خريف أفريقي.. الجزائر تخشى هجمة ليبية "مرتدة"
الرئيس الجزائري ينفي لصحيفة فرنسية وجود أي طموح جيوسياسي أو اقتصادي لبلاده في المنطقة وهدفها "إنقاذ الدول الشقيقة".
كشف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، عن مخاوف بلاده من ارتدادات الأوضاع الأمنية والسياسية المتردية في ليبيا ومالي على بلاده وبقية المنطقة.
وفي مقابلة مع صحيفة لوبينيون الفرنسية، أعرب تبون عن خشيته من أن يؤدي ما حدث مؤخراً في مالي إلى "خريف أفريقي" عقب خروج آلاف المتظاهرين للمطالبة برحيل نظام إبراهيم أبو بكر كيتا تبعها انقلاب عسكري على حكمه.
وحدد الرئيس الجزائري الأزمة التي تعيشها دولة مالي في السياسة والاقتصاد والوضع الاجتماعي، بالإضافة إلى "بروز مشكل آخر وهو التفرع بين الشمال الفقير الذي بحاجة إلى تنمية والجنوب حتى لا أقول إنها مشكلة انفصالية".
ونوه إلى أن الجارة الجنوبية للجزائر تعيش "هشاشة اقتصادية واجتماعية كبيرة" ووصفها بـ"الأرض الخصبة لجميع التهديدات مثل البلدان الأفريقية الأخرى بشكل عام".
وعاد الرئيس الجزائري ليشدد على دور بلاده في أي حل سلمي للأزمة المالية، مؤكداً أن "90% من الحل سيكون جزائرياً"، مضيفاً أنها "حقيقة جغرافية وتاريخية لا يمكن نكرانها".
ودافع عن اتفاق الجزائر الموقع بين المتمردين والحكومة المركزية في مالي، معتبراً أنه الحل الوحيد لما يعيشه هذا البلد.
وأشار إلى أن جميع الأطراف وافقت على كافة الشروط والحلول لإنهاء الحرب واستئناف التكامل الحقيقي بين الشمال والجنوب.
وتؤكد تصريحات تبون انفراد "العين الإخبارية" في تقارير سابقة نقلاً عن مصادر وخبراء أمنيين أن النظام التركي حضر لسيناريو ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي" وإعادته بدول الساحل والصحراء وغرب أفريقيا.
حينها أكدت المصادر اعتماد رجب طيب أردوغان على قيادات إخوانية بالمنطقة لقيادة ثورات مصطنعة تطيح بالأنظمة الحاكمة بالمنطقة الأفريقية تمهيداً لتوليها الحكم بها في إطار مخططه التوسعي الشيطاني، مركزا في ذلك على الدول الفرنكوفونية، في خضم صراعه مع فرنسا.
حل الأزمة الليبية
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، لم يخف الرئيس الجزائري مخاوف بلاده من تداعياتها الإقليمية، مؤكداً أن "الوضع الحالي في ليبيا بات مقلقاً جداً خصوصاً لدول الجوار".
وقدم تبون توصيفاً للأزمة الليبية، وقال إنها "تشبه الجسم المنهار الذي يحاول الأطباء إنقاذه بالأسبرين لكن دون جدوى".
وعرض رؤية الجزائر لما اعتبره "الحل الوحيد" لأزمة جارتها الشرقية، موضحاً أن "تنظيم الانتخابات وإعادة بناء ليبيا عن طريق الشرعية الشعبية وتنظيم الانتخابات مهما كانت الصعوبات".
وتوقع في مقابل ذلك أن يستغرق توحيد المؤسسات الليبية عدة أعوام حصرها بين 3 إلى 4 أعوام "لكنها لا تقارن بعمر الأزمة الماضي الذي وصل إلى 9 سنوات منذ بدء الصراع".
في مقابل ذلك، نفى الرئيس الجزائري "وجود أي طموح جيوسياسي أو اقتصادي" لبلاده في المنطقة، مؤكداً أن هدفها "إنقاذ الدول الشقيقة".
"كوميديا" العهدة الخامسة
وللمرة الأولى، وصف الرئيس الجزائري ترشح سلفه المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة في مارس/أذار 2019 بـ"الكوميديا والتهريج" وبأن "الحراك المبارك وضع حداً لها".
واعتبر أن خروج الجزائريين في مظاهرات مليونية منذ 22 فبراير/شباط 2019 جاء بعد أن ذاقوا ذرعاً من ممارسات النظام السابق، وعبد العزيز بوتفليقة لم يكن قادرا على الاستمرار في الحكم.
غير أن نوه إلى المرحلة التي تعيشها الجزائر اليوم "هي الأصعب لكنها في الطريق الصحيح" مرجعاً ذلك إلى أنها "لاستعادة ثقة الشعب من خلال إحداث تغيير جذري في الحكم على كافة المستويات الوطنية والجهوية والمحلية".
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg
جزيرة ام اند امز