"المقاطعة" سلاح جزائري فتاك.. "حرب البطاطس" شاهدا بعد الموز
هدفان متتاليان سجلتهما المقاطعة الشعبية في مرمى "الغلاء الفاحش" في أسعار بعض المواد الاستهلاكية بالجزائر خلال رمضان.
وبعد أن أدت المقاطعة إلى انهيار أسعار فاكهة الموز بالجزائر إلى أكثر من النصف، شهدت أسعار البطاطس تراجعاً كبيرا في الأيام الأخيرة بأسواق الجملة والتجزئة.
- بعد الموز.. حملة مقاطعة للبطاطس بالجزائر: الأسعار نار
- "خليه يكحال" تؤتي أكلها.. انهيار أسعار الموز إلى النصف بالجزائر
ومنذ الأسبوع الماضي، سجلت الأسعار في الجزائر ارتفاعاً أجمع الإعلام المحلي وصفحات مواقع التواصل على وصفها بـ"الأسعار الجنونية"، بعد أن وصلت في أسواق التجزئة إلى 160 دينارا جزائريا للكيلوجرام الواحد، وهو ما يعادل نحو 1.11 دولار أمريكي، فيما تعدى سعرها في بعض المناطق 180 دينارا.
وبعد أيام قليلة فقط من إطلاق نشطاء جزائريين حملات لمقاطعة البطاطس، سجلت أسعار هذه المادة انخفاضاً كبيرا في مختلف أسواق التجزئة والجملة بالجزائر، وهوت أسعارها إلى نحو 100 دينار جزائري للكيلوجرام الواحد (0.70 دولار أمريكي) في أسواق الجملة، وبين 85 دينارا و95 دينارا بأسواق التجزئة في عدد من مناطق البلاد.
بينما سجلت أسواق العاصمة ومدن وسط البلاد أسعارا قدرت بنحو 120 دينارا للكيلوجرام الواحد، وسط توقعات باستمرار تراجعها.
في حين، لم يخف مواطنون جزائريون مخاوفهم من عودة أسعار البطاطس ومختلف الخضر والفواكه للارتفاع عشية عيد الفطر، مرجعين ذلك إلى ما يسمونه "جشع التجار والمضاربين في المناسبات الدينية".
"حرب البطاطس"
في مقابل ذلك، تداول جزائريون منشورات دعت إلى الاستمرار في مقاطعة البطاطس إلى غاية تراجع أسعارها إلى 50 دينارا للكيلوجرام الواحد.
ووصفت المنشورات حملة المقاطعة بـ"حرب البطاطس"، ودعوا الجزائريين إلى مقاطعة شرائها إذا كانت أسعارها فوق عتبة 50 دينارا.
المنشورات حمّلت مسؤولية ارتفاع أسعار البطاطس لـ"المافيا التجارية"، معتبرين في السياق بأن حملات رفع الأسعار هدفها "إفراغ جيوب المواطنين".
وشدد النشطاء على أن حملات المقاطعة الشعبية الواسعة بإمكانها "إركاع المضاربين ومافيا الأسواق"، واستدلوا على ذلك بحملات مقاطعة ناجحة مع الموز والدجاج.
وذهبت المنشورات أبعد من ذلك، عندما طالبت بـ"تعميم ثقافة المقاطعة" لمواد استهلاكية أخرى، تشهد منذ عدة أسابيع ارتفاعاً كبيرا في أسعارها وندرة في الأسواق، أبرزها الزيت والسميد والحليب.
تراجع الإنتاج
وفي الوقت الذي تستمر فيه حملات المقاطعة، كشف الاتحاد الجزائري للفلاحين عن أسباب ارتفاع أسعار البطاطس.
وأرجع الاتحاد النقابي ذلك إلى الانخفاض الكبير في انتاج البطاطس منذ بداية العام الحالي، والذي تراوحت نسبته بين 40 % و45% في عدد من محافظات البلاد، بينها سكيكدة (شرق) ومستغانم (غرب).
تحرك رسمي
في أثناء ذلك، قررت السلطات الجزائرية التدخل بشكل فوري في محاولة للتحكم في الأسواق والأسعار.
وأعلنت الجزائر، الجمعة، عن شروع فرق مختصة مشتركة بين وزارتي التجارة والفلاحة ومصالح الأمن في حملة وطنية لتنظيم الأسعار في أسواق الجملة عبر تسقيفها.
وكانت أسعار البطاطس أول من تقرر تسقيفها، إذ أجبرت فرق الرقابة تجار التجزئة على تسويق البطاطس بسعر لا يتعدى 80 دينارا، وسط رفض من التجار.
وأدى ذلك إلى قرار مفاجئ من تجار التجزئة في عدد من أسواق الجملة بمحافظات وسط الجزائر لاتخاذ قرار "تجميد بيع البطاطس"، مبررين خطوتهم بـ"الأسعار التي اشتروا بها هذه المادة" والتي قالوا إنها فاقت السعر الرسمي.
في المقابل، لوحت فرق الرقابة بإجراءات عقابية ضد التجار المخالفين بمنعهم من النشاط في حال بيع البطاطس بأكثر من 80 دينارا.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg
جزيرة ام اند امز