جيش الجزائر يوجه "أشد تحذير" لإرهاب المنطقة: رد حاسم وقاس
وجه الجيش الجزائري، الثلاثاء، رسائل "تحذير شديدة اللهجة" لإرهاب المنطقة و"تحدٍ" غير مسبوق بـ"عدم الرضوخ لأية جهة مهما كانت قوتها".
ومن مقر الناحية العسكرية الرابعة بمحافظة ورقلة الواقعة في الجنوب الشرقي من البلاد، أطلق قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة "أشد تحذيرات" لعدة أطراف خارجية، بشكل غير مسبوق وبالتزامن مع تزايد النشاط الإرهابي بعدد من الدول المجاورة.
- الجيش الجزائري.. صخرة تتحطم عليها مخططات الإرهاب
- بالصور.. "زلزال الكوكايين" يهز الجزائر.. ثاني أضخم كمية في تاريخ البلاد
ووقف الفريق شنقريحة على "مدى الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش المرابطة على حدود البلاد" بحسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.
تحدٍ وتحذير
وذكّر شنقريحة، بمساعي بلاده في "دعم جميع المبادرات الدولية، الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار".
وشدد على أن الجزائر "لا ولن تقبل أي تهديد أو وعيد، من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها" في إشارة إلى الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة والدول التي تقف وراءها بحسب قراءات مراقبين.
وقال رئيس أركان الجيش الجزائري: "إن الجزائر، لا ولن تقبل أي تهديد أو وعيد، من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها".
وتابع قائلا: "ومن هنا فإننا نحذر أشد التحذير، هذه الأطراف وكل من تُسول له نفسه المريضة، والمتعطشة للسلطة، من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر وسلامتها الترابية، وليعلم هؤلاء أن "الرد سيكون قاسياً وحاسماً، وأن الجزائر القوية بجيشها الباسل، وشعبها الثائر المكافح عبر العصور، والراسخة بتاريخها المجيد، هي أشرف من أن ينال منها بعض المعتوهين والمتهورين".
الاستنفار الأقصى
قائد الجيش الجزائري أعطى أيضا "تعليمات صارمة" لقيادة الناحية العسكرية السادسة بورقلة، التي وصفها بـ"الحساسة" وكل النواحي العسكرية الأخرى لـ"مضاعفة الإصرار والعزم على بذل المزيد من الجهود"، مشددا على أن ذلك "بات أمرا ضرورياً أكثر من أي وقت مضى".
وأرجع ذلك في كلمته أمام كبار الضباط إلى "الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعرفها منطقتنا الإقليمية، في سبيل تحقيق أعلى درجات الجاهزية العملياتية للوحدات المنتشرة في إقليم الاختصاص".
ولفت إلى أنه "من هذا المنظور، تتجلى طبيعة التحديات التي يتعين عليكم رفعها، أنتم إطارات ومستخدمو الناحية العسكرية الرابعة، بل وجميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، وهي العمل دون هوادة، وبعزيمة أقوى، وبإصرار أشد، على الإحاطة الفعالة بكل المستجدات، والمتغيرات العسكرية المتسارعة، ذات الطابع الجيواستراتيجي والجيوسياسي".
وواصل الفريق شنقريحة تعليماته لضباط الجيش الجزائري بالقول: "في هذا الصدد تحديدا، أود التأكيد بشدة أن الجيش الوطني الشعبي مطالب أكثر من أي وقت مضى، سواء في إقليم هذه الناحية العسكرية الحساسة، أو في جميع النواحي العسكرية الأخرى بمضاعفة الإصرار والعزم على بذل المزيد من الجهود، خاصة في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعرفها منطقتنا الإقليمية، في سبيل تحقيق أعلى درجات الجاهزية العملياتية للوحدات المنتشرة في إقليم الاختصاص، وأداء المهام الموكلة على أكمل وجه".
وحدد أعلى درجات جاهزية القوات المسلحة في "مواصلة نهج استباق التهديدات القادمة من محيطنا المباشر، أو في إطار التعزيز والتكييف المستمر للتشكيلات العملياتية المكلفة بحماية ومراقبة الحدود، وإحباط عمليات تسريب السلاح وتسلل الإرهابيين، ومحاربة كل أشكال التهريب الذي ينخر الاقتصاد الوطني، فضلا عن مكافحة الجريمة المنظمة والهجرة السرية".
الفريق شنقريحة كشف أيضا عن الأسباب التي تدفع الجيش الجزائري إلى "إعلان حالة الاستنفار القصوى عبر حدود البلاد"، مشيرا إلى أن "ما يحيط الجزائر من مخاطر وتهديدات نتيجة الوضع الأمني الهش والمزمن، الذي تفاقم أكثر فأكثر بسبب التنافس الدولي على النفوذ، والتدخلات العسكرية الخارجية في المنطقة، وهو ما أزم الوضع الأمني الإقليمي المتدهور أصلا، وبالتالي نجمت عنها أوضاع مؤثرة على أمننا، لا سيما من خلال رعاية وتوفير الظروف الملائمة التي يتغذى منها الإرهاب، ومن يسير في ركبه، كالجريمة المنظمة المتعددة الأشكال العابرة للحدود".
وتأتي التحذيرات "العنيفة" وغير المسبوقة لقائد الجيش الجزائري بالتوازي مع التطورات الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل إثر ورود تقارير أمنية غربية أكدت تقدم 3 أخطر تنظيمات إرهابية بأفريقيا على حدود الجزائر مع مالي والنيجر وليبيا، وهي "بوكوحرام" و"داعش" والقاعدة"، وسط أنباء أخرى عن إعادة تنظيم صفوفها وحصولها على كميات كبيرة من الأسلحة.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز