قناة تركية بتمويل قطري.. ماذا تريد أنقرة والدوحة من شمال أفريقيا؟
المحطة التلفزيونية الإخوانية ليست إلا بوقا قطريا تركيا جديدا ضمن منصات الإرهاب الإعلامي الذي يمارسه نظاما الحمدين وأردوغان ضد الجزائر
لا يزال نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يكثف محاولاته للنيل من دول شمال أفريقيا بإطلاق قناة تلفزيونية جديدة لنفث سموم الفتنة والفوضى لإقامة "أنظمة إخوانية تابعة لها".
المحطة التلفزيونية الإخوانية ليست إلا بوقاً قطرياً تركياً جديداً ضمن منصات الإرهاب الإعلامي الذي يمارسه نظاما "الحمدين" و"أردوغان" ضد الدول العربية، بينها الجزائر.
وحظيت الجزائر بـ"حصة كبيرة" من وسائل الإعلام الموجهة ضدها بـ"ألسنة العملاء الإخوان ومال قذر من قطر وتخطيط من تركيا".
"العين الإخبارية" رصدت تاريخ الإرهاب الإعلامي التركي القطري الإخواني ضد الجزائر؛ حيث تبلورت فكرة إنشاء محطة تلفزيونية إخوانية تخدم المخططات الإجرامية والتوسعية لنظام أردوغان ضد كل المنطقة.
سم قطر بين التفاصيل
وفي 12 أغسطس/آب الماضي، نشرت "العين الإخبارية" معلومات جديدة عن خفايا الفضائية التركية الإخوانية التي ينوي أردوغان إطلاقها ضد "دول شمال أفريقيا" بتمويل قطري كامل، "وقودها عملائهم من الإخوان الهاربين من أوطانهم في قضايا إرهاب وخيانة وتخابر وفساد".
المعلومات السابقة التي أكدت أن الأتراك والقطريين كلفوا عميلهم الجزائري الإخواني المدعو محمد العربي زيتوت بإدارة القناة والتحضير لاجتماع "نسج استراتيجية القناة"، مع عضو الكنيست الإسرائيلي الأسبق عزمي بشارة (مؤسس تلفزيون العربي القطري في لندن)، ومفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني والإرهابي الليبي أسامة الصلابي، والإخواني المصري أيمن نور، مؤسس قناة "الشرق" الإخوانية التي تبث سمومها من إسطنبول.
أما المعلومات الجديدة التي حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر خاصة في الجزائر وبريطانيا وتركيا فقد أشارت إلى وجود "جهات إخوانية بينها قيادات وتنظيمات أخرى تعمل في الخفاء لإطلاق المحطة التلفزيونية، ومن أين بدأت فكرة تأسيسها؟"
وبحسب المعلومات فإن فكرة القناة بدأت "منذ 2019 وذلك بالتوازي مع بداية الاحتلال التركي لليبيا"، عقب لقاء سري بمدينة اسطنبول في يوليو/حزيران الماضي جمع الإخوانيين الجزائري زيتوت بالمصري معتز مطر في قناة الشرق الذي يقول جزائريون إنه (مختص في النباح على بلده مصر تماماً مثل نباح زيتوت على الجزائر)".
بعد ذلك، وتحديداً أسبوعاً قبل عيد الأضحى الماضي، تلقى الإخواني زيتوت "أوامر من ضابط المخابرات القطري محمود منصور للتوجه مباشرة إلى أنطاليا للتحضير لإطلاق المحطة التلفزيونية" باعتبار زيتوت عميلاً لمخابرات الحمدين.
وأكدت المصادر أن الهدف الرئيسي للقناة هو "أن تكون ناطقاً رسمياً باسم ثورات مسلحة في المنطقة، خصوصاً في الجزائر بالطريقة ذاتها التي اعتمدت عليها قناة الجزيرة القطرية في إثارة الفتن خلال ثورات ما يسمى بـ(الربيع العربي) من خلال الترويج لأخبار مضللة وكاذبة ودعم الإخوان في الدول العربية واستهداف الجيش بحملات تشويه ومعلومات ومشاهد مفبركة"، وكذلك الترويج لأوهام أردوغان وأطماعه في ليبيا، حتى "يكون سلطاناً إخوانياً على المنطقة".
تمويل إخواني قطري سري
وبحسب المصادر فقد كلفت قطر عملاءها ومنظماتها المشبوهة لـ"جمع تبرعات أولية للقناة تفادياً لأي تسريبات عن تمويلها الكامل لها"؛ حيث تم جمع 250 ألف يورو للتحضير فقط لمشروع القناة التلفزيونية.
وأوضحت أن المكلفين بالعملية كانوا أعضاء في منظمة الكرامة الإرهابية بينهم القيادي الإخواني الجزائري الهارب مراد دهينة الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية عام 2012 في قضية "تكوين جماعة إرهابية" سنوات التسعينيات.
وتشمل قائمة المكلفين بجمع التبرعات أسامة مدني نجل مؤسس (الجبهة الإرهابية للإنقاذ) الإخوانية المحظورة عباسي مدني وأحد مالكي قناة الأوراس الإخوانية التي تبث من لندن (كان اسمها المغاربية).
وأمام ذلك تم توسيع الدول المستهدفة من البوق التركي القطري الجديد، ولم يعد الأمر يقتصر على ليبيا وتونس والجزائر، لتشمل مصر والسودان.
وجاء ذلك، عقب اللقاء الذي جمع الإخواني الجزائري زيتوت بالإخوانيين المصريين معتز مطر وأيمن نور المدعومين من النظام التركي.
وكشفت مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية" عن رصد عشرات المنصات الإلكترونية في 2019 من العاصمتين الفرنسية باريس والبلجيكية بروكسل مهمتها "إثارة الفتنة بين العرب والأمازيغ في الجزائر".
وأوضحت أن جميع المنصات ممولة من النظام القطري عبر عملائها في حركة "رشاد" الإخوانية ومنظمة "الكرامة" الإرهابية، إذ حاولت استغلال الأزمة السياسية التي ظهرت نتيجة ترشح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وما أعقبها من ارتدادات سياسية بعد استقالته.
وعملت الصفحات عبر موقعي "الفيسبوك وتويتر" على استثمار الحراك الشعبي وعملت على "إدخاله في حالة من الاحتقان بين تيارين عربي وأمازيغي" من خلال استعمل عبارات ومنشورات عنصرية ضد كل طرف، استعملت فيها أساليب "الشتم والتخوين وحتى التهديد بالقتل".
وأشارت إلى أن "كثيراً من المسؤولين عن تلك الصفحات" كانت من الدوحة واسطنبول، بينهم الإخوانية الجزائرية منار مناصري التي عملت بقناة "الشرق" وكانت لها علاقة بتنظيم داعش الإرهابي بسوريا، بصفتها عملية للمخابرات القطرية.