"الفراولة النسائية" تُحرج حزبا جزائريا.. "عزوبية رجالية" بالبرلمان
شهدت الانتخابات التشريعية الجزائرية الكثير من الطرائف التي لا تخلو منها الحملات الانتخابية ولكن هذه المرة كانت "بطعم الفراولة".
ومنذ قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حل "المجلس الشعبي الوطني" (الغرفة الثانية للبرلمان) بدأت رحلات الجدل والغموض، وانتهت بمفاجآت مدوية، بعد أن مرت عبر سكة النوادر والطرائف التي لا تخلو منها الحملات الدعائية بمختلف انتخابات الجزائر.
- "فراولة بشرية".. حين تغضب نساء الجزائر من رئيس حزب
- طرائف انتخابات الجزائر.. "بودي جارد" و"رقص" و"بركة الرقم 7"
ومن بين المفاجآت أو التي قد تكون "لعنة نسوية" حلّت على أحد أحزاب الجزائر وفق تعليقات بمواقع التواصل، هو حصول حزب "جبهة الحكم الراشد" على 3 مقاعد نيابية "من الرجال"، "ما يحرم" البرلمان الجديد من أن "يتزين بحسناوات الحزب" بحسب تعليقات أخرى.
ورغم أنها المرة الأولى التي يدخل فيها هذا الحزب إلى قبة البرلمان، إلا أنه كان بادياً منذ الكشف عن القوائم الانتخابية بأن حسابات قيادة الحزب كانت مختلفة في "اصطياد الناخبين".
وأحدث رئيس الحزب عيسى بلهادي جدلاً واسعاً خلال الحملة الانتخابية، عندما شبه النساء المرشحات في حزبه بـ"الفراولة المنتقاة".
وقال في أحد تجمعاته الانتخابية: "جبنالكم لفراز ولكن سسيليكسيوني وليس الفراز الذي يتم تصديره إلى جنوب أفريقيا" ويقصد "أحضرنا لكم الفراولة المختارة والمنتقاة".
فيديو التصريح سرعان ما تداوله الجزائريون عبر مواقع التواصل، وأثار ضجة واسعة، وسط انتقادات خصوصاً من النساء على ما اعتبروه "إهانة للمرأة الجزائرية"، وبـ"تقديم المرأة المرشحة كسلعة لترويج الانتخابات"، وبأنها "إهانة وإساءة للمرأة الجزائرية"، وطالبوا بتدخل جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة.
غير أن المفاجأة التي توقعها البعض وفاجأت آخرين وأفرزتها صناديق الاقتراع، هي أن المقاعد الثلاثة التي حصل عليها في البرلمان الجديد كانت "للرجال".
وعاد بعض الجزائريين لتذكر تصريحات رئيس حزب "جبهة الحكم الراشد" الانتخابية، واعتبرت بعضها بأن النتيجة "لعنة نسوية حلّت على حزبه"، وناشطات علقن بأنها تؤكد "العدالة الإلهية بحرمان الحزب من مقاعد برلمانية أكبر من التي حصل عليها كانت ستكون للنساء"، بينما ذكرت واحدة منها ساخرة: "انتهاء مسابقة ملكة جمال البرلمان بدون جميلة".
وأخرى اعتبرت بأن "سلعة الفراولة التي طرحها الحزب لم تكن منتقاة"، في حين شبه آخرون "طعم الفراولة التي رشحها الحزب بقوائمه الانتخابية كانت بطعم الحنضل".
ويبدو أن عودة رئيس الحزب عيسى بلهادي لتوضيح تصريحاته لم تكن كافية لـ"جلب الشباب العاشق للجمال" (كما علق أحد النشطاء) للتصويت على "الفراولة المنتقاة" التي رشحها في قوائمه الحزبية بـ45 محافظة من أصل 58، وفي 4 مناطق خارجية للجالية الجزائرية بالمهجر.
ونفى "بلهادي" إهانته للمرأة الجزائرية، واتهم رواد مواقع التواصل بما أسماه "تأويل" التصريح، مشيرا إلى أنه قصد من ذلك "الكفاءات النسوية".