للمرة الثانية في 3 أيام.. أردوغان ينكسر ويغازل أوروبا وأمريكا
رغم سياساته العدائية والمشاكل التي تعصف بتركيا جراء أطماعه الاستعمارية يزعم الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده "ليست لها مشاكل مع أحد".
مزاعم وادعاءات أطلقها أردوغان، خلال خطاب له اليوم السبت، شدد فيه على استعداد بلاده للتحاور، والاتفاق، والتعاون مع الجميع "شرط احترام سيادتها وحقوقها"، على الرغم من أنه أوسع القاصي والداني من الدول أقبح الاتهامات وأوسع الشتائم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا.
خطاب أردوغان الذي يسعى من خلاله الظهور بمظهر "الحاكم المتعقل" يكذبه الواقع والوقائع، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يهدد بفرض عقوبات على أنقرة، بسبب استفزازاتها المستمرة في شرق البحر المتوسط وسعيه للتنقيب في المنطقة المتنازع عليها مع اليونان.
وتتنازع أنقرة وأثينا السيادة على مناطق في شرق المتوسط قد تكون غنية بالغاز الطبيعي، فيما تحاول تركيا في الوقت الحالي الاعتداء على سيادة قبرص عن طريق فتح منتجع ساحلي محتل منذ عقود.
واتفق زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على إعداد عقوبات على أتراك بسبب اعتراض اليونان وقبرص على أعمال التنقيب التركية في شرق المتوسط، وسعي اليونان لفرض حظر أسلحة على أنقرة، لكنهم أرجأوا المناقشات بشأن أي إجراءات أشد حتى مارس/آذار المقبل.
وزعم أردوغان، خلال خطابه اليوم السبت، أنه "ليست لدى أنقرة أي مشاكل، أو قضايا عصية على الحل مع أوروبا، أو الولايات المتحدة، أو روسيا، أو الصين، أو أي دول في المنطقة".
وأكد أردوغان، كدليل جديد على حالة الانكسار والرعب التي يعيشها، أن الأتراك "مستعدون للتحاور، والاتفاق، والتعاون مع الجميع، شرط احترام سيادتهم، وحقوقهم، وإمكانياتهم، مشيرا إلى أن أنقرة "ستكسر مثلث الشر الاقتصادي عبر الإصلاحات".
خطاب أردوغان الذي حمل نبرة هادئة وسعى من خلالها للتودد لدول العالم، ليس الأول، فقد سعى الأربعاء الماضي، أيضا لمغازلة الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، زاعمًا أن بلاده ليس لها خصومة مع أحد.
وفيما يشبه"الذئب الذي يظهر بثوب البراءة"، ادعى الرئيس التركي أن بلاده تنتظر خطوة إيجابية من الآخرين، مضيفًا "اليوم نحافظ على نفس الإخلاص والتفاؤل"، متمنين أن نفتح صفحة جديدة.
رغبة أردوغان في التحاور ليست جديدة فهي معتادة منه رئيس كلما عصفت به المشاكل أو وجد نفسه في زاوية ضيقة من العالم، خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والتي يلقي بمسؤوليتها على المؤامرة الخارجية.
ودأب أردوغان في أوقات سابقة على تبرير تراجع أوضاع البلاد اقتصاديا، وتدهور سعر العملة المحلية، الليرة، إلى وجود قوى خارجية لا يسميها عادة، تريد النيل من بلاده، وهو عذر يلجأ إليه عادة يراه البعض أقبح من ذنب فشله في إدارة البلاد.
كذب أردوغان ومحاولاته للتودد لأوروبا، تفضحها سياساته الاستعمارية في ليبيا، ودعمه للمليشيات الإرهابية في الدول الواقعة شمال أفريقيا، إذ خرج في تصريحات سابقة متوعدًا أوروبا واليونان وقبرص حول التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.
مشاكل أردوغان لم تقتصر على الشرق الأوسط أو أوروبا فقط، بل امتدت لمنطقة القوقاز، حيث دعم أذربيجان في حربها مع أرمينيا على إقليم ناغورني قره باغ، وهو ما أشعل المعارك هناك وأثار المخاوف من اشتعال حرب مفتوحة تجر إليها العديد من الدول بينها روسيا.