مصرع 9 جزائريين في انقلاب "قارب موت".. واستنفار ضد الهجرة غير الشرعية
انقلاب قارب يقل 16 مهاجرا غرب الجزائر ووزاة الدفاع تكشف عن إنقاذها 485 شخصا خلال 4 أيام كانوا ينوون الهجرة إلى أوروبا بطريقة غير شرعية.
وُضعت مختلف الأجهزة الأمنية وخفر السواحل بالجزائر في حالة "استنفار" عقب تزايد ظاهرة الهجرة السرية نحو أوروبا، نتج عن آخرها هلاك 9 جزائريين في عرض البحر المتوسط.
وشهدت سواحل محافظة مستغانم، غربي البلاد، في الأيام الأخيرة، انقلاب قارب مطاطي يقل 16 مهاجراً جزائرياً غير شرعي كانوا ينوون الهجرة نحو إسبانيا، بينهم عائلة كاملة مكونة من زوجين و3 أطفال لا تتعدى أعمارهم 6 سنوات لقوا حتفهم جميعهم غرقاً في البحر".
وأعلنت قوات الإنقاذ والبحث التابعة لخفر سواحل محافظة مستغانم العثور على 9 جثث بينهم أفراد العائلة الـ5 وسيدتين وشابين آخرين، فيما تم إنقاذ 5 آخرين.
ولا تزال عمليات البحث متواصلة عن الأشخاص الـ7 الآخرين الذين انقلب بهم القارب بمنطقة "أولاد بوغانم" التابعة لمحافظة مستغانم.
في سياق متصل، تمكنت القوات البحرية الجزائرية، من إنقاذ 485 شخصاً خلال محاولة هجرة غير شرعية نحو أوروبا.
وكشف بيان عن وزارة الدفاع الجزائرية، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بأن وحدات حرس السواحل التابعة للقوات الجوية تمكنت خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 19 سبتمبر/أيلول الجاري، من إنقاذ 485 شخصاً حاولوا الإبحار بطريقة غير شرعية عبر 42 عملية تدخل متفرقة لحرس السواحل في المياه الإقليمية الجزائرية.
وأوضح بأنه تم التكفل بهم من طرف المصالح المختصة، فيما تم انتشال 10 جثث لمهاجرين غير شرعيين يعتقد أنهم بمحافظة مستغانم.
ويظهر من بيان "الدفاع الجزائرية" أن عمليات الهجرة السرية شملت مختلف المناطق الساحلية للبلاد، إذ كشفت عن إنقاذها 22 مهاجراً سرياً في الواجهة البحرية الغربية بـ22 عملية تدخل.
وإنقاذها 227 مهاجراً آخرا في الواجهة الشرقية بعد 19 عملية تدخل خلال 4 أيام، و3 مهاجرين بالواجهة البحرية الوسطى.
وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية بأن هذه التدخلات "تعكس الجهود التي تبذلها قواتنا البحرية في إطار تنفيذ مختلف مهامها في عرض البحر لا سيما الإنسانية منها، والحفاظ على سلامة المواطنين".
وعادت ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الأشهر الأخيرة بشكل لافت والتي تسمى في الجزائر بـ"الحرقة"، فيما قررت السلطات الجزائرية التحرك لوقف الظاهرة والتحقيق مع الجهات التي تقف وراء عودة الظاهرة، خصوصاً بعد توقيفها شبكات تتاجر في البشر حصلت على مبالغ كبيرة من جزائريين قرروا المجازفة بحياتهم عبر البحر للوصول إلى الضفة الشمالية من المتوسط.
2000 مهاجر نحو إسبانيا
من جانبها، كشفت السلطات الإسبانية عن أرقام "مهولة" في عدد الجزائريين الذين وصلوا إلى أراضيها منذ بداية العام الحالي عبر قوارب الهجرة السرية المعروفة في الجزائر بـ"قوارب الموت".
وقدمت وزارة الداخلية بالأرقام ظاهرة الهجرة السرية الوافدة إلى بلادها من عدة دول، حيث وصل عدد الجزائريين الذين دخلوا الأراضي الإسبانية بالهجرة غير الشعرية أكثر من 2000 شخص منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وأشارت إلى تزايد هجرة الجزائريين السرية نحو إسبانيا في 2020 مقارنة بتراجعها الكبير في 2019 بنسبة 50 % بالتزامن مع الحراك الشعبي الذي طالب بالتغيير الجذري في الجزائر.
وقالت السلطات الإسبانية إن أكثر من 2000 جزائري دخلوا التراب الإسباني منذ بداية العام الجاري 2020 خارج الأطر القانونية، في إشارة إلى تزايد الهجرة الجزائرية إلى هذا البلد.
كما تُبرز أرقام "الداخلية الإسبانية" بأن جائحة كورونا لم تشكل عائقاً أو خطراً على المهاجرين السريين ولم تردعهم عن المجازفة بقوارب الموت في الوقت الذي فقدت فيه إسبانيا السيطرة على "كوفيد – 19".
وأوضحت الوزارة الإسبانية بأن "عدد الوافدين غير النظاميين من الجزائر كانوا الأكبر عدداً ضمن عدد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول أخرى بينها المغرب وتونس ودول جنوب الصحراء".