الجيش الجزائري يحذر من مخاطر "عظيمة" تهدد البلاد
حذر الجيش الجزائري، الأربعاء، من مخاطر وتحديات "عظيمة"، داعيا إلى وضع خطط مستقبلية لمواجهتها.
جاء ذلك خلال أكبر اجتماع تقييمي للمؤسسة العسكرية الجزائرية بمقر وزارة الدفاع منذ نحو عامين، ترأسه قائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة، وحضره أيضا الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات البرية والبحرية والجوية.
- ردع وتحذير.. 4 رسائل من الجيش الجزائري للتهديدات الخارجية والداخلية
- أول اجتماع لرئيس الجزائر عقب عودته.. تحذيرات و3 مخرجات
وقال بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن قائد أركان الجيش الجزائري شدد على أن "التحديات التي تعترض البلاد تتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى عظمة الجزائر".
واستطرد قائلاً: "لقد كان قدر بلادنا على مر التاريخ ولا يزال، هو مواجهة التحديات والانتصار عليها، مهما كلفها من تضحيات"، وأضاف أنه "على يقين تام بأن الجيشَ يملك من التّجارِب والخبرات التي اكتسبها في صراعه المرير مع الإرهاب الهمجي، ومختلف الدروس القاسية التي مر بها".
وأعرب في السياق عن "يقينه بأن الجيش قادر على أداء الأمانة، وصون الوديعة، وأن يكون في مستوى الثّقة التي وشّحَهُ بها الشعب الجزائري".
ودرس الاجتماع بحسب بيان "الدفاع الجزائرية" الإطار التقييمي لما تم إنجازه خلال عام 2020، وهو العام لتولي الفريق السعيد شنقريحة قيادة الجيش الجزائري عقب وفاة الراحل الفريق أحمد قايد صالح نهاية 2019.
وكشف الفريق شنقريحة عن الاستراتيجية التي اعتمد عليها خلال الفترة الماضية، من خلال ما أسماها بـ"خريطة طريق واضحة"، مشددا على أنه عمل على "ترسيخ معالمها في أذهان مختلف المسؤولين وقادة الوحدات خلال الزيارات الميدانية التي قام بها إلى قيادات القوات والنواحي العسكرية، وخلال الاجتماعات مع مختلف الأنساق القيادية".
ودعا قائد الجيش الجزائري قادة المؤسسة العسكرية إلى "التقيد بروح الرؤية الشاملة، وهضم أفكارها، والانخراط التام في أهدافها ومراميها".
وحدد في الوقت نفسه هدف تلك الرؤية "في بناء جيش قوي، عصري ومتطور، يكون في مستوى سمعة الجزائر الجديدة".
وكثفت السلطات الجزائرية في الأشهر الأخيرة من إطلاق "التصريحات التحذيرية" على ما تصفه بـ"خطورة الأوضاع المحيطة بالجزائر"، وألمحت جميعها إلى "وجود أطراف أجنبية تسعى لزعزعة استقرار البلاد ووضعها بين كفي كماشة التوترات الأمنية"، دون أن تحدد تلك الأطراف.
وخلال أول اجتماع للمجلس الأعلى للأمن الجزائري خلال العام الجديد، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجيش والحكومة لـ"أخذ الحيطة والحذر" لتمكين البلاد من مواجهة تحديات 2021، خاصة مع التطورات الإقليمية المحيطة بالجزائر.
ووجه تبون لقيادة الجيش والحكومة والجهاز الدبلوماسي والاقتصادي تعليمات بـ"ضرورة إبقاء اليقظة والحذر على جميع المستويات، لتمكين الجزائر من عبور المراحل المهمة المقبلة، ومواجهة التحديات في عام 2021، مع التطورات غير المسبوقة التي عرفتها المنطقة في الآونة الأخيرة، وخاصة ضمن المجال الإقليمي المجاور".
ومنذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وغداة صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة المالية والتنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام"، كثف الجيش الجزائري من الضربات الاستباقية ضد معاقل فلول الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة الإرهابي في منطقتي "جيجل" و"تيبازة".
وكشف خبراء أمنيون لـ"العين الإخبارية" بأن تحرك الجيش الجزائري جاء بناء على عدة معطيات أمنية أجمعوا على وصفها بـ"الخطرة والمفصلية".
وأشار الخبراء إلى أن تحرك الجيش الجزائري بعمليات عسكرية واسعة وضخمة تزامنت مع حدثين أمنيين بارزين شهدتهما منطقة الساحل، وهما مبايعة أمير جديد للتنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة ببلاد المغرب" وهو "أبو عبيدة يوسف العنابي" من أصول جزائرية.
وكذا صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة المالية والتنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام" حيث تم الإفراج عن أكثر من 200 إرهابي خطر غالبيتهم من أصول جزائرية ومحل بحث من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية منذ عدة سنوات لارتكابهم أعمالاً إرهابية في البلاد، وهي الصفقة التي انتقدتها الجزائر وأدت إلى توتر جديد في العلاقات مع باريس.
وأثمرت العمليات النوعية التي قادها الجيش الجزائري في 2020، عن تحييد من تحييد 37 إرهابياً، بينهم 21 تم القضاء عليهم، فيما اعتقل 9 آخرون، مقابل استسلام 7، وتوقيف 108 من داعمي الجماعات الإرهابية.
فيما استهل عام 2021 بالقضاء على 6 إرهابيين ينتمون لمجموعة إرهابية خطرة بمرتفعات محافظة تيبازة، وضبط "ترسانة عسكرية" بمخابئ إرهابيين شرقي البلاد، بناء على معلومات جديدة ودقيقة قدمها الإرهابي "أبو الدحداح".
وكان من بينها "منظومة صواريخ مضادة للطائرات" من نوع "ستريلا M2" وصاروخ من نفس النوع أيضا، و5 بطاريات خاصة بمنظومة صواريخ مضادة للطائرات "ستريلا M2".