طرائف انتخابات الجزائر.. "بودي جارد" و"رقص" و"بركة الرقم 7"
على وقع سخرية وغضب الشارع، تمضي يوميات الحملة الانتخابية بالجزائر للانتخابات النيابية المقررة في 12 يونيو/حزيران المقبل.
يوميات تلفظ في كل مرة أحداثاً أو تصريحات أو مواقف غريبة وطريفة كسرت عزوف الجزائريين عن السياسة، وتفاعلوا معها بمواقف متباينة في التعبير، لكنها اتفقت على "حالة هوان بعض المرشحين أو قيادات الأحزاب" وفق تعليقاتهم عبر منصات التواصل.
- "فراولة بشرية".. حين تغضب نساء الجزائر من رئيس حزب
- الجزائر.. حملات الإخوان الانتخابية في مرمى السخرية
وفي الوقت الذي انقضى فيه أسبوعا الحملة الانتخابية "باهتين" في التجمعات الشعبية التي كانت شبه فارغة في معظمها، إلا أن الحال لم يكن كذلك عبر منصات التواصل وسط تداول كبير للجزائريين صورا وفيديوهات لما يسمونها "طرائف" أو "مهازل الحملات الانتخابية".
وهي الظاهرة التي يقر المراقبون بأنها متكررة و"متجددة" في جميع الانتخابات التي جرت بالجزائر خصوصاً النيابية والمحلية منها.
وسجلت أيام الحملات الانتخابية مواقف طريفة بـ"نسخة جزائرية" تراوحت بين "البودي جارد" (الحارس الشخصي) و"الرقص الجنوني" وتنظيم تجمع انتخابي بـ"الهاتف" و"التبرك بالأرقام"، وسط تصريحات غريبة "أعطت لانتخابات 12 يونيو/حزيران نكهة خاصة" رغم "طعمها المر" على حد ما ورد في تعليقات جزائريين في مواقع التواصل.
وتستعرض "العين الإخبارية" في هذا التقرير، أبرز الطرائف التي صنعت الحدث بانتخابات الجزائر، تداولها الجزائريون على نطاق واسع عبر منصات التواصل، وكان تفاعلهم معها بين السخرية والاستهجان.
"البودي جارد"
ومن أكثر الصور التي تداولها الجزائريون بـ"استغراب وتهكم" تلك السابقة التي لم تحدث حتى في انتخابات الرئاسة.
حيث حرص أحد المرشحين المستقلين عن ولاية "النعامة" الواقعة جنوب غرب البلاد على تنظيم تجمعاته الانتخابية بـ"بودي جارد".
ويظهر الحارس الشخصي للمرشح الشاب في كل مرة واقفاً خلفه، مرتدياً نظارات سوداء ولباس كلاسيكي وهو أقرع الرأس.
ولم تُعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت المرشح للاستعانة بحارس شخصي خصوصاً وأن مدينة "النعامة" معروفة بهدوء أهلها وأمنها المستتب من كل أنواع الجرائم، إلا أن ذلك "البودي جارد" لم يتمكن من حراسة المرشح من التعليقات الساخرة والمستاءة.
وانتقد جزائريون ذلك التصرف واعتبروه "مؤشرا على تكبر الشاب وهو يعرض بضاعته الانتخابية فكيف إذا أصبح نائباً برلمانياً"، وأخرى رأت في ذلك المشهد "استخفافاً بعقول الناس"، بينما سخر آخرون من المرشح وقارنوه مع الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بتعليقات قالوا فيها "إن ترامب في أقوى دولة بالعالم لم يعتمد على حرس خاص في حملته الانتخابية".
تجمع "هاتفي"
ومن أكثر الفيديوهات التي "صدمت" الجزائريين، تلك الخرجة الغريبة التي قام بها موسى تواتي رئيس حزب "الجبهة الجزائرية" عندما نشط تجمعاً شعبياً "عن بعد بالهاتف" دون أن يكون حاضرا فيه.
وظهر في الفيديو أحد قياديي الحزب وهو يضع الهاتف على ميكروفون قاعة التجمع الشعبي بمحافظة تيزوزو، وظهر صوت "تواتي" وهو يشرح برنامجه الانتخابي.
ووسط سخرية كبيرة، كان تفاعل الجزائريين الذين "تنافسوا" في التعليقات المنتقدة بتهكم للخرجة الغريبة لرئيس الحزب، ومنها من قارن التجمعات الانتخابية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في ولايته الأخيرة بدون حضوره، كان فيها "إطار صورته هو الحاضر الوحيد" على حد تعبير نشطاء.
إلا أن موسى تواتي سارع لـ"نفي" تنظيمه تجمعاً انتخابياً بالهاتف، وبرر خرجته بتعرضه لحادث مرور منعه من إلقاء خطبته السياسية.
"أرقام البركة"
ظاهرة "شبه موحدة" أيضا عند كثير من الأحزاب المترشحة لانتخابات البرلمان تمثلت في تبركها بأرقامها الخاصة" التي حددتها لها سلطة الانتخابات من 1 إلى 28 وهو عدد الأحزاب التي تمكنت من تقديم قوائم مرشحين عنها.
ومن بين التصريحات الغريبة التي كان لها نصيب كبير من سخرية الجزائريين، ما جاء على لسان أبو الفضل بعجي الأمين العام لحزب "جبهة التحرير"، إذ قال عن رقم حزبه "7" "حبانا الله برقم مبارك وهو 7 وهي إشارة منه، هو رقم مبارك في ديننا الحنيف جهادنا في الثورة 7 سنوات، ونطوف بالكعبة 7 مرات، ونسعى بين الصفا والمروى 7 مرات".
بينما تراوحت "تبركات" بقية الأحزاب بأرقامها بين من اعتبرته "رقم النجدة" و"رقم مجموعة الـ22 التاريخية" (التي فجرت الثورة التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي) ورقم "الحماية المدنية" (الدفاع المدني).
"الفلكور الانتخابي"
كما تداول جزائريون عبر مواقع التواصل فيديوهات لـ"استقبال" رؤساء الأحزاب ومرشحين بالفرق الفلكورية وسط أهازيج وزغاريد وطلقات بارود وحضور الأحصنة.
وكان الإخواني عبد القادر بن قرينة رئيس ما يعرف بـ"حركة البناء الوطني" من أكثر "المعتمدين" على ما بات يصفه الجزائريون بـ"الزردة الانتخابية" وتعني "المهرجان الشعبي الذي تكون فيه الولائم والرقص".
بالإضافة إلى فيديوهات أخرى لقيام بعض الحاضرين في تجمعات شعبية بـ"أعمال رقص" وبطريقة "جنونية" على وقع أغانٍ محلية خاصة بـ"الأعراس والحفلات"، ما أثار موجات استياء وتهكم على ما اعتبره النشطاء والمغردون "الرداءة التي تطبع المشهد السياسي بالبلاد".
كما انتشر فيديو آخر لأحد المرشحين في انتخابات الجزائر وهو ينشط حملته الانتخابية في "قاعة فارغة تماماً من الحاضرين" ورغم ذلك أكمل خطابه وهو ينظر في كل مرة مع الكراسي الفارغة التي تملؤ القاعة.
الظاهرة "المتجددة"
وأشار خبراء ومحللون سياسيون جزائريون لـ"العين الإخبارية" بأن "طرائف الحملات الانتخابية" ظاهرة "متجذرة في انتخابات البلاد"، لكن أساليبها "تتجدد" مع كل استحقاق انتخابي.
وتباين تفسير الخبراء لهذه الظواهر، إذ يرى البعض منهم بأنها ناتجة عن "المستوى السياسي" لبعض الأحزاب والمرشحين، وبأن ممارساتهم الغريبة أو الطريفة "غير مقصودة وتنم عن جهل بطبيعة الممارسة السياسية"، ويعتبرونها نوعاً من أنواع "الشعبوية السياسية" التي ألف عليها كثير من سياسيي البلاد.
فيما فسرها محللون سياسيون على أنها "تكتيك انتخابي" تنتهجه الأحزاب بهدف "لفت انتباه الناخبين" من منطلق "كل محظور مرغوب"، وبأن ذلك السلوك الانتخابي "طُعم لجذب ثم كسب ورقة الناخب".
إلا أن آخرين أكدوا بأن هذه الظواهر الانتخابية أثبتت بأنها "كانت من أسباب عزوف الجزائريين عن السياسة وكل المواعيد الانتخابية السابقة"، وهي أيضا – بحسبهم – "أحد أبرز الأسباب التي غذت اتساع هوة انعدام الثقة بين الشارع والسلطة" لنحو 3 عقود كاملة.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز