خطر "البعوضة النمر" يطل من جديد ويهدد حياة الجزائريين
يرقات البعوضة النمر تنمو في أماكن تجمع المياه التي يخلفها السكان أنفسهم؛ مثل الأواني المهملة والعجلات القديمة.
لم يعد فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" الوحيد الذي يستهدف حياة الجزائريين، فقد عاد خطر "بعوضة النمر" ليطل من جديد ويهدد حياتهم بالتزامن مع بداية فصل الصيف الذي يعرف انتشاراً لهذا النوع من الحشرات الآسيوية الخطرة.
ودقت وزارة الصحة الجزائرية ناقوس خطر زحف حشرة "بعوضة النمر" وحذرت مما وصفته "موجة انتشار كبيرة" خلال الأيام المقبلة في عدد من الولايات الساحلية الشرقية والوسطى.
وحددت "الصحة الجزائرية" الولايات المعرضة للخطر، وهي الطّارف وعنابة وسكيكدة وجيجل وبومرداس وبجاية الواقعة شرقي البلاد، وكذا الجزائر العاصمة والبليدة وتيزيوزو وتيبازة التي تقع وسط الجزائر.
وأطلقت وزارة الصحة الجزائرية وفق المعلومات التي اطلعت عليها "العين الإخبارية" نظاماً جديداً للإنذار والمراقبة في المحافظات المهددة بانتشار بعوضة النمر الخطرة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن "الصحة الجزائرية" شددت على المستشفيات الحكومية بضرورة توفير جهاز للإنذار والمراقبة.
ويتزامن احتمال انتشار "البعوضة النمر" في المحافظات الشمالية للجزائر مع استمرار تفشي فيروس كورونا في البلاد، خاصة مه تجاوز عدد حالات الإصابة عتبة 7 آلاف، الأحد، بوصول عدد المصابين إلى 7019 و548 حالة وفاة.
وأكدت "الصحة الجزائرية" أن "الأمراض التي تنتقل عن طريق بعوضة النمر لا يمكن علاجها بأي دواء"، خاصة مع انعدام وسائل الوقاية منها، وانخفاض نسبة الحماية منها مقارنة مع الخطر الذي تشكله على صحة الإنسان.
البعوضة النمر تنافس كورونا
وفي الوقت الذي تكاد كثير من المستشفيات الجزائرية تصل إلى درجة "التشبع" بحالات المصابين بفيروس "كوفيد – 19"، تواجه المنظومة الصحية الجزائرية تحدياً آخر يتمثل في خطر لسعة البعوضة النمر، فيما أشارت أبحاث سابقة إلى قدرتها على نقل الفيروسات والجراثيم من إنسان لآخر.
وشهدت المناطق الساحلية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة انتشاراً كبيراً للبعوضة النمر، والتي سببت حالات هلع بين السكان وأدخلت عشرات منهم إلى المستشفيات.
ويقول أطباء من الجزائر إن هذه الحشرة دخلت إلى البلاد في 2005 من فرنسا عبر مدينة وهران الواقعة غربي البلاد، وهي من الحشرات الأسيوية، وما يساعد على انتشارها كثرة الفضلات وترك الحاويات دون تنظيف، وتواجد المياه العكرة في مختلف المناطق.
وذكرت وزارة الصحة الجزائرية في شهر سبتمبر/أيلول 2017 أن يرقات البعوضة النمر تنمو "في المراقد التي يخلفها السكان أنفسهم مثل الأواني والعجلات المهملة التي تحتوي على المياه".
وقررت حينها الاستنجاد بمعهد دولي لمكافحة البعوضة النمر، وهي الهيئة المشتركة للقضاء على البعوض في البحر المتوسط.
وكانت "البعوضة النمر" أو "أدس البوبيكتوس" تسببت في إدخال عدد من المواطنين إلى المستشفيات.
وتتسبب لسعتها في الإصابة بميكروب ينتج عنه انتفاخ مكان اللسع مصحوبا بحمى وحكة شديدة.
نقل الفيروسات
وذكر أخصائيون لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق أن الدراسات الأولية أشارت إلى أن لسعتها ليست خطرة، لكن خطرها يكمن في أنها من أكثر الحشرات التي تنقل الأمراض والفيروسات".
ومن أخطر ما كشفوا عنه أن "هذه الحشرة يمكنها نقل أكثر من 20 فيروسا، منها حمى الضنك التي تؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.
وينصح الأطباء عند اللسع بعدم حك مكان اللسعة والإسراع برشه بالكحول أو الخل، والحرص على نظافة المكان، لأن النظافة هي أكبر عدو لهذه الحشرة.
ونصحوا أيضا "بضرورة استعمال المبيدات في المنازل خاصة في الزوايا، مع التركيز على كل ما هو خشبي " مؤكدين بأن الخشب تعد الأماكن المفضلة للبعوضة النمر لتضع فيها بويضاتها.