البيعة والشهيد واليوم الوطني.. تعانق الأيام الخالدة للسعودية والإمارات
المناسبات تؤكد أن علاقات الإمارات والسعودية ليست تاريخية واستراتيجية، وإنما علاقات دم ومصير مشترك كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
الذكرى الخامسة للبيعة في السعودية.. يوم الشهيد.. اليوم الوطني الإماراتي الـ48، مناسبات وطنية عديدة تحييها السعودية والإمارات هذه الأيام وتجمع قلوب الشعبين على قيم الولاء والامتنان للقيادة، والانتماء للوطن والوفاء لتضحيات الشهداء الذين وهبوا أرواحهم فداءً له.
- السعودية والإمارات.. زيارات متبادلة تعزز شراكة "الخندق الواحد"
- ولي العهد السعودي يصل أبوظبي في زيارة رسمية للإمارات
تلك المناسبات الوطنية تؤكد مجددا أن "العلاقات بين الإمارات والسعودية، ليست تاريخية واستراتيجية فحسب، وإنما علاقات دم ومصير مشترك، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتدلل على روح العزيمة والريادة التي يحظى بها شعباهما.
وأبرز الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، أهمية تلك اللفتة، في كلمته خلال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي ــ الإماراتي الذي استضافته العاصمة أبوظبي، الأربعاء، وترأسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان، قائلا: "إنني سعيد أن أكون بينكم، وبلدنا الثاني يستعد للاحتفال بذكرى الاتحاد الغالية علينا جميعا، ونستذكر همم الرجال الذين بدأوا مسيرة التنمية التي نرقى بها اليوم إلى آفاق جديدة"، مؤكدا " أن العلاقات المتينة بين قيادتي البلدين وشعبيهما مبنية على أسس راسخة وتاريخية من التعاون والسياسات المشتركة تجاه شؤون المنطقة والعالم وقضاياهما ".
ذكرى البيعة
ويعد الاجتماع الذي عقد بالتزامن مع الذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، ومبايعته في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م ملكا للسعودية، والتي تحل اليوم السبت، يعد احد ثمار تلك الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وخير معبر عن العلاقات السعودية الإماراتية التي شهدت نقلة نوعية في عهد الملك سلمان .
وتأتي الذكرى الخامسة للبيعة وسط تعاون وتكامل كبيرين وشراكة استراتيجية تتوسع مع الإمارات في كافة الأصعدة التي تنعكس على علاقات البلدين الضاربة في جذور التاريخ متانة وقوة.
ويأتي الاجتماع الثاني للمجلس، الذي تأسس في مايو/أيار 2016، بعد نحو عام من تولي الملك سلمان الحكم، في ظل استمرارية الجهود التي يبذلها البلَدان بهدف تفعيل محاور التعاون المشتركة للتكامل بينهما اقتصادياً وتنموياً ومعرفياً وعسكرياً.
وتربط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية علاقات أخوية راسخة في جميع المجالات أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود .
و توثقت العلاقات بين البلدين بدعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتعمقت وتجذرت بإشراف ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمير محمد بن سلمان، حتى أضحت العلاقات نموذجاً يحتذى به بين الدول.
ويوافق، السبت، مرور 5 أعوام (هجرية) على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، ومبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية.
ويحتفي السعوديون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير، وهم يلامسون ويشهدون الإنجازات التنموية والإصلاحات التاريخية والنجاحات الدولية والوطنية التي تشهدها بلادهم على مختلف الأصعدة.
وتحل الذكرى الخامسة لتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030 التي أطلقت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
يوم الشهيد
وبالتزامن مع ذكرى البيعة في السعودية، يحتفل الإماراتيون ،السبت، بيوم الشهيد، الذي يتم إحياؤه 30 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام للاحتفاء بتضحيات الشهداء أبناء الوطن الذين وهبوا أرواحهم فداءً له.
وتنتظم فعاليات يوم الشهيد بإمارات بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني الـ48 (2 ديسمبر/ كانون الأول)، تذكيراً بتضحيات من خطوا بدمائهم الزكية تاريخا مشرفا لوطنهم، تفخر به الأجيال القادمة، ويزيد من قيم الولاء والانتماء، ويمثل موئلا للعزم والإرادة على مواصلة الطريق لجعل دولة الإمارات في مكان رفيع بين الأمم.
ولم يكن اختيار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ليوم الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني للاحتفال بيوم الشهيد، صدفة، ولكن اختير بعناية قبل اليوم الوطني للإمارات بيومين فقط، ليمثل ترسيخا لقيمة الولاء والفداء عبر اقتران المناسبتين العظيمتين.
ويمثل الاحتفال بيوم الشهيد فرصة سنوية متجددة للنهل من معاني البذل والعطاء التي سطرها شهداء الإمارات الذين وهبوا أرواحهم فداء للوطن لتكون دماؤهم نبراسا تهتدي به الأجيال القادمة.
وفي قائمة المجد والخلود يطل اسم البطل ابن الإمارات البار سالم سهيل خميس، الشرطي صاحب الرقم العسكري 190، أول شهيد إماراتي، روى بدمائه الطاهرة جزيرة طنب الكبرى في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1971، وذلك قبل إعلان قيام دولة الإمارات بيومين فقط.
وارتبط يوم الشهيد الإماراتي الذي اعتمده الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عام 2015، بتاريخ استشهاد الشرطي سالم بن سهيل خميس، تحية لإنجازه الوطني وإحياء لقصة المواطن الشجاع الذي دافع بدمائه الزكية عن وطنه أمام هجوم المحتل الإيراني برفقة 5 من زملائه.
وامتدادا للعلاقات التاريخية الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، شكّل البلدان نموذجا في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.
وشهد الشهر الجاري، استشهاد العريف أول طارق حسين حسن البلوشي، الذي ارتقى خلال أداء واجبه الوطني في منطقة نجران بالسعودية ضمن مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية باليمن.
اليوم الوطني الـ48
تتزامن تلك المناسبات مع احتفال الإمارات باليوم الوطني الـ48، حيث تحتفل الدولة كل عام في 2 ديسمبر/ كانون الأول باليوم الوطني، والذي يستذكر فيه أبناء الوطن الإنجاز الخالد الذي أسس له الآباء المؤسسون بوضع حجر أساس نهوض دولةٍ قوية تلتحم فيها القيادة والشعب تحت راية الوطن الواحد، حيث يحرص الجيل تلو الآخر على صون المكتسبات الوطنية والإسهام في دفع مسيرة ازدهارها.
وتكتسب المناسبة هذا العام أهمية خاصة لتزامنها مع "عام التسامح" الذي أعلن عنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات من جانب، ولتحقيق الدولة إنجازات تاريخية من جانب آخر.
من أبرز تلك الإنجازات، معانقة الإمارات خلال 2019 الفضاء، وتعزيز حضور المرأة برلمانيا مناصفة مع الرجل.
واعتمدت الامارات الميزانية الاتحادية لعام 2020 بإجمالي 61.354 مليار درهم ومن دون عجز، والتي تُعد الأكبر منذ تأسيس الدولة في حين توقعت وزارة الاقتصاد ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 1.65 تريليون درهم بنهاية العام الجاري بنسبة نمو 3.77 % مقارنة مع عام 2018.
وأهدت أبوظبي في فبراير/ شباط الماضي العالم وثيقة الأخوة الإنسانية التي شكلت إعلاناً مشتركاً ودليلاً للأجيال القادمة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك بمباركة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وفي مبادرة تاريخية أعلنت الإمارات عن "بيت العائلة الإبراهيمية"، المقرر إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه عام 2022، ويضم كنيسة ومسجدا وكنيسا تحت سقف صرح واحد ليشكل فور افتتاحه رمزا ومعلما دينيا يعكس حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع دولة الإمارات.
وفي 25 نوفمبر الجاري ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة الدولة التي عقدت في العاصمة أبوظبي، بمشاركة أكثر من 450 من أولياء العهود والوزراء والمسؤولين في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية.
وشهدت الاجتماعات إطلاق أربع استراتيجيات وطنية في مجالات القوة الناعمة والثورة الصناعية الرابعة والتعليم العالي والأمن المائي وبرنامج عمل لـ "رؤية الإمارات 2071"، وعدد من البرامج الوطنية، وإطلاق "بنك الامارات للوظائف" الذي يمنح أولوية التعيين للمواطنين في 160 مهنة مستهدفة، كذلك إعلان مكتب أبوظبي التنفيذي إطلاق مشروع أكاديمية أبوظبي الحكومية.
وفي 26 سبتمبر/أيلول دخلت دولة الإمارات التاريخ من أوسع أبوابه بعدما وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
وبرز في عام 2019 قرار رئيس الدولة الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% والذي دخل حيز التنفيذ مع انتخابات المجلس التي شهدتها الامارات في أكتوبر.
و دبلوماسيا عززت المواقف السياسية الحكيمة والثابتة لدولة الإمارات من حضورها الإقليمي والدولي وأسهمت في دفع الجهود الدولية لمواجهة التطرف والإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
2020.. إنجازات السعودية والإمارات
وتدخل السعودية والإمارات عام 2020 بإنجازات متواصلة؛ فقبل أيام تسلمت المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020.
وفي الإمارات بدأ العد التنازلي لانطلاق اكسبو 2020 دبي ، وتحديداً في 20 أكتوبر عام 2020.
وسيقام "إكسبو 2020 دبي" تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" على مدار ستة أشهر من 20 أكتوبر 2020 إلى 10 أبريل 2021، بمشاركة نحو 200 دولة، حيث من المتوقع أن يستقطب الحدث 25 مليون زيارة، 70% منها من خارج الدولة الإمارات
وزار الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والأمير محمد بن سلمان، الخميس الماضي، مقر معرض اكسبو 2020 دبي.
وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن حرص الأمير محمد بن سلمان على زيارة مقر معرض إكسبو يعكس مدى اهتمام المملكة العربية السعودية الشقيقة بدعم هذا الحدث العالمي الكبير من خلال مشاركتها بجناح ضخم هو ثاني أكبر الأجنحة مساحة في المعرض بعد جناح دولة الإمارات، وبما تمثله المشاركة السعودية من قيمة وأهمية كبيرتين بما ما تتمتع به المملكة من ثقل نوعي واستراتيجي كواجهة مشرقة لتوجهات التنمية في المنطقة وهو ما تجسده الأهداف الطموحة التي تضمنتها "رؤية 2030" التي تعد بمستقبل زاهر للمملكة والمنطقة.
بدوره اعتبر الأمير محمد بن سلمان، في كلمته خلال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي ــ الإماراتي الذي استضافته العاصمة أبوظبي، الأربعاء، أن "عام 2020 هو عام الانجازات الدولية ".
وأردف: "فنحن على أعتاب احتضان فعاليات دولية كبيرة وصلنا لها بعد تخطيط وعمل وجهد متواصل .. فرئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين خلال عام 2020 واحتضان دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرض إكسبو 2020 هما خير دليل على ما تحظيان به من مكانة دولية مرموقة".
وقدم الدعوة إلى دولة الإمارات لتحل ضيف شرف على قمة مجموعة العشرين المقبلة التي تتولى المملكة رئاستها.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA= جزيرة ام اند امز