بالفيديو.. البرلمان الجزائري ينتخب رئيسه الجديد بأغلبية مريحة
انتخب البرلمان الجزائري القيادي بجبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) سعيد بوحجة رئيسا جديدا له بأغلبية 356 صوتا من أصل 462
انتخب البرلمان الجزائري، الليلة الماضية، العضو القيادي في جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم)، سعيد بوحجة، رئيسا جديدا للمجلس الشعبي الوطني، خلفا للرئيس السابق المنتهية ولايته، العربي ولد خليفة.
فوز مرشح الأفالان كان كاسحا، بحصوله على 356 صوتا، وهي أصوات أحزاب الموالاة التي تحوز مجتمعة في البرلمان الجديد على أكثر من 300 مقعد من أصل 462، ليصيح بذلك سعيد بوحجة وفقا للدستور الجزائري الرجل الثالث في هرم الدولة الجزائرية.
ورغم اكتساحه نتائج التصويت، إلا أن أحزاب المعارضة قررت مقارعة مرشح الأفالان بمرشحين عنها، حيث بلغ عددهم 4 مرشحين لأول مرة في تاريخ البرلمان الجزائري، بعد ترشيح تحالف حركة مجتمع السلم، إسماعيل ميمون (47 صوتا)، وتحالف النهضة والعدالة والبناء، خضر بن خلاف (17 صوتا)، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، نورة واعلي (10 أصوات).
غير أن جلسة التصويت شهدت مفاجآت، بعد انسحاب نواب جبهة القوى الاشتراكية من البرلمان، ومطالبة بقية نواب المعارضة رئيس الجلسة، سعيد بوحجة، بالنزول من رئاسة الجلسة، مرجعين ذلك إلى "كونه مرشحا كغيره"، وهو ما طرح إشكالا قانونيا في أول يوم من عمر البرلمان الجديد، حيث ينص الدستور الجزائري أن يتولى النائب الأكبر سنا رئاسة الجلسة الافتتاحية وهو ما ينطبق على سعيد بوحجة، لكن الإشكال كان هو أن رئيس الجلسة الأكبر سنا هو مرشح لرئاسة البرلمان في نفس الوقت، وهو ما أثار غضب أحزاب المعارضة، مما خلق حالة احتقان كبيرة داخل قبة زيغود يوسف، لينسحب بعد ذلك بوحجة من رئاسة الجلسة.
أحزاب المعارضة تدخل مشتتة في أول يوم
مسارعة أحزاب المعارضة الدخول بمرشحين فاجأ المراقبين، وإن كان البعض اعتبرها رسالة موجهة للسلطة الجزائرية كما يرى المحلل السياسي عبد العالي رزاقي، في اتصال مع بوابة العين الإخبارية، حيث قال "إنها أول رسالة من المعارضة بأنها ستمارس حقوقها الدستورية في البرلمان الجديد ولن تكون رِجل كرسي كالبرلمان السابق، خاصة في ظل المكاسب التي جاء بها دستور 2016 للمعارضة".
مضيفا "أنه رغم حصول أحزاب الموالاة على الأغلبية المريحة، إلا أن المعارضة أرسلت رسالة مفادها أنها ستزعج الحكومة".
لكن المحلل السياسي لم يخف تفاجأه بتقدم المعارضة بمرشحين اثنين، معتبرا أن الخطوة "شكلية واستعراضية، وبدلا من أن تتقدم المعارضة مجتمعة بمرشح واحد، دخلوا بمرشحين، وهي رسالة تُقرأ في اتجاه آخر، بأن المعارضة مشتتة، والحكومة ستستفيد من تشتتها في المرحلة القادمة"، مضيفا "أنه كان الأولى بهذه الأحزاب التنسيق مع بقية قوى المعارضة، وهذه إشكالية أخرى تتميز بها المعارضة في الجزائر".
من هو رئيس البرلمان الجزائري الجديد؟
وجاء انتخاب سعيد بوحجة النائب عن الدائرة الانتخابية لولاية سكيكدة (شرق الجزائر) لرئاسة البرلمان الجزائري حتى عام 2022، ليصبح الشخصية الثالثة في الدولة الجزائرية، بعد توافق أكبر حزبين في البرلمان وهما جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي اللذان حصلا على 161 مقعدا، بالإضافة إلى أحزاب أخرى صوتت لصالحه.
سعيد بوحجة البالغ من العمر 79 سنة، وكان مجاهدا خلال الثورة التحريرية الجزائرية، وعضوا في مكتب الولاية الثانية التاريخية.
وعقب استقلال الجزائر عام 1962، أصبح بوحجة عضوا في شبيبة جبهة التحرير الوطني بالأمانة الولائية لقسنطينة (شرق الجزائر)، وهي الولاية التي حصل من جامعتها على شهادة في الحقوق، ليتم تعيينه بعدها محافظا للأفلان (الحزب الحاكم) في عدد من الولايات الجزائرية.
كما عمل رئيس البرلمان الجزائري الجديد عضوا دائما للمكتب السياسي للحزب الحاكم لسنوات، وترأس في برلمان 1997 لجنة العلاقات الخارجية لسنة واحدة من 1999 إلى سنة 2000، ليتم تعيينه ناطقا باسم جبهة التحرير الوطني من طرف الأمين العام الأسبق، عبد العزيز بلخادم، قبل أن تتم تنحيته من طرف، عمار سعداني.
بوحجة، شغل أيضا منصب العضو الدائم للمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، كما ترأس خلال الدورة التشريعية 1997-2002 لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان.