هل تغيب سوريا عن قمة الجزائر؟.. رسالة من تبون إلى الأسد
رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عبر وزير خارجيته، تسملها، الاثنين، الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعرب وزير الخارجية الجزائري عن انتقاد بلاده لاستمرار غياب سوريا عن الجامعة العربية، وعده "مضرا بالعمل العربي المشترك"، فيما أكدت دمشق على "وقوف الجزائر إلى جانبها في وقت الحرب".
- وزير خارجية الجزائر بدمشق.. إشكالية مقعد سوريا الشاغر بالقمة العربية
- القمة العربية في الجزائر.. "بدون ورق" للمرة الأولى
وكشف بيان عن الرئاسة السورية اطلعت "العين الإخبارية" على محتواه عن أبرزه ما بحثه الرئيس بشار الأسد مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي يقوم بزيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية جزائري إلى دمشق منذ 6 أعوام.
وأشار البيان إلى "تعزيز العلاقات الأخوية بين سوريا والجزائر المبنية على المبادئ والقيم المشتركة والمحطات التاريخية التي جمعت بين الشعبين والبلدين الشقيقين، وتحقيق الرغبة والإرادة من قبل الجانبين لتطوير هذه العلاقات، كانت أبرز عناوين لقاء الرئيس الأسد مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة".
وكشف أيضا عن الرسالة الخطية التي تلقاها الرئيس السوري من نظيره الجزائري، وذكر بأنها "تتعلق بالعلاقات الثنائية، واستمرار التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء التحديات التي تواجه المنطقة، إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الجزائر".
وشدد بيان الرئاسة السورية على أن "الشعب السوري لن ينسى موقف الجزائر التي وقفت إلى جانبه في الحرب التي يتعرض لها، وسيذكرها دائماً على أنها بلد شقيق متمسك بمبادئه وعروبته".
وأكد "حرص سوريا على العمل مع الجزائر لفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين وتعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين".
وفيما يتعلق بالجامعة العربية، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد – وفق البيان – بأنها مرآة الوضع العربي، وأن ما يهم سوريا هو صيغة ومحتوى ونتاج العمل العربي المشترك، لأن سوريا حريصة على المضمون أكثر من الشكل، وهي تقدر تقديراً عالياً موقف الجزائر الداعم للحقوق السورية في كافة المجالات".
المقعد الشاغر
في السياق ذاته، أوضح بيان رئاسة الجمهورية السورية، بأن وزير الخارجية الجزائري أكد على أن دمشق "عنصر أساسي على الساحة العربية، وعضو مؤسس في الجامعة العربية، وأن العالم العربي بحاجة إلى سوريا وليس العكس".
مشيرا أيضا إلى أن الجزائر "ستكون مع سوريا وستنسق معها في الوضع العربي والدولي خلال رئاستها للقمة كما كانت دائماً".
وتم خلال اللقاء "تبادل بعض المقترحات والصيغ لتحسين العمل العربي المشترك سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى الجامعة العربية، ولمواجهة القضايا والتحديات التي تواجه العرب".
وأشار وزير الخارجية الجزائري إلى أن بلاده "تتطلع لتطوير التعاون الثنائي مع سورية في كافة المجالات، وتأمل في أن يكون هناك فرصة قريبة لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة السورية الجزائرية".
كما نوه لعمامرة إلى موقف الجزائر الرسمي تجاه سوريا "ينسجم تماماً مع موقف شعب الجزائر الذي يَكُنُّ كلّ الاحترام للشعب السوري ويدعم صموده في وجه الحرب الإرهابية والحصار الجائر الذي يتعرض له".
احتمالات الغياب
ويرى متابعون بأن بيان الرئاسة السورية حمل "تلميحاً لاحتمال غياب سوريا" عن القمة العربية الـ31 المقبلة التي تستضيفها الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وعزا المراقبون ذلك إلى إشارة ببان الرئاسة السورية بأن "تنسق الجزائر مع دمشق في الوضع العربي والدولي خلال رئاستها للقمة كما كانت دائماً".
بالإضافة إلى "الانتقاد المبطن" الذي عبر عنه وزير الخارجية الجزائري خلال لقائه الرئيس السوري عندما قال إن "الجامعة العربية هي التي تحتاج سوريا وليس العكس".
وما كان انتقادا مبطناً ظهر واضحاً في تصريح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد.
واعتبر رمطان لعمامرة بأن "غياب سوريا عن الجامعة العربية يضر بالعمل العربي المشترك"، لكنه لم يتحدث نتائج المشاورات العربية لاحتمال مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة.
وبحسب الأصداء الواردة من العاصمة الجزائرية، فإن ملف عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر بالجامعة العربية "لم يُحسم بعد" من قبل الدول العربية.
وفي خضم ذلك، طُرحت فرضيتان اثنتان حول احتمال ملئ دمشق مقدها الشاغر في القمة العربية المقبلة بالجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
الأولى، وهي أن "تُفضي المشاورات المسبقة بين العواصم العربية إلى مشاركة وفد سوري رسمي بالقمة العربية للمرة الأولى منذ 10 سنوات".
أما الفرضية الثانية التي يراها مراقبون "الأكثر ترجيحاً" في ظل استمرار الخلافات بين عواصم عربية هو "إدراج موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أجندة القمة العربية للمناقشة والتصويت من قبل قادة وزعماء الدول العربية في قمة الجزائر".
كما أن عدم إشارة بيان وزارة الخارجية الجزائرية لأن يكون ملف القمة العربية المقبلة ضمن أجندة مباحثات لعمامرة مع القيادة السورية عكس ما تم الكشف عنه في زياراته السابقة لعدة عواصم عربية، أثار المزيد من الغموض حول احتمالات مشاركة دمشق في قمة الجزائر.
والمؤكد أن الجزائر التي أوفدت وزير خارجيتها إلى نحو 10 دول عربية في الأشهر الأخيرة، تسعى للوصول إلى توافق عربي حول عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية، خصوصا بعد تأكيدها رغبتها في أن تكون القمة العربية المقبلة على أراضيها "للم الشمل العربي".