الجزائر تحمل تركيا وقطر ضمنيا مسؤولية تخريب ليبيا
وزير خارجية الجزائر حذر من "صوملة ليبيا"، معتبرا أن الوضع الحالي في جارتها الشرقية تحول لـ"حرب بالوكالة"
اتهم وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، السبت، تركيا وقطر "ضمنياً" بتعطيل الحل السياسي في ليبيا من خلال إغراقها بالأسلحة والمرتزقة.
وأكد بوقادوم، خلال مؤتمر صحفي بمقر صحيفة الشعب الحكومية، أن أي تهديد عسكري لليبيا يعد "استهدافاً للجزائر"، موضحاً أنه لو كان تم احترام وقف توريد السلاح ووقف نقل المرتزقة لتم حل الأزمة.
وجدد تحذير الجزائر من "صوملة ليبيا" (تحويلها إلى النموذج الصومالي)، معتبراً أن الوضع الحالي في جارتها الشرقية تحول إلى "حرب بالوكالة".
وقال وزير الخارجية الجزائري: إن هذه الحرب بالوكالة "ستحول ليبيا إلى صومال جديد، وهي اليوم تعيش السيناريو السوري".
وأضاف: "مصلحة الجزائر من مصلحة ليبيا وليس لدينا أي أطماع سياسية أو عسكرية أو اقتصادية في هذا البلد".
وفي إشارة مبطنة إلى تركيا ومحاولتها السيطرة على منابع النفط الليبية، قال بوقادوم: "نتمسك بوحدة ليبيا وليس لنا أطماع لا في الغاز ولا في النفط".
وتدعم تركيا مليشيات طرابلس وتنظيم الإخوان الإرهابي، وسط اتهامات دولية وإقليمية بأن مقصدها الرئيسي السيطرة على مناطق حقول النفط الليبي.
وشدد الوزير الجزائري على موقف بلاده "الرافض لكل أشكال التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا"، لافتاً إلى جهود الدبلوماسية الجزائرية في "صمت" لإيجاد حل سلمي للأزمة.
وقال: "الدبلوماسية الجزائرية تواصل العمل في الكواليس وفي صمت من أجل الوصول إلى حل سياسي يجمع كل الفرقاء الليبيين في أقرب وقت".
الوزير صبري بوقادوم طالب الأطراف الليبية بقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار.
وتحدث بوقادوم عن "صراع مصالح في مجلس الأمن هو من تسبب في عرقلة تعيين وزير الشؤون الخارجية الجزائرية الأسبق رمطان لعمامرة في منصب مبعوث أممي إلى ليبيا".
وتابع: "تعيين لعمامرة كمبعوث أممي بليبيا عارضته ضغوطات وصراع مصالح بمجلس الأمن الدولي بعد عرض هذا القرار على 15 عضوا به".
كما كشف وزير الخارجية الجزائري عن وجود اتصالات "يومية ودائمة" مع مصر لبحث فرص الحل السلمي للأزمة الليبية.
وقال: "هناك اتصالات يومية بين الجزائر والقاهرة، وأتواصل بشكل دائم مع وزير الخارجية المصري سامح شكري لبحث تطورات الوضع في ليبيا، إضافة إلى اتصالات أخرى مع تونس وتشاد ومختلف دول الجوار ".
التخريب القطري
وفي المقابل، نفى التقارير الإعلامية التي أوردتها وسائل إعلام قطرية وإخوانية عما اسمته "عداء" قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر للجزائر.
في سياق متصل، انتقد وزير الخارجية الجزائري "ضمنياً وللمرة الأولى" الخراب الذي عملت عليه الدبلوماسية القطرية في الجامعة العربية في إطار حديثه على إصلاحها.
واعتبر صبري بوقادوم أن "قرار قصف ليبيا في 2011 لم يكون من مجلس الأمن بل بضوء أخضر من الجامعة العربية".
وتطرق أيضا إلى قرار جامعة الدول العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 بتعليق عضوية سوريا، واصفاً ذلك بـ"الطرد"، وهي القرارات التي جاءت عقب حملة دبلوماسية مشبوهة للنظام القطري في إطار ما يسميه المراقبون بـ"أجندة الإرهاب والخراب" التي قادها نظام الحمدين في تلك الفترة.
وأوضح أن "ظروف إصلاح الجامعة العربية غير متوفرة"، مرجعاً ذلك إلى الوضع في كثير من الدول الأعضاء والقرارات السابقة التي زادت من حالة الانقسام العربي.
استرجاع الأرشيف
وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم لفت كذلك إلى الخطوة المقبلة في العلاقات مع فرنسا فيما يتعلق بملفات الذاكرة عقب استرجاع رفات 24 من شهداء المقاومات الشعبية قبل 170 عاماً.
بوقادوم أوضح أن "الخطوة المقبلة استرجاع الأرشيف المنهوب من قبل الاستعمار الفرنسي" عقب خروجه من الجزائر في 5 يوليو/تموز 1962.
وشدد على أن "الجزائر لن تنسى ملف الذاكرة وتسوية ملف الانفجارات النووية بمنطقة رقان".
وأوضح أن العلاقات مع فرنسا "تتميز بطابع خاص ومعقد، ولها وزير تاريخي، كما أن الجزائر تملك جالية كبيرة هناك".
واعتبر أن العلاقات بين البلدين "مبنية على الاحترام المتبادل، وإيمانويل ماكرون يملك النية من أجل المضي قدماً لتسوية كل هذه الملفات"، كاشفاً في السياق عن أن جائحة كورونا عرقلت حل ملفات الذاكرة بين الجزائر وباريس.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg
جزيرة ام اند امز