وساطة جزائرية بين السعودية وإيران قبيل اجتماع "أوبك"

وزير الطاقة الجزائري يكشف عن إمكانية تحويل اجتماع أوبك إلى لقاء رسمي ويعلن عن وساطة ستقوم بها بلاده بين السعودية وإيران.

أعلن وزير الطاقة الجزائري، نور الدين بوطرفة، ما يشبه وساطة ستقوم بها بلاده بين السعودية وإيران، للوصول إلى اتفاق بشأن تجميد إنتاج النفط خلال اجتماع منظمة أوبك، الذي ستحتضنه الجزائر العاصمة الأربعاء.

وأبرز بوطرفة في تصريح لوكالة بلومبيرج الاقتصادية أن اجتماع الجزائر يعد مناسبة ممتازة للخروج باتفاق بين كبار منتجي النفط في العالم، حول تجميد مستوى الإنتاج الحالي من أجل دفع الأسعار نحو الارتفاع.

وأوضح أنه متفائل بهذا الاجتماع رغم فشل دول منظمة أوبك في الوصول إلى اتفاق شبيه في اجتماعهم بالعاصمة القطرية الدوحة سابقًا.

وبخصوص السعودية، قال بوطرفة، في ندوة صحفية عقدها مساء الإثنين، إن أكبر منتجي للنفط في منظمة "أوبك"، اقترح خفض حجم إنتاج النفط بـ 500 ألف برميل يوميًّا، وهو ما يمثل نحو 5% من إنتاج المملكة.

وقال الوزير الجزائري، إن الفرق بين اجتماع الجزائر واجتماع الدوحة هو حضور إيران في الأول وغيابها في الثاني، وهو ما يجعل من فرص التوصل إلى اتفاق كبيرة جدًّا في اعتقاده.

وأبرز الوزير أن إيران أبدت استعدادًا لقبول تجميد الإنتاج، عكس المرات السابقة التي كانت فيها مترددة، وترى أن هذا القرار يصب في صالح السعودية وليس في صالحها، علمًا أن البلدين هما من أكبر الدول المنتجة للنفط داخل أوبك.

وكشف بوطرفة عن عدم وجود أي مانع من تحويل اجتماع أوبك غير الرسمي بالجزائر إلى دورة رسمية استثنائية تخرج بقرارات ملزمة لكل الأعضاء، خاصة أن الظرف الحالي لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار وفقًا لـ "بوطرفة".

وتراهن الجزائر بحسب وزيرها للطاقة على الوصول إلى اتفاق لتسقيف إنتاج النفط لـ 6 أشهر أو سنة يمكن من رفع الأسعار إلى ما فوق 50 دولارًا، ويجنب دول أوبك استمرار تكبد خسارة ما بين 300 مليون و500 مليون دولار يوميًّا بسبب تخمة المعروض.

وذكر بوطرفة أن الدقائق الأخيرة ستلعب دورها في الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، مستشهدا بما حدث في اجتماع أوبك سنة 2008.

وقد انعكس التفاؤل بنجاح اجتماع الجزائر إيجابًا على سوق النفط، حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمزيج "برنت" بنحو 0.7% لتصل إلى 46.21 دولار للبرميل الواحد، كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف بنسبة 0.6% لتصل إلى 44.75 دولار للبرميل الواحد.