شوارع فارغة وشواطئ مزدحمة.. الجزائريون يفشلون مخطط الإخوان
الجزائريون يصدمون إخوان الخارج ويرفضون الخروج في مظاهرات الجمعة الماضي وحملات سخرية كبيرة بصور الشوارع الفارغة والشواطئ الممتلئة.
لم يمر، يوم الجمعة الماضي، بما تشتهيه سفينة الخراب الإخواني، بعد رفض الجزائريين عودة المظاهرات بـ"تحريض من قيادات إخوانية مقيمة في الخارج".
وصُدم إخوان الجزائر في الخارج، "جماعة إسطنبول" و"خلاياهم النائمة بالداخل"، من تجاهل الجزائريين الكامل لدعواتهم وتحريضهم على مدار أسابيع لعودة المظاهرات المطالبة بالتغيير يوم 21 أغسطس/آب.
- 6 تعهدات لتبون.. "خارطة طريق" للجزائر نحو التغيير
- الجزائر تحدد موعد افتتاح "الجامع الأعظم".. ما قصته؟
"رد الجزائريين كان "مزلزلاً للإخوان وعملاء قطر وتركيا"، وفق تعليقات رواد مواقع التواصل، بعدما سارعوا إلى نشر صور لشوارع مختلف المدن خصوصاً العاصمة وهي "فارغة وخالية تماماً من المتظاهرين وحتى من المارة والسيارات.
وسرعان ما تحولت تلك المشاهد إلى مادة للسخرية من فشل الإخوان في حشد الشارع لصالحهم، وأظهرت صور مختلفة "حراكاً من نوع آخر" تمثل في ازدحام شواطئ مختلف المدن الساحلية بالمصطافين بالمئات بعد قرار السلطات إعادة فتحها.
وباتت "كلمة حوّل حوّل" الأكثر تداولاً عبر منصات التواصل عند الجزائريين وهم يسخرون من خيبة "العملاء الإخوان" عقب فشل "دعوات الخراب من وراء البحار وتحديداً من إسطنبول التركية".
"وحوّل حوّل" من بين الكلمات الجديدة التي وضعها إخوان الخارج في شعارات المظاهرات بغرض "الاستهزاء بالجيش"، وأضافوها لشعار "دولة مدنية وليست عسكرية"، وهي الكلمة التي يستعملها عناصر الشرطة في التواصل بينهم عبر اللاسلكي.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثفت قيادات إخوانية جزائرية متطرفة في "حركة رشاد" الإخوانية من دعواتهم لعودة الحراك بهدف إسقاط ما أسموها "حكم العسكر"، على حد زعمهم.
دعوات قابلها الجزائريون بكثير من الحذر ثم الخوف، وكانت لهم بمثابة التأكيد على الرواية الرسمية بوجود "مؤامرة تحاك ضد البلاد من أطراف داخلية وخارجية"، فكان ردهم بـ"شوارع فارغة وشواطئ ممتلئة وقيلولة في المنازل".
ولم تكن "الجمعة الـ73" من "الحراك المزعوم" – على حد وصف المغردين – إلا "فخاً وقع فيه الإخوان"، وكان ذلك الرقم دليلاً على خطرهم وفكرهم المتطرف وأجندتهم الإرهابية.
واعتبر مراقبون أن فشل الدعوات الإخوانية لعودة الحراك بمثابة دليل جديد على عدم قدرتها على تهييج الشارع وتجنيده لصالحها، كما كانت عليه سنوات التسعينيات، وإثباتاً على رفض الجزائريين تكرار سيناريو تلك الحقبة الدامية التي تسبب فيها الإخوان.
كما يرون أن وعي الجزائريين لم يقتصر فقط على خطر إخوان الخارج وإدراكهم بعمالتهم لدول أجنبية (تركيا وقطر)، بل شكّل تحويل النظام التركي آيا صوفيا إلى مسجد "فخاً آخر" لإخوان الداخل بحسب تعليقات ومنشورات الجزائريين عبر منصات التواصل.
وجاء ذلك نتيجة "تفاعل إخوان الجزائر وذبابهم الإلكتروني الغريب مع الحدث التركي الداخلي"، حيث اعتبر الجزائريون أن تباكيهم وتهليلهم وتكبيرهم لمسجد في بلد آخر بمثابة "تأكيد على الولاء المطلق للإخوان لتركيا وليس للجزائر".
وبات الجزائريون ينظرون لتصريحات ومواقف الإخوان "بكثير من الريبة والتوجس"، حتى أن الكثير من المتابعين للشأن السياسي الجزائري أكدوا أن "استقواء الإخوان بنظام أردوغان زادهم عزلة داخلية أكثر من أي وقت مضى، وأسقط عنهم أخطر قناع عملوا لسنوات على إخفائه وهو قناع العمالة لتركيا وقطر".
وعي بخطورة الوضع
وقدم المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك قراءة للخيبة التي تعرض لها إخوان الخارج عقب رفض الجزائريين دعواتهم لاستئناف الحراك الشعبي.
وأشار، في حديث مع "العين الإخبارية"، إلى "أن المؤكد هو استحالة حمل الجزائريين السلاح لإحداث أي تغيير سياسي في البلاد".
وأشار إلى أن "آثار سنوات العشرية السوداء قائمة إلى يومنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً".
ونوه أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر بـ"حالة الوعي التي وصل إليها المجتمع الجزائري من خلال تجربة التسعينيات، وكذا حساسيته من أي دعوات تأتي من الخارج، ويعتبرونها تستهدف أمن بلادهم بالدرجة الأولى وتخدم مصالح دول إقليمية ولا يثقون بأية جهة تكون حولها شبهة العمالة للخارج".
أبعاد إقليمية
وأكد على وجود "دول إقليمية تسعى لتحريك عملائها من خلال إضعاف الجزائر بخلق أزمات داخلية ومحيطة بها لإجبارها على التقوقع والانشغال بأزماتها الداخلية واستنزاف قدرات أجهزتها الأمنية بغرض إبعادها عن ملفات إقليمية خصوصاً في مالي وليبيا".
ووفق قراءة المحلل السياسي فإن دعوات إخوان الخارج المدعومة من تركيا وقطر للعودة إلى الحراك الشعبي - وحتى إلى "ثورة مسلحة" - في "هذا التوقيت بالذات تحمل دلالات على ارتباطها بمواقف الجزائر من أزمات إقليمية بهدف الضغط عليها ومساومتها".
غير أنه أشار إلى قدرة الأجهزة الأمنية الجزائرية على "التحكم في الوضع الداخلي"، وإن أعرب عن استغرابه لخروج أصوات تدعو إلى "إسقاط النظام الجزائري رغم حالة التحول الديمقراطي التي تعيشها البلاد وتجاوزها مرحلة الفراغ الدستوري، وتوجهها نحو إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة".
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز