وزير خارجية الجزائر بدمشق.. إشكالية مقعد سوريا الشاغر بالقمة العربية
بعد نحو أسبوعين من زيارة وزير الخارجية السوري، حط، الأحد، وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بدمشق.
زيارة أيضا هي الأولى لوزير خارجية جزائري إلى سوريا منذ 6 أعوام في أبريل/نيسان 2016، قام وزير الخارجية الجزائري الأسبق عبد القادر مساهل.
كما تأتي الزيارة بعد مشاركة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في احتفالات الجزائر بالذكرى الـ60 لاستقلالها.
- الأولى منذ 7 أعوام.. وزير خارجية الجزائر في العراق
- الأولى منذ 6 أعوام.. وزير خارجية سوريا يزور الجزائر
وأوضح بيان عن وزارة الخارجية الجزائرية بأن رمطان لعمامرة وصل، الأحد، إلى دمشق في زيارة عمل تدوم يومين، وكان في استقباله بمطار دمشق الدولي نظيره السوري فيصل المقداد.
وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية إلى دمشق تأتي "في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى الجزائر مؤخرا للمشاركة في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ60 لاسترجاع الجزائر استقلالها الوطني، والتي حظي خلالها باستقبال من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فضلا عن جلسة العمل التي جمعته مع الوزير لعمامرة".
وختم بالإشارة إلى أنه من المنتظر أن يتم استقبال الوزير لعمامرة من قبل السلطات العليا السورية، كما سيجري مباحثات مع نظيره فيصل المقداد.
ما علاقة القمة العربية؟
وبحسب الأصداء الواردة من العاصمة الجزائرية، فإن ملف عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر بالجامعة العربية "لم يُحسم بعد" من قبل الدول العربية.
وفي خضم ذلك، طُرحت فرضيتان اثنتان حول احتمال ملئ دمشق مقدها الشاغر في القمة العربية المقبلة بالجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
الأولى، وهي أن "تُفضي المشاورات المسبقة بين العواصم العربية إلى مشاركة وفد سوري رسمي بالقمة العربية للمرة الأولى منذ 10 سنوات".
أما الفرضية الثانية التي يراها مراقبون "الأكثر ترجيحاً" في ظل استمرار الخلافات بين عواصم عربية هو "إدراج موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أجندة القمة العربية للمناقشة والتصويت من قبل قادة وزعماء الدول العربية في قمة الجزائر".
كما أن عدم إشارة بيان وزارة الخارجية الجزائرية لأن يكون ملف القمة العربية المقبلة ضمن أجندة مباحثات لعمامرة مع القيادة السورية عكس ما تم الكشف عنه في زياراته السابقة لعدة عواصم عربية، أثار المزيد من الغموض حول احتمالات مشاركة دمشق في قمة الجزائر.
والمؤكد أن الجزائر التي أوفدت وزير خارجيتها إلى نحو 10 دول عربية في الأشهر الأخيرة، تسعى للوصول إلى توافق عربي حول عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية، خصوصا بعد تأكيدها رغبتها في أن تكون القمة العربية المقبلة على أراضيها "للم الشمل العربي".
زيارة العراق
ووصل وزير الخارجية الجزائري إلى دمشق قادماً من بغداد، حيث استقبل، السبت، من قبل الرئيس العراقي برهم صالح، في زيارة هي الأولى لوزير خارجية جزائري منذ 7 أعوام.
وسلم لعمامرة رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى نظيره العراقي برهم صالح، وفق ما أفاد بيان عن وزارة الخارجية الجزائرية.
وأوضح البيان الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه بأن الرئيس تبون أبلغ نظيره العراقي "تطلعه لمواصلة مسيرة تعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وكذا دعمهما المتبادل لأمن واستقرار كليهما".
وأشاد الرئيس العراقي برهم صالح –يضيف البيان– "بعمق العلاقات الثنائية الأخوية وبالتنسيق القائم بين البلدين في ظل تطابق مواقفهما حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية".
وأبدى الرئيس برهم صالح التزام العراق "بالمساهمة النوعية في إنجاح القمة العربية التي ستنعقد بالجزائر بجدول أعمال بناء وجامع من شأنه أن يفتح آفاقا رحبة للعمل العربي المشترك".
وأوضح بيان "الخارجية الجزائرية" بأن اللقاء شكّل "فرصة لإجراء محادثات ثرية حول الأوضاع في الفضاء العربي والسبل الكفيلة بتمكين دول المنطقة من مواجهة التحديات المشتركة الراهنة في مختلف المجالات في ظل التضامن والتوافق والحفاظ على المصالح العليا للأمة، وكذا العمل على تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".