أسبوع كشف مؤامرات تنظيم "الحمدين" بالجزائر.. وحفل فني يطيح بـ3 مسؤولين
فضائح متتالية لمؤامرات نظام "الحمدين" وتحذير الجيش المشفر ومأساة حفل فني تطيح بوزيرة ومدير الأمن.. كانت أبرز أحداث أسبوع الجزائر
بعد ستة أشهر من عمر الأزمة السياسية بالجزائر اتضحت خلال الأسبوع المنتهي كثير من خيوط المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد هذا البلد العربي لتحويل الأزمة إلى فوضى وخراب يخدم أجندات أنظمة لا تختلف عن التنظيمات الإرهابية.
- الجزائر في أسبوع.. دعوات لحل الحزب الحاكم وحملة لفضح مؤامرات"الحمدين"
- أسبوع الجزائر.. تغييرات بالجيش وتعهدات باسترجاع الأموال المنهوبة
وعلى مدار أسبوع كامل، تبين أن تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر الذي لم يسلم الشعراء من بطشه منهمك بـ"الحريات" المزعومة في الجزائر، وتوالت فضائحه التي أخذت أبعاداً خطرة بحسب المراقبين، في محاولة لاستثمار الوضع السياسي بالجزائر لإعادة كتابة تعويذات الخراب والدمار التي حفرها نظام الدوحة في أكثر من بلد عربي.
وبالتوازي مع التكالب القطري على الجزائر تعهد الجيش بالعمل على إفشال المخططات الخبيثة التي تحاك ضد البلاد من أطراف خارجية، وهدد بكشف ارتباطات عملائهم في الداخل.
وخلال الأسبوع المنصرم، أطاح حفل فني للنجم الموسيقي"سولكينغ" بثلاثة مسؤولين كبار، بعد وفاة 5 شباب وإصابة أكثر من 80 شخصاً خلال تدافع في الحفل الغنائي وسط العاصمة، في سابقة هي الأولى من نوعها بالجزائر.
أقنعة المكر القطري تسقط تباعا
طغت مؤامرة نظام "الحمدين" القطري على أحداث وأحاديث الجزائريين طوال الأسبوع الماضي، وسط تصاعد حدة الاستهجان الشعبي والتحذيرات الجدية من نظام يجيد الغدر ويحترف إرهاب الدول والشعوب، كما علق الجزائريون الذين يقولون أيضا إنهم يحفظون جيداً دروس "العشرية السوداء" وما تلاها من دور للدوحة أيضا في تدمير ثلاث دول عربية.
- سموم "الحمدين" بالجزائر.. منظمة قطرية تدعو لتدخل أممي
- فضيحة قطرية في الجزائر.. تأشيرات عاجلة لمهاجمة الجيش على الجزيرة
أسبوع أكد "خيانة" نظام "الحمدين" لـ"الشيطان الرجيم"، ولم يعد يستهويه التحالف معه كما يفعل عادة مع من يفترض بأنهم "أشقاؤه العرب"، ليمارس عادته وطقوسه المفضلة في تخريب الأوطان، ويحط بمكره هذه المرة في الجزائر وفق مخطط مدروس، رصد له المال القذر وشراء الذمم، وأبواقه الإعلامية وأجهزته الدبلوماسية والمخابراتية.
تغير لهجة قناة الجزيرة وبقية الإعلام الإخونجي الممول قطرياً في الأسابيع الأخيرة تجاه الجزائر وجيشها تحديداً في الأسابيع الأخيرة لم يعد غامضاً كما كان، إذ أظهرت وثائق مسربة من السفارتين القطرية بالجزائر ولندن خلال الأسبوع المنصرم حقيقة وخفايا الأجندة القطرية المسمومة في البلاد.
برقية مسربة وموجهة من السفارة القطرية بالجزائر إلى وزارة الخارجية في الدوحة بعنوان "منح تأشيرة مستعجلة لشخصيات سياسية"، حصلت عليها "العين الإخبارية"، فضحت نظام "الحمدين"، وأكدت أن اختيار ضيوف قناة الجزيرة المنتقين لمهاجمة الجيش الجزائري "جاء بأمر النظام القطري".
كما حصلت "العين الإخبارية" الأسبوع الماضي على وثيقة مسربة من السفارة القطرية في لندن "هنأت وشكرت فيها قناة المغاربية الإخوانية الممولة قطرياً على نجاح دورها" في إثارة الفتنة والتحريض وفبركة الأخبار والفيديوهات خلال مظاهرات الجزائر، التي لم يتوان سفير الدوحة بلندن في وصفها بـ"التغطية الاحترافية والمهمة النبيلة".
كما منح نظام "الحمدين" مكافأة "سخية" للقناة المشبوهة قدرت بـ400 ألف يورو عبر رئيس مكتب وزير الخارجية القطري على "مهمة التحريض والتضليل"، وفق ما كشفته مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية".
وحرك تنظيم الحمدين "منظمات حقوق الإرهاب" التي يرعاها ويمولها لتدويل الأزمة السياسية الجزائرية، بعد أن فشلت أبواقه الإعلامية في حبك سيناريو مفبرك لمشاهد الرصاص والموت وتصادم المتظاهرين مع الشرطة، كما فعلت في ليبيا وسوريا.
إذ راسلت "منظمة الكرامة الإرهابية" المدعومة والممولة قطرياً الأمم المتحدة، تدعوها إلى "التدخل العاجل لحماية حق الجزائريين في التظاهر ضد الجيش" للمرة الثالثة منذ بدء الأزمة السياسية في الجزائر، بحسب ما ورد في موقعها الرسمي.
باع طويل من المؤامرات
وفي نظر عدد من المتابعين والخبراء الأمنيين، فإن مؤامرة قطر على الجزائر الأخيرة لم تكن مفاجأة، بل كانت متوقعة كما ذكروا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، حتى إن الخبير الأمني والعسكري علي زاوي أكد أن سموم الدوحة لم تتوقف نهائياً عن بلاده منذ استيلاء نظام "الحمدين" على الحكم سنة 1995.
- خبير أمني يكشف لـ"العين الإخبارية" حقيقة التآمر القطري على الجزائر
- مذيعة جزائرية تستقيل من "الجزيرة" وتلمح لابتزاز قطري
وبعد أن عملت على صب الزيت على نار "العشرية السوداء" ببوقها الإعلامي "الجزيرة"، واصلت الحكومة القطرية محاولات استهداف أمن واستقرار الجزائر، عبر دعم الإرهاب داخل البلاد وفي المنطقة.
وقدم الخبير المختص في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب لـ"العين الإخبارية" تفاصيل معلومات تكشف للمرة الأولى، أبرزها دور الدوحة الخفي في الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له منشأة "تيغنتورين" الغازية سنة 2013.
وذكر "زاوي" أن "المخابرات القطرية منحت لمنفذ الهجوم الإرهابي مختار بلمختار مبلغ 10 ملايين دولار، بعد أن خطط للعملية مع الملحق العسكري للدوحة في بوركينا فاسو مع ملحقين عسكريين ومسؤولين أمنيين لدول أخرى"، بالإضافة إلى دعمها وتمويلها جماعات إرهابية في شمال مالي لخلق بؤر توتر على محيط الجزائر.
كما أكد عدد من المتابعين لـ"العين الإخبارية" أن ربط جملة من المعطيات الميدانية يسمح بفك طلاسم عقدة نظام "الحمدين" تجاه الجزائر، أبرزها صدمته من الرفض الشعبي للتيارات الإخوانية التي راهن عليها لركوب موجة الحراك، والوصول إلى الحكم، لتكون "حاكماً قطرياً بالجزائر".
بالإضافة إلى مراهنته على حدوث "انقلاب عسكري" في الجزائر أو تدخل الجيش في السياسة كما حدث في التسعينيات ليسهل عليه تنفيذ مخططه المشبوه، وهو ما لم يحدث.
كذلك إصرار الجيش الجزائري على عدم الوقوع في فخ المشاركة في الحوار أو قيادة البلاد سياسياً، وهو ما يفسر لجوء أبواق قطر الإعلامية للهجوم على الجيش الجزائري، والتحريض الصريح عبر ضيوفها المنتقين من المعارضة على "مواجهة الجيش".
عامل آخر أفقد نظام "الحمدين" صوابه، ولم يكن يتوقع حدوثه بحسب ما كشفت عنه مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية" والمتمثل في فتح السلطات الجزائرية ملف التمويل القطري للتيارات الإخوانية، وسط توقعات باستدعاء القضاء العسكري في الأيام القليلة المقبلة قيادات إخوانية للتحقيق معهم أيضا في تهم تتعلق بـ"التآمر على الجيش والدولة".
الجيش يحذر
رد الجيش الجزائري على المؤامرات الداخلية والخارجية كان حازماً، حتى وإن لم يذكر تلك الجهات بأسمائها، إلا أن قائد أركان الجيش هدد بالكشف عنها وعن ارتباطات عملائهم الخارجية.
وبحسب المراقبين، فقد استعمل قايد صالح في تصريحاته الأخيرة كلاماً مشفراً لتلك الجهات، مذكراً إياها بأن "الجزائريين صقلتهم المحن وليسوا بحاجة إلى وصاية" كما قال، في إشارة ضمنية إلى "معرفتهم هوية عدوهم وتحسبهم لغدره"، كما ذكر خبراء أمنيون لـ"العين الإخبارية".
كما حذر قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الثلاثاء الماضي، أطرافاً داخلية وخارجية من "المساس بأمن ووحدة" بلاده، مؤكدا العمل دون هوادة على إفشال المخططات الخبيثة لهذه الجهات وهؤلاء الأشخاص "المأجورين".
وأكد أن الحل الدستوري يعد الطريق الأمثل للخروج من الأزمة، مضيفاً أن "المرحلة التي تمر بها البلاد تتطلب التحلي بالحكمة والرؤية والتبصر، وترجيح الشرعية الدستورية تجنبا للمراحل الانتقالية الوخيمة العواقب".
"سولكينغ" يطيح بثلاثة مسؤولين كبار
ولم يخل أسبوع الجزائر الماضي من الإقالات والاستقالات المفاجئة، حيث تسببت مأساة حفل الفنان العالمي "سولكينغ" من أصل جزائري (اسمه الحقيقي عبدالرؤوف دراجي)، في الإطاحة بثلاثة مسؤولين كبار يومي الجمعة والسبت الماضيين.
إذ قدمت وزيرة الثقافة مريم مرداسي استقالتها من منصبها، كما أقال الرئيس الجزائري المؤقت عبدالقادر بن صالح المدير العام للأمن الوطني (الشرطة) قارة بوهدبة وعين العميد المتقاعد خليفة أونيسي خلفاً له.
كما أقال رئيس الوزراء الجزائري نور الدين بدوي المدير العام للديوان الجزائري لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن الشيخ، بصفته الجهة المنظمة للحفل.
وفتح القضاء والأمن الجزائريان تحقيقاً في ملابسات وفاة 5 شباب وجرح أكثر من 80 شخصاً خلال تدافع في حفل غنائي للمغني العالمي سولكينج على ملعب 20 أغسطس/آب بوسط العاصمة الجزائرية.
وأجمع الإعلام المحلي الجزائري على وصف ما حدث بـ"الحفل الذي تحول إلى مأساة"، بينما رد "سولكينج" على الاتهامات التي طالته بمواصلة الحفل رغم ما حدث.
وفي تسجيل مصور بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعرب الفنان العالمي عن حزنه وصدمته مما حدث، وأكد عدم علمه وبقية الفنانين المشاركين في الحفل بحادث التدافع، ودعا الجزائريين إلى تنظيم "يوم صمت" عبر مواقع التواصل بعدم نشر أي شيء تضامناً مع عائلات الضحايا.