قمة السيسي وتبون.. 5 ملفات مصيرية تحت مظلة مصرية جزائرية
قمة رئاسية جزائرية مصرية تعقد في خضم تحولات إقليمية ودولية وتحديات مشتركة بين قوتين إقليميتين.
والإثنين، حط الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بمصر في أول محطة خارجية له هذا العام، عقد خلالها قمة مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي الذي كان في مقدمة مستقبليه بمطار القاهرة الدولي.
وفيما لم يعلن رسميا بعد عن فحوى المحادثات بين الرئيسين، أشار خبيران جزائريان إلى "الأهمية البالغة" لزيارة تبون إلى القاهرة في هذا الظرف بالذات حيث التحولات الإقليمية والدولية تفرض على البلدين المزيد من التنسيق المعمق.
وتوقع الخبيران، في تصريحات متفرقة لـ"العين الإخبارية"، أن تكون من أبرز الملفات المطروحة على أجندة قمة السيسي وتبون؛ القمة العربية المقبلة بالجزائر، وسط مساع جزائرية لدور مصري فعال لإنجاح الموعد العربي.
بالإضافة إلى أزمة جارتهما المشتركة ليبيا، والتي تربطها حدود شاسعة شرقاً وغرباً مع مصر والجزائر، حيث يبحث الزعيمان "مآلات تأجيل الانتخابات في ليبيا"، وضرورة بحث سبل موحدة ومشتركة لإخراج ليبيا من مستنقع الانفلات الأمني وعدم الاستقرار السياسي.
ملف آخر يرجح الخبيران أن يكون على رأس أولويات القمة الرئاسية الأولى بين الرئيسين الجزائري والمصري، وهو المصالحة الفلسطينية، خاصة أن الجزائر تستعد لاستضافة مؤتمر مصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
ويرى الخبيران أن نجاح دور الوساطة الجزائرية لا يمكن أن يكون ناجعاً إلا بالتشاور مع مصر باعتبارها قلب الأمة العربية، وصاحبة الريادة في جهود الوساطة بين الفلسطينيين على مدار عدة عقود.
توافق مشترك
الدكتور إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، يرى أن العلاقات بين البلدين منذ تقلد تبون مهامه "تشهد تطورا إيجابياً وتواصلا مكثفاً بين البلدين سواء على المستوى الرسمي أو فيما يتعلق بالمقاربات الإقليمية السائدة".
وأكد دبش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أهمية زيارة الرئيس الجزائري لمصر في هذا الظرف بالذات، مشيرا إلى أن "ذهاب تبون إلى القاهرة معناه توجهه إلى دولة لها توافق مشترك بين البلدين في الملفات التي تهم العلاقات الثنائية والمقاربات الإقليمية".
وفي السياق، أشار الدكتور حسين قادري، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، إلى أن زيارة تبون إلى مصر "تأتي في ظرف حساس جدا، والكل يعلم أن هناك تكالبا خارجيا على الجزائر لمحاصرتها وتطويقها بمجموعة من المخاطر".
واعتبر قادري، في حديث أيضا لـ"العين الإخبارية"، أن "عدم إجراء الانتخابات في ليبيا يعني استمرار الأزمة، مع ما يحمله من تداعيات على الوضع في تونس، خاصة بعد أن طلبت فرنسا مؤخرا لعودة ما سمتها الشرعية، وكذلك مخاطر جنوب الجزائر وهي منطقة هشة".
ولفت إلى أن "الجزائر أدركت أنه لا يمكنها بمفردها -بأي حال من الأحوال- أن تصمد وتتغلب على هذه المخاطر، وتبقى مصر وثقلها الوزن الكافي والوافي وبإمكانها إنجاح القمة العربية كما أنه بوسع التعاون مع مصر أن يرفع عن الجزائر جزءا من الثقل".
أزمات الإقليم
الأكاديمي دبش لفت أيضا إلى أن "الجزائر تتوافق مع الطرح المصري فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، وعرضت الوساطة في هذا الملف، وأديس أبابا رأت أن الجزائر تميل أكثر إلى مصر وبالتالي لم يتحمسوا (إثيوبيا) لفكرة الوساطة الجزائرية".
وتابع قائلا: "الجزائر لها ثقل في أفريقيا وجامعة الدول العربية، وترى بأن أي مساس بالأمن القومي المصري هو مساس بالأمن العربي والإقليمي الجزائري".
وتطرق الخبير أيضا لملف الأزمة الليبية، مشيرا إلى الحدود المشتركة للبلدين مع ليبيا، واصفاً البلد الأخير بـ"المجال الحيوي للجزائر ومصر".
وأضاف أن الأزمة في ليبيا "انعكست سلباً على الجزائر ومصر، وبالتالي فإن موضوع الاستقرار السياسي في ليبيا يهم الجزائر ومصر أكثر من أي دول إقليمية أخرى في المنطقة".
القمة العربية
موضوع القمة العربية من أولويات أجندة القمة الرئاسية بين الرئيسين الجزائري والمصري وفق ما أكده البروفيسور إسماعيل دبش.
وأوضح أن القمة العربية المقبلة بالجزائر قد تكون مبرمجة بين شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز القادمين، مضيفاً أن الرئيس الجزائري يسعى لـ"خلق تواصل عربي باتجاه القضايا الإقليمية المطروحة في جدول أعمال القمة العربية، خاصة القضية الفلسطينية".
وشدد على أن "ضمان التوافق الجزائري المصري يضمن مشاركة جميع الدول العربية في القمة بتمثيل عال من قيادات الدول العربية، والجزائر تعمل على أن تكون القمة العربية هامة خاصة بعد تأجيلها، وهو ما يتطلب توافقا عربيا مشتركا للتحديات المقبلة بالعالم العربي، خاصة الأمن الإقليمي العربي والمصالح الاقتصادية والقضية الفلسطينية التي تشكل أم القضايا".
الأمن الأفريقي
وعرج دبش على التحديات الأمنية المشتركة للبلدين على الساحة الأفريقية، مؤكدا أن "التوافق الجزائري المصري حول الأزمة في ليبيا ينعكس إيجاباً على التوافق بين البلدين في القضايا الإقليمية بصفة عامة وخاصة قضية الساحل"؛ المنطقة المثقلة بالإرهاب.
وفسر ذلك بأن ما يحدث في منطقة الساحل "هو نتاج للأزمة في ليبيا، والجزائر ستعمل على كسب دعم الدور المصري لمقاربة الجزائر فيما يخص أزمة الساحل خاصة في مالي".
إلا أنه لفت إلى أن هذا الملف "لن يكون بالأهمية الكبيرة في أجندة القمة الرئاسية بين زعيمي البلدين".
المصالحة الفلسطينية
في السياق نفسه، توقع المحلل السياسي الدكتور حسين قادري أن يكون مؤتمر المصالحة الفلسطينية الذي تعتزم الجزائر استضافته من الملفات التي سيناقشها الرئيس الجزائري مع نظيره المصري.
وقال إن "مصر هي المؤهلة للمشاركة الإيجابية في الأزمة الليبية، لأن مصر تكتوي بالنار الشرقية والجزائر بالنار الغربية لليبيا".
كما شدد على أنه "لا توجد دولة تفهم الملف الفلسطيني مثل مصر، وبطبيعة الحال ستكون القاهرة أكبر مساند في حال ضمان حدوث مصالحة جدية وجادة بين الفرقاء الفلسطينيين، وفي قضية النزاعات لا يمكن لأي بلد أن ينفرد بعملية الحل، والكثير يسعى لإفشال المصالحة الفلسطينية".
وشدد على أن "الجزائر بحاجة إلى مساعدة من أكبر دولة تعاملت مع الملف الفلسطيني، كما أنه يمكنها أن تكون لاعبا أساسيا، لكنها لا يمكن أن تكون اللاعب الأوحد في عملية المصالحة الفلسطينية".
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز