورد النوس" بمنطقة حاسي الرمل جنوب الجزائر شهر مايو من العام الماضي، من بينها نحو 17 مليار م3 مكافئ غاز، و39 مليار م3 بالنسبة للغاز الطبيعي.
في حين، وفرت الجزائر العام الماضي ما نسبته 55 % من احتياجات السوق الإسبانية من الغاز الطبيعي، و16 % من حجم الطلب الايطالي، 15 % من حجم الطلب البرتغالي، في وقت يتجاوز الطلب المحلي على الغاز 40 مليار متر مكعب، ويتوقع الخبراء ارتفاعه إلى 100 مليار متر مكعب في آفاق 2025.
مستقبل واعد للطاقات المتجددة
في غضون ذلك، أكدت الجزائر أن استهلاكها من الطاقة سيشهد تغييرات كبيرة في غضون السنوات العشر المقبلة، وأنه سيكون للطاقات المتجددة.
- مفاوضات بين سوناطراك وتوتال على أكبر مشروع بتروكيماوي في الجزائر
- الجزائر تتفق مع سيسبا الإسبانية على زيادة إنتاج حقل رورد الخروف
وصرح مسؤول بوزارة الطاقة والمناجم الجزائرية لوسائل الإعلام المحلية بأن "27 % من استهلاك الجزائر من الطاقة سيكون للطاقات المتجددة في حدود 2030".
وأضاف أن وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية وضعت مخططاً لذلك، سيمسح "بإنتاج 22 ألف ميغاواط من الطاقات النظيفة آفاق 2030 انطلاقا من 23 محطة ضوئية"، والذي بدأ منذ العام الماضي، حيث تم انتاج "500 ميغاواط مع نهاية 2017 من بين الكمية التي تنوي الوزارة انتاجها على مراحل".
كما ستعمل الجزائر في غضون 2030 على "تزويد 1 مليون سيارة بمصادر طاقوية نظيفة، وهي الغاز الطبيعي المضغوط وسيرغاز بهدف تعويض الوقود الملوث"، على أن تكون عملية التحويل والتزويد عبر مراحل وسنويا.
ومن المرتقب أن تصل عدد السيارات التي سيتم تزويدها بمصادر الطاقة النظيفة الجديدة خلال هذا العام إلى نحو 50 ألف سيارة، وضعف العدد في 2019.