"حل سحري".. الجزائر تواجه التهديدات بهذا السلاح
دعا قائد الجيش الجزائري، الأربعاء، وسائل الإعلام المحلية إلى تعميق الدراسات الاستباقية لمواجهة أي طارئ يهدد أمن واستقرار بلادنا.
وشرعت السلطات الجزائرية في البحث عن بدائل "دفاعية وهجومية" جديدة تتماشى مع قرارها بإعادة النظر في الوسائل الأمنية والدفاعية بالتوازي مع التحديات الأمنية والسياسية الداخلية والمحيطة بها.
ونظمت، الأربعاء، وزارة الدفاع الجزائرية ملتقى عن دور الإعلام في مجابهة التحديات الداخلية و"المخططات العدائية" التي تستهدفها، بعد أن كان الحديث عن دور السلطة الرابعة في الجامعات وكليات الإعلام.
- "الجزيرة" تبث الأكاذيب عن صحة تبون.. وبيان للرئاسة الجزائرية
- الجزائر تعيد فتح أقدم قضية فساد لـ"الفتى الذهبي"
وشكلت مشاركة قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة في الملتقى، مفاجأة لدى المتابعين، ما يعكس – بحسبهم – توجه المؤسسة العسكرية الجزائرية نحو ما تراه "سد ثغرة الإعلام المحلي" بعد قرار سابق بإعادة "احتوائها من التمويل الخارجي".
وجاء عنوان الملتقى تحت "دور الإعلام الوطني في رص وتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة المخططات العدائية لاستهداف الجزائر"، رغم أن المشاركون لم يشيروا إلى طبيعة تلك المخططات والجهات التي تقف ورائها.
وشارك في الملتقى كبار الضباط بوزارة الدفاع الجزائرية ومدراء وسائل الإعلام المحلية وأكاديميون.
وقال قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، إن "الدفاع عن البلاد مسؤولية الجميع".
ودعا إلى "التكيف مع المتغيرات المتسارعة على غرار ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة الرّاهنة، في ظل ظاهرة العولمة، التي أضحت أداة هيمنة حقيقية تهدف إلى التحكم في الرأي العام العالمي، وتوجيهه وفق رؤية اقتصادية واجتماعية وثقافية واحدة، تضمحل خلالها خصوصيات الآخرين، وتـتآكـل معها مقومات شخصيتهم الوطنية".
ونوه المسؤول العسكري الثاني في الجزائر بعد رئيس البلاد، إلى أن وسائل الإعلام "تعلب دورا محورياً في تقوية المصلحة العليا للبلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها، وتعزيز الالتفاف حولها لتحصين البلاد من كل المخاطر والتهديدات والآفات".
وانتقد الفريق شنقريحة ما أسماها بـ"المغالطات وتزوير الحقائق"، وطالب وسائل الإعلام المحلية بـ"تقديم رسائل إعلامية هادفة، تدرك حرية التعبير، وأخلاقيات الممارسة الإعلامية وتجعل من المصالح العليا للوطن هدفها الأسمى".
والمتلقى الجزائري يأتي بعد أيام فقط، من رد الرئاسة الجزائرية "الضمني" على خبر كاذب نشرته قناة "الجزيرة" القطرية زعم وفاة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون"، قبل أن يسارع لحذفه بعد صدور بيان رسمي يؤكد بداية تماثله للشفاء من فيروس كورونا.
وسجلت الجزائر تراجعاً في مؤشر حرية الصحافة حول العالم لعام 2020 بـ5 مراكز، واحتلت المرتبة 146 عالمياً وفق تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" الصادر في أبريل/نيسان الماضي.، وهي المنظمة التي لا تعترف الجزائر بتصنيفاتها، وتعتبرها "منحازة لأطراف معادية لها".
وتعرضت الجزائر، خلال العام الحالي، لانتقادات من بعض المنظمات الحقوقية ضد ما تعتبره "استمراراً في التضييق على حرية التعبير والصحافة" رغم هامش الحرية الذي أعقب استقالة بوتفليقة ربيع العام الماضي، والذي اصطلح عل تسميته بـ"تحرير الإعلام".
لكن السلطات الجزائرية تعتبر أن البلاد "تعيش انفتاحاً إعلامياً، وتوسعت دائرته خلال العام الأخير"، وفق تصريحات رئيس البلاد ووزير الاتصال (الإعلام) عمار بلحيمر، وفاخرت بما أسمته "العادة التي أقرها تبون بتنظيم لقاءات دورية مع وسائل الإعلام المحلية".